هكذا تعرضت الفتاة المغتصبة في طرابلس لإعتداء جديد

الاغتصاب
ابنة السادسة عشر عاماً كانت ضحية لثلاثة ذئاب بشرية، ولعقلية ذكورية مريضة، ولإعلام موبوء لا وعي به ولا أخلاقية، فأعادوا جميعاً الاعتداء عليها جسدياً ونفسيأً.

ضجّت طرابلس ليل أمس، بحادثة لا تصلح أن تكون إلا مشهداً تمثيلياً، ولعلّ من الحماقة أن نقارب، ولكن عقدة المسلسل التركي فاطمة أُعيد انتاجها طرابلسياً في منطقة الكورة، المشترك طفولة الضحية وخبث الذئاب الثلاثة، والمفارقة أنّ ما نقلته لنا الشاشة التركية كان محض تمثيل بينما ما نقله الإعلام اللبناني كان واقعاً تجسد بسوداوية لعينة.

اقرأ أيضاً: نموذج لعملية نصب في احدى مطاعم الحمرا

الضحية ابنة السادسة عشر، وقد تمّ استدراجها لفخ أوقعها به أحد الشباب وهو كما ذكرت معلومات صحفية “حبيبها”، فلم يكتف بانتهاكها وإنّما تآمر عليها واثنين من صديقيه وتقاسموا الغنيمة.
الشباب الثلاثة، مجموعة من المراهقين، غلبت الشهوة بهم على الوعي، وانتصرت المخيلة الإجرامية لديهم على الأخلاق والمبادئ.

هذه الجريمة، دفعت ثمنها الفتاة أولاً، والتي لم يكتفِ الإعلام اللبناني الساقط بما تعرضت له من مأساة، بل عمد إلى نشر اسمها بالكامل مرفقاً بمعلومات وافرة عن حياتها الشخصية، وبدلاً من التكتم إعلامياً على هويتها وتأمين السبل لها لإتمام مستقبلها دون التعرض لمضايقات بسبب جريمة كانت ضحيتها، تمّت المتاجرة بقضيتها تماماً كأيّ قضية أخرى حيث يتخلى الإعلامي عن مهنيته لأجل سكوب.

اغتصاب

هذا الإعلام الذي أصبح بفعلته هذه شريكاً باغتصاب الفتاة، لم يكن وحده من حمل الوزر، بل لتكن الجريمة الكاملة كان لا بدّ لمجتمع الذكورية أن يجلد الضحية لأنّها “أنثى” وأن يلتمس المبررات للمجرم لأنّه ذكر.
فبدأت ساحات مواقع التواصل تحاكم الفتاة، وتطعن بأخلاقها ونواياها، ليقول أحدهم وبحقارة “من ايدها”، فيما يعلق آخر “قلها تلتين الخاطر”.

هذه التعليقات التي تتقاطع مع ثقافة “البنت معيوبة والصبي ما بيعيبه شي”، تصوّر أيّ أخلاقيات مجتمعية نتذرع بها.

جريمة الاغتصاب، امتدت لجرائم أخرى، فوالدة أحد المغتصبين لم تتحمل ما اقترفه ابنها لتصاب بسكتة قلبية قاتلة، جدّ الفتاة بدوره لم يتحملّ قلبه ما تعرضت له حفيدته، فنقل للمستشفى بحالة حرجة!

هذه الجريمة، لا يجب التعامل معها إلا كجريمة كاملة وكأيّ عملية قتل عن سبق إصرار وتصميم، هؤلاء الشبان الثلاثة لا شفاعة لهم، فالتخطيط للإيقاع بالفتاة لا يصدر إلا عن مخيلة شيطانية لا إنسانية.
هؤلاء الثلاثة وحوش بشرية، والعقوبة الأقل لهم هي الإعدام العلني، فهم قتلوا الفتاة نفسياً، ودمروا أربعة عائلات في لحظة متعة عابرة!

السابق
«قناة عربية» وراء تفاؤل «عون».. والآلية في لبنان مفقودة
التالي
ابو فاعور بإسم تيمور جنبلاط : التغطية الاستشفائية الشاملة لمن تجاوز ال 64 عاما