حملة شرسة من ساسة إيران وإعلامها على تركي الفيصل

هاجم مسؤولون إيرانيون وقادة بالحرس الثوري ووسائل إعلام إيرانية عدة، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، وذلك على خلفية مشاركته في مؤتمر منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة للنظام الإيراني في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال موقع “تابناك” الإيراني الشهير التابع للجنرال محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، إن “مشاركة تركي الفيصل الممثل غير الرسمي للسعودية في مؤتمر باريس يؤكد دعم السعودية لمنظمة مجاهدي خلق”.

وشدد الموقع الإيراني على أن “أي عمل عدواني تقدم عليه المنظمة ضد النظام داخل إيران، فإن السعودية هي التي تتحمل المسؤولية، وإن إيران تحتفظ بحقها في الرد المناسب على السعودية”.
ومن جانب آخر، شن العميد علي آسودي، مستشار ممثل خامنئي في الحرس الثوري الإيراني، هجوما على السعودية قائلا: “السعوديون في السنوات الماضية فشلوا بشكل ذريع في المنطقة، وبعد هزيمتهم في حرب اليمن وفشل المعارضة في سوريا يحاول السعوديون التشبث بأي جهة معارضة لإيران”.

وأضاف العميد آسودي: “يتصور السعوديون من خلال وقوفهم بجانب مجاهدي خلق ودعمهم لهذه المنظمة أن بإمكانهم أن يوجهوا ضربة في جسم النظام في إيران، ولكن من المؤكد أنهم بذلك يرتكبون خطأ آخر يضاف إلى أخطائهم المتعددة التي ارتكبوها في المنطقة”.

ومن جهته، حذّر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، من ما وصفها بـ”المحاولات الحثيثة من قبل العدو، لنقل النار الملتهبة التي تجتاح المنطقة وإدخالها إلى إيران”.

وقال باقري: “سيكون هناك رد سريعا في جميع المستويات على أي تهديد يحيط بالنظام الإيراني”، معتبرا ذلك “أمرا حيويا بالنظر إلى ما يخططه الأعداء لإيران”، بحسب تعبيره.

وفي رصد أجرته “عربي21″، تبين أن أغلب الصحف الإيرانية تداولت حضور الفيصل في مؤتمر باريس، حيث وصفت الصحيفة الرسمية الإيرانية “جام جم”، السعودية بـ”آل ترور”، وتعني “الاغتيال”، لأن “منظمة مجاهدي خلق اشتهرت بالاغتيالات التي نفذتها ضد رموز النظام الإيراني منذ انشقاقها عن الخميني والثورة الإيرانية”.

وقال علي غفاري، الأستاذ في جامعة أصفهان للصحيفة الإيرانية، تعليقا على مشاركة الفيصل في مؤتمر “مجاهدي خلق”، إن “السعودية أخطأت في رهانها ضد إيران على الحصان الميت، لأن رهان السعودية على مجاهدي خلق يعتبر رهانا خاسرا، وإن المنظمة في الوقت الحاضر لا تشكل أي خطر على النظام في إيران”.

واعتبرت صحيفة “جوان” الإيرانية أن “السعودية تسير على خطى وطريق صدام حسين، من خلال حضور الفيصل في مؤتمر مجاهدي خلق في باريس، وأن السعودية تسعى لصناعة تنظيم داعش إيراني من بقايا منظمة مجاهدي خلق لتمثل تنظيم داعش الإيراني الليبرالي”، علم حد وصفها.

إقرأ أيضاً: الأمير تركي الفيصل: مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط النظام سيتحقق

أما صحيفة “وطن آمروز” المقربة من المحافظين، فقد هاجمت السعودية والحكومة الإيرانية على حد سواء بسبب مؤتمر باريس، قائلة، إن “منظمة مجاهدي خلق انتقلت من أحضان صدام حسين إلى أحضان الملك سلمان بعد مشاركة الفيصل في مؤتمر باريس”.

وأضافت “وطن آمروز”: “يبدو أن هناك مشروعا جديدا يتم التجهيز له ضد إيران بعدما كشفت السعودية اللثام وأعلنت عن دعمها العلني لمجاهدي خلق ضد إيران، ويظهر ذلك من خلال مشاركتها بوفد رفيع المستوى والدعم الإعلامي السعودي الواسع لهذا المؤتمر”، على حد تعبيرها.

وهاجمت الصحيفة ذاتها، حكومة روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف، بسبب صمتهم عن حضور الفيصل للمؤتمر، قائلة: “الرأي العام في إيران فقد الأمل بحكومة روحاني، لأن الشعب الإيراني خلال السنوات الثلاث الماضية شاهد ردود الفعل غير الطبيعية من حكومة روحاني وخارجية جواد ظريف تجاه السعودية”.

إقرأ أيضاً: حركتا المجاهدين والأحرار ترفضان تصريحات تركي الفيصل التي تستهدف المقاومة

وبحسب ما اطلعت عليه “عربي21″، فإن الصحيفة الإيرانية، طالبت حكومة روحاني بأن “تتخذ خطوات أكثر صرامة ضد السعودية بسبب مواقفها تجاه إيران”، على حد تعبيرها.

ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن كلمة تركي الفيصل في مؤتمر باريس، والتي صرح من خلالها بأنه يريد إسقاط النظام في إيران، كانت بمثابة إعلان حرب سعودية لإسقاط نظام رجالات الدين والحرس الثوري في إيران.

وأعرب المراقبون عن اعتقادهم، بأن أمن الحرس الثوري الإيراني سوف يتحرك بقوة لتعزيز نفوذه في العراق وسوريا واليمن ولبنان لمواجهة السعودية بالمنطقة.

السابق
«النصرة» تعدم «جزّار الزبداني»
التالي
«الحب» في زمن عدوان تموز…