فصائل المعارضة تستعيد مواقعها.. وانتصارات النظام وحزب الله إعلامية فقط!‎

أكدّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبل خطابه الأخير على الأهمية الاستراتيجية لمعركة حلب، إلاّ أنّ محاولات النظام السوري وحزب الله لمحاصرة مدينة حلب ولقطع اوصالها بهدف قطع الامدادات عن فصائل المعارضة لا تزال حتى الساعة مستحيلة، على الرغم ممّا يصوّره إعلام النظام من قرب لعملية الحسم والانتصار.

أعلن النظام السوري في أول أيام عيد الفطر هدنة كان من المفترض أن تدوم 72 ساعة، إلاّ أنّ الهدنة لم يكن لها أي حضور على أرض الواقع، حيث لم تتوقف البراميل المتفجرة والقذائف والصواريخ التي خلفت مجازر بحسب ما أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، الذي دان انتهاكات ارتكبها نظام الأسد للهدنة التي أعلن عنها خلال أيام العيد.

وأبرز انتهاكات الهدنة التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه، تكثيف القصف على محور مزارع الملاح وطريق الكاستيلو بأطراف حلب الشمالي، في محاولة للسيطرة على الطريق الحيوي الذي يربط أحياء المعارضة في حلب بريفها.

استطاع النظام السوري وحليفه حزب الله أمس من التقدم في عدد من النقاط في طريق الكاستيلو، والملاح. تقدّم صوّرَته وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري بأنّه كسر لمعادلة اللا-انتصار منذ تحرير حلب من النظام السوري، وقرب لحسم معركة حلب وتحريرها من النفوذ التركي والأميركي، بحسب تعبيرهم. وتحضيرًا للمعركة السورية الكبرى التي ستقلب الكفّة لصالح النظام السوري في المفاوضات.

ولكن مصادر خاصّة أكّدت لـ«جنوبية» أنّ « فصائل المعارضة السورية استعادت السيطرة على التلة الجنوبية في الملاح التي تشرف على طريق الكاستيلو، بعد صدّ هجوم لقوات النظام وحلفائه رغم كثافة نيران القصف وسياسة الأرض المحروقة التي يتّبعها النظام».

وأضافت المصادر أنّ «الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى اللحظة وهناك محاولات حالياً لاستعادة السيطرة على كل المواقع على محور طريق الكاستيلو لمنع محاصرة حلب».

معارك حلب بين حزب الله والنظام السوري والمعارضة السورية
معارك حلب بين حزب الله والنظام السوري والمعارضة السورية

وتعليقًا على معركة حلب أكّد جاد يتيم “صحافيٌ مختصٌ بالشأن السوري” في حديث لـ«جنوبية» أنّ «طريق الكاستيلو مقطوع ناريًا بفعل الغارات السورية منذ تحرير حلب من النظام السوري في أيلول 2015، فهو هدفٌ للطيران الروسي ومدفعية النظام لقطع الطريق على المدنيين الذين يتم استهدافهم أثناء مرورهم على هذا الطريق، هو طريق الموت وشريان الحياة نظرًا لأهميته الاستراتيجية كونه الطريق الدولي الذي يفصل بين ريف حلب الشمالي ومدينة حلب، إلاّ أنّه لم يكن منفذًا للثوار فهم يستخدمون الطريق العسكري من ريف إدلب والذي لا يزال مفتوح أمامهم، فالمعارك هناك تتخذ طابع الكرّ والفرّ».

وأضاف يتيم «بعد خطاب نصرالله الذي قال فيه أّنّ “كل المعارك دفاعية ومعركة حلب استراتيجية” نفذت المعارضة السورية بعد ثلاثة أيام هجوم مضاد استطاعت التقدم خلاله في منطقتي الملاح وحندرات مناطق نفوذ النظام. إذاً يمكن وصف معركة حلب بمعركة الكرّ والفرّ بين الفصائل المعارضة من جهة والنظام السوري وحلفاؤه من جهة ثانية. ولكن بعد فشل النظام وحزب الله في تحقيق انتصارات جدّية لجؤوا إلى تضخيم تقدّمهم ولو بضعة كيلومترات وتحويله الى انتصارات كما حصل في تقدّم كاستيلو».

وختم يتيم «تصوير الحسم في حلب وكأنّه اقترب لصالح النظام وحزب الله هو دعاية اعلامية لا أكثر، فروسيا أعلنت على لسان سفيرها في دمشق أنّ لا معارك في حلب والرقة أي أنّها غير معنية بمعركة حلب التي أعلن عنها نصرالله، وكلّ ما يجري حاليًا ليس بجديد، فكلّ الوقائع تؤكّد على استحالة قدرة النظام وحلفائه على استعادة حلب».

إقرأ أيضاً: فقدان مسؤول ميداني بحزب الله؟‏

مصدر آخر مطلع على مجريات معركة حلب أكّد لـ«جنوبية» أنّ «المعركة قد بدأت، وهي بمثابة النزال بين الايرانيين والاتراك على ارض حلب ، لكن السؤال يبقى إن كانت روسيا مستعدة للدخول في هذه المعركة، خاصة وأن اتفاقات ابرمت مؤخرا بين موسكو وانقرة تلحظ التعاون الثنائي لانهاء الحرب في سوريا».

إقرأ أيضاً: قصف روسي على حلب… ومجازر في إدلب

التطورات التي تشهدها مدينة حلب وريفها دفعت الأمم المتحدة إلى الإعراب عن «قلقها البالغ» على مصير ثلاثمائة ألف من المدنيين محاصرين في الجزء الشرقي من مدينة حلب شمالي سوريا، ودعت جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليهم.

السابق
لهذه الأسباب تدرّس أفلام داعش القصيرة في الجامعات اللبنانية
التالي
الاستدارة التركية ومفاعيلها على المسألة السورية والمشهد الإقليمي