قطاع غزة معتقل ممن يحكمه أيضاً!

على متن الباخرة التي أقلّت عناصر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى تونس، ألقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطبة وعد فيها بالإستمرار في الكفاح من أجل حق العودة.

محمود عباس وريث عرفات في السلطة الفلسطينية الحالية كان قد إستبدل عام 2014 شعار عرفات بالقول أنه لا يريد إغراق إسرائيل بخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، بل سيعمل على إيجاد حل عادل لهم.

وإلى جانب الحلم في عودة الشعب الفلسطيني إلى ارضه، ولدت أحلام كثيرة ولجت الى الروح الفلسطينية، ومنها العيش بكرامة في دول اللجوء، وتأمين منازل حالها أفضل مما هي عليه حالياً أو ربما الإنتهاء من دوامة اللجوء الأبدية ذاتها العالق بها هذا الشعب منذ عام 1948.

في نيسان المنصرم حصل إنفجار في مدينة القدس جرح على اثره 21 إسرائيلياً، لم تتبن أي من حركتي حماس والجهاد الإسلامي العملية.

غزة غارات اسرائيلية

قالت كل من هاتين الحركتين الاسلاميتين انهما تباركان عملية القدس. اذن، فقد اكتفت الحركتان بمباركة العملية، فلا مكان بعد الآن لتبني الأعمال الحربية التي يقوم بها الفلسطينيون كما هو الحال في عدم تحملهما مسؤولية الوضع المزري الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون حول العالم.

حركة حماس نفسها تمارس عنفا مضاعفا ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتأبى تخفيف القيد المفروض على المواطنين الذين يرزحون أصلاً تحت وطأة حصار فرضته البوارج الإسرائيلية على شواطئ القطاع.

هذه التفاصيل لا يستمع اليها المولعون بالدفاع عن المقاومة في غزة اي عن حركتي حماس والجهاد، رغم ان الوقائع والشهادات تثبت ذلك.

تحدث أحمد القاسم المقيم في قطاع غزة عن إرتفاع أسعار البضائع وصعوبة الحياة بسبب الرسوم الضريبية المفروضة من حكومة حماس وشدد الشاب على رغبته بالخروج من القطاع بأي وسيلة كانت.

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب أغلقت «حماس» جمعية شيعية في قطاع غزة

تم إعتقال عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس على يد الجيش الإسرائيلي احداهن فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 15 عاماً قيل أنها تريد طعن جندي إسرائيلي ووافق الإسرائيليون على هذه الذرائع. وتبين لاحقاً انها لم تكن تحمل سكيناً، ولكن ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي لا تقنعه هذه الادلة فطلب تعديل قانون محاكمة المعتقلين الفلسطينيين والتشديد على عقوبة إعدامهم، مما دفع بعض المؤسسات الحقوقية للتحرك نحو الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل.

في غزة يتم إعتقال بعض الشبان أيضاً بسبب موقفهم المعارض لحركة حماس ويتم تعذيبهم في المساجد.

إذا كانت حماس تعتقد أنها تريد استعادة فلسطين وترفع شعار حق العودة، فلماذا تمارس الظلم على فلسطينيِّ البقعة التي لا تتجاوز مساحتها حوالي 360 كيلو متر مربع.

إقرأ أيضاً: هل تتخلى تركيا عن غزة؟

أغلب الأناشيد التي تذيعها حركة حماس فيها كلمات تذكر بعدالة الله لإستعادة أرض «العزة والكرامة والتضحيات». إن حماس تمتلك مفاتيح اللعبة ضد إسرائيل، وتعلم متى تستخدم ورقة المعتقلين حديثاً من قبل حكومة نتنياهو.

المعتقلون الذين لم تعلن حماس تبنيها لهم، إنما إكتفت بمباركة أعمالهم سيكونون في المستقبل المجهول ورقة تفاوض في أي حرب قادمة بين ليبرمان وإسماعيل هنية.

اللعبة نفسها والشعارات نفسها وبعض الأصوات المرتفعة حول مصير خمسة ملايين لاجئ موزعين في الشتات المُستغنى عنهم تلقائياً من قبل محمود عباس كما صرح وحق عودتهم إلى اراضيهم، ولكن الكثيرين ينتظرون أيضاً الفرص المؤاتية للرحيل عن القطاع المعتقل ايضا.

السابق
بالصورة: سقوط قائد ميداني لحزب الله في معارك حلب
التالي
الإعلام الحربي يوضح: هذه حقيقة وفاة سمير علي عواضة