وتبقى دماء حزب الله «مشرّعة».. على «المشروع الإيراني»

في السابع عشر من أيّار العام 2015، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من على الشاشة “الصفراء” ليُعلن أنه “سيأتي اليوم الذي لا يكون فيه في الجرود اللبنانية لا داعش ولا النصرة ولا قاطعو الرؤوس، وأن لا خطوط حمراً أمام هذا الهدف المشروع، وأن الشعب اللبناني والبقاعيين قادرون على إلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية التكفيرية مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها”.

يوماً بعد يوم، تزداد الادلّة حول التوريط الإيراني لـ”حزب الله” في الحرب السورية وأن “العصمة” في هذه الحرب غير “المُمتعة”، هي بيد الإيراني وحده وبالتالي ما على الحزب سوى الإنصياع لرغباته ومُخططاته، وهنا تتكشّف الأمور للقاصي والداني بأن الهدف الإيراني من وراء هذه الحرب، يصب أولاً وأخيراً في خدمة تحقيق مشروعه، وهذا ما ظهر خلال اليومين الماضيين على لسان النائب في مجلس الشورى الاسلامي الايراني جواد كريمي قدوسي حيث توقّع “أن يكون الكيان الاسرائيلي قد وجّه رسالة يبدي فيها إستعداده للتفاوض مع حزب الله لبنان لإبرام صفقة تبادل أسرى اسرائليين بيد حزب الله من جانب والديبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين خُطفوا خلال الحرب اللبنانية من جانب آخر”، كاشفاً أن “لدى الحزب أسرى صهاينة على مستوى عال بالإضافة إلى أسرى من فرنسا ودول أوروبية أخرى شاركوا في معارك حلب”. وأكد أن “أمين عام حزب الله وعد بأنه سيتابع بنفسه القضية”.

هذا التصريح أو الإعتراف، يُشكّل دليلاً قاطعاً على أن تورّط “حزب الله” في الحرب السورية، لم يكن لا من أجل الطائفة الشيعية في لبنان وحمايتها، ولا من أجل خلق حزام أمن للبنانيين في مواجهة “التكفيريين”، بل كان “تكليفاً شرعياً إيرانياً، مُغلّفاً بشعارات مذهبية تحريضية، يقول بنده الأخير “دماء عناصر حزب الله مرهونة بالمشروع الإيراني وخدمته مهما عظمت المصائب وتكاثرت الأوجاع”.

ويصح القول أن المنطقة كلها وليس لبنان فقط، قد دخلت في أزمة من جرّاء ممارسات “حزب الله” الذي إرتضى لنفسه أن يتحوّل إلى ورقة ضغط بيد الإيراني وبعدما أصبح مصيره مُرتبطاً به مُباشرة وليس بمنظومة دفاعه الصاروخية ولا بالمقاتلين الذين تُهدر دماؤهم بغير وجه حق. ومن يبحث في زوايا السياسة الخارجية الإيرانية وتحديداً في الشق المتعلق بمصالحها التي غالباً ما تأتي على حساب أرواح الغير، ما عليه سوى العودة إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى لبنان في آب 2015، حيث الغى يومها زيارته إلى ضريح القيادي في الحزب عماد مغنية وعلامات الإستياء التي كانت بادية على وجه نصرالله خلال اللقاء الذي جمع بينهما.

 

السابق
بعد السيطرة على طريق «الكاستيلو».. هل فكّ حصار حلب؟
التالي
درباس: نحن حكومة نواطير