عقد على حرب تموز..اين اصبحت المقاومة ووجهتها؟

مرّ عقد كامل على حرب تموز التي علت من شأن حزب الله في عيون الشعوب العربية والاسلامية، لانه خاض المعركة وحده مقابل اسرائيل، بغض النظر عن الاسباب والنتائج، ولكن ماذا جرى حتى تحوّل حزب الله من حزب مقاوم بوجه العدو الاسرائيلي إلى حزب أصبحت مقاومته تمرّ عبر دماء الأبرياء في سوريا وطريق قدسه يرسمها عبر دمار مدنها. فكيف تبدّل دور حزب الله من 2006 إلى 2016؟

وحدها أصوات القذائف والصواريخ وصور الدمار والمجازر خيّمت على المشهد اللبناني طيلة 33 يوما أثناء حرب تموز 2006. أنظار اللبنانيين كانت موجهة حصرًا لإطلالات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قاد معارك المقاومة آنذاك ضدّ العدو الصهيوني.

عشر سنوات مرّت على حرب تموز التي كرّست حينها حزب الله بطلاً مقاومًا عربيًا، عقد كامل تبدّلت فيه صورة حزب الله وأمين عامه في وجدان اللبنانيين والعرب. فالأحداث الكثيرة التي خاضها حزب الله من داخل الحدود إلى خارجها كأحداث السابع من أيار ودخول الحرب السورية.. ساهمت في تحويل حزب الله الى عدو للعديد من البلدان العربية وشعوبها.فما هي أبرز التغيرات بين العامي 2006 و 2016؟

الباحث السياسي لقمان سليم رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ «حزب الله بعد 10 سنوات على انتهاء حرب تموز، أصبح أقوى داخليًا وإقليميًا، إلاّ أنّ الغطاء الذهبي لوجوده وهو تحرير الأرض والمقاومة عمومًا تقلصت إلى ابعد حدود، بل أصبحت شبه منسية.

لقمان سليم

فدخل حزب الله بمعادلة القوّة التي لا حدود لها والتي جعلت منه قوة تستطيع فرض رأيها في الداخل، والتدخل في الصراع السوري، واليمن والعراق وفي أي يقعة أرض أراد الوجود فيها لتنفيذ الأجندة الايرانية التي باتت سبب وجوده بعد تلاشي الأسباب الموجبة لوجوده ووجود سلاحه وهي تحرير الأرض».

وأضاف سليم «علاقة حزب الله ببيئته لم تعد بنفس الحميمية كما كان في العام 2006، حزب الله كان صوت الناس وأخذ شرعيته من كافة اللبنانيين الشيعة، أمّا اليوم فقد أصبحت العلاقة زبائنية، فحزب الله ثاني أكبر رب عمل في لبنان، تمتد شبكته من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب».

إقرأ أيضاً: في ذكرى حرب تموز: شيء كبير إنكسر

وختم سليم «حزب الله في 2006 كان حزبًا لبنانيًا مقاومًا عربيًا، أمّا في 2016 فاصبح تنظيمًا مذهبيًا بأجندة إيرانية، ولو حتى بدا أقوى داخيًا إلاّ أنّ دخوله بالحرب السورية في صراع لا مخرج منه ينذر بأنّه لن يكون لحزب الله مستقبل زاهر».

وفي المقابل رأى العميد السابق الخبير والمحلل العسكري امين حطيط في حديث لـ«جنوبية» أنّ «هناك أربع نقاط رئيسية يمكن بناء المقارنة حولها ما بين حزب الله 2006 و2016:

العميد الركن المتقاعد امين حطيط

أولاً من ناحية الاحتراف العسكري، فقد اكتسب حزب الله قدرات قتالية عالية خصوصًا بعد دخوله في الحرب السورية في المجال الهجومي والمناورة والعمل مع جيوش تقليدية..فيمكن الجزم أنّ حزب الله استطاع تنمية قدراته وسدّ ثغراته.

ثانيًا، من الناحية التسليح إمتلك حزب الله أنواعًا من الأسلحة لم يكن يمتلكها في 2006، فهو يمتلك اليوم كتلة صاروخية تستطيع تغطية كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، إضافة الى الاحتراف والدقة في استخدام الاسلحة.

إقرأ أيضاً: في الذكرى العاشرة لآخر حروب حزب الله مع اسرائيل

ثالثًا، الامتداد الجماهيري داخل البيئة الشيعية، حزب الله منذ نشأته الأولى ضمن البيئة الشيعية حصل انفجار دموي بين أبناء الطائفة الواحدة، وصولاً الى العام 2000 حيث حقق توازنا كما في العام 2006، أمّا في 2016 فبعد نجاحه في التصدي للخطر الوجودي والارهاب الذي يضرب بيئته، أصبحت القاعدة والحاضنة الشعبية أكثر صلابة وتماسكًا. ففي كل بيت شيعي لا بدّ أن يكون لحزب الله إمًا مؤيد وإمّا جندي.

رابعًا، في العمق الاستراتيجي للمقاومة، في العام 2006 كانت سوريا ملاحقة سياسيًا وإيران محاصرة ومعزولة دوليًا، أمّا في 2016 فالوضع الايراني ممتازً بعد الاتفاق مع المجتمع الدولي حول الملف النووي، وحزب الله موجود في العمق السوري، فيمكن الجزم أنّ محور الممانعة أصبح اكثر تقدمًا في العام 2016».

السابق
مراسلو ال otv يعتكفون والإدارة لا تبالي
التالي
إيران الخميني.. أفضل النماذج الإيرانية لأميركا