مياه الليطاني تحترق!

نهر الليطاني
في السنوات الأخيرة أطلّ علينا المسؤولون ليبشّروا اللبنانيين والجنوبيين خصوصاً أن مشروع الليطاني أصبح على سكة التنفيذ. اليوم نقول هل سيبقى هناك نهر اسمه نهر الليطاني، ومياه صالحة للريّ. فقد امتلأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل بصُوَر تُظهر الألوان الداكنة الحمراء والخضراء والصفراء لمياه النهر وذلك بحسب قربه أو بعده عن المعامل الكيماوية والمجارير وغيرها...

يبدو أن المواطن اللبناني كُتب عليه الشقاء والتعب والاستغلال من كل النواحي طوال حياته، فبعد التمديد لمجلس النيابي والحكومة المعطّلة، والفراغ الرئاسي، والحالة الأمنية المزرية بسبب التهديد من قبل الانتحاريين الذي يعلّلون السبب بدخول حزب الله إلى الوحول السورية. وبعد مغارة علي بابا “الكهرباء” التي ما زلنا إلى يومنا هذا وحتى إلى المستقبل البعيد لا نعرف سبب انقطاعها المستمر في فصل الصيف. وبعد الحالة الاقتصادية المعدمة، والشباب العاطلين عن العمل، حتى ان أبواب الهجرة والسفر أصبحت موصدة في وجههم. ناهيك عن أزمة النازحين السوريين وما ينتج عنها.

اقرأ أيضاً: نهر الليطاني في خطر من جديد

أما الأزمة الحالية التي فرضت نفسها بداية الصيف، فهي صرخة المواطنين التي بدأت تعلو بسبب تلوّث نهر الليطاني بالمجارير ونفايات المعامل والمرامل، وقد جاءت الصرخة أولاً من أصحاب الاستراحات الموجودة على ضفاف النهر، وهددوا بالتصعيد، ووعد وزير البيئة، ووضع كلفة تنظيف النهر 880 مليون دولار، ولكن أيمتى التنفيذ، يمكن عندما ينتهي فصل الصيف، أو ربما الصيف التي يأتي بعد 50 سنة.

وفي هذه الحالة، إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه، فإننا مقبلون على كوارث طبيعية أولاً، ومن ثم على ذبح نفس المواطن، وأيضاً على تشريد مئات المواطنين الذين يعملون في هذه الاستراحات.

ولذلك نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغاً #الليطاني_يحترق دعماً لهذا النهر، وعلّه يكون صرخة في كوة الفساد المستشري في نفوس المسؤولين ومن يعمل تحت أمرتهم…

السابق
حملة من أجل تشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء
التالي
المشنوق أحال الى المحامي العام البيئي في البقاع قضية نفوق الاسماك في القرعون