هل الحراك العوني مقدمة لانتخابه رئيساً للجمهورية؟

لم تنسحب عطلة عيد الفطر على الساحة الداخلية اللبنانية هدوءا كما كان متوقعا، فقد شهدت ازدحاما في الملفات الساخنة مع عودة الملف الرئاسي ليتقدم سلم أولويات التداول بعدما خفت الحديث عنه مؤخرا.

سجل في عطلة عيد الفطر السعيد حراك بطله النائب ميشال عون وذلك عبر جولاته لمعايدة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطبف دريان وكذلك على الرئيس نبيه بري للمعايدة نفسها، ما ولّد “دينامية سياسية” ساهمت بإعادت تسليط الأضواء على الرئاسة سيما بعد التفاهم النفطي الذي توّج مؤخرا بين الحليفين اللدودين بري- عون لتساهم هذه الزيارة بانهاء البرودة التي شابت العلاقة بين الطرفين.

فصحيح أن الزيارتين كانتا في الظاهر تحت عنوان تقديم التهنئة، إلا أنها حملت في طياتها دلالات سياسية وهي في عمقها ارتبطت بالملف الرئاسي، وهذا التقارب الانفتاحي على المرجعية السنية ترافق أيضًا مع اتصال عون بسفير المملكة العربية السعودية، وذلك بقصد استنكار التفجيرات التي طالت المملكة، ما يستدعي التساؤل :” هل وصل إلى مسامع عون إشارات جديدة حول بداية اقتناع الرئيس سعد الحريري وعدد من أقطاب 14 أذار بمجيئه رئيسا للجمهورية؟ خصوصا أن هذه الدينامية السياسية ترافقت مع مشاركة الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز صلاة العيد في مكة المكرمة بعد توتر العلاقات بين الطرفين مؤخرا.

حريري بري عون

 

مصادر مطلعة على الملف الرئاسي أكّدت لـ “جنوبية” أن “لا تقدم في ملف رئاسة الجمهورية وأن تفاهم عون – بري لن يحرك المياه الراكدة”. ورأت ان ما تشيعه اوساط التيار الوطني عن الحراك العوني الأخير أن “أجواء الرابية مأخوذة بالشائعات وتتعلق بحبال الهواء”. ولم تستغرب المصادر تصرف العونيين وكأن الجدل الرئاسي حسم بعد التفاهم مع بري على ملف النفط.، وذكرت بزيارة عون لبيت الوسط قبل عام، اذ لم ينتظر حينها العونيون اليوم الثاني لإعلان أن عون سيصبح رئيسا”.

إلى ذلك رأت المصادر بأن “موضوع النفط هو محاولة من قبل برّي لتعبيد الطريق أمام حوار 3 و 5 آب الذي دعا إليه من خلال خلق أجواء ايجابية مع التيار الوطني، فما هو إلّا “فخ للإيقاع بعون” وتساءلت المصادر “هل النفط قسمة شيعية مارونية فقط حتى تم إثارة مقاربة النفط مقابل الرئاسة؟”

لم يرَ الصحافي والمحلل السياسي كمال ريشا أن الحراك السياسي في الداخل اللبناني سينتج رئيسا للجمهورية مستبعدا أن يكون لملف النفط واتفاق بري – عون علاقة به.

فقال ريشا لـ “جنوبية” أن “هذا الحراك لغاية في نفس الرئيس برّي، ولكنه لن يؤدي إلى انتخاب رئيس وما يشاع عن اتفاق بين بري وعون أمر مضحك، بري يحاول تعبيد الطريق أمام حوار 3 و 5 آب الذي دعا إليه من خلال خلق أجواء ايجابية مع التيار الوطني. مشيرا إلى أن “قرار انتخاب رئيس الجمهورية ليس بيد اللبنانيين وهو قرار بيد حزب الله الذي كان ولا يزال لا يريد رئيسًا، وبالتالي فإن كل ما يحكى عن اقتراب موعد انهاء الشغور وارتفاع أسهم عون نتيجة هذا الاتفاق غير صحيح.

إقرأ أيضاً: نوفل ضو لـ«عون»: لو أديت مناسك العمرة وزرت العتبات.. لا أمل!

كمال ريشا

وتابع “هناك ثلاثة أسباب تمنع الحزب من انتخاب رئيس للجمهورية، فطالما أنه موجود في سوريا تكون مصلحته تعطيل مؤسسات الدولة، فانتخاب الرئيس سيفضي إلى تشكيل حكومة وسيكون هناك عائق بتمثيل حزب الله في الحكومة الجديدة في ظل العقوبات الأميركية والعربية، وكذلك فان تشكيل البيان الوزراي سيواجه أيضا عائقا بإصرار حزب الله على إدراج معادلة “جيش، شعب، مقاومة” والغاؤها سيهدد برفع الغطاء عن الحزب”.

ولفت ريشا إلى أن “الربط بين الملفين غير منطقي وفيه استخفاف لعقول اللبنانيين خصوصا أن ملف النفط ليس سهلا، ويتطلب استدراج عروض شركات تخضع لقوانين عالمية ولا يمكن أن ينجز وأن يختزل باتفاق وتنازلات بين طرفين دون العودة إلى الأطر القانونية والدستورية في لبنان”.

ورأى بأن “هذا الكلام وما فيه من إيحاءات عن تقاسم النفط فيه إساءة لكل من بري وعون وباسيل”. وتساءل “أي من الشركات العالمية سترضى بإستخراج النفط من الجنوب دون وجود ضمانة بأن هذه الاستثمارات محمية في ظل وجود حزب الله والتهديد الاسرائيلي”؟

إقرأ ايضاً: ماذا سيعطي برّي عون مقابل النفط ومتى يجتمعان؟

وخلص ريشا إلى أن ” تحريك ملف النفط وإتفاق الكتل النيابية لإصدار مراسيم واطلاق عجلة العروض شأن دولي ومؤسساتي، لكنه لا يؤدي إلى انتخاب رئيس بل يؤدي إلى حوار عين التينة”.
وفي النهاية هل تضمر هذه التطورات في الساحة الداخلية والدينامية البرتقالية شيئا ما عمليا؟ وهل سنشهد فرجا قريبا في الملف الرئاسي؟

وحدها الأيام المقبلة وما تحمله من أحداث تحسم أثر تلك الانعاكاسات.

السابق
هل بدأت اسرائيل حملة زعزعة الوجود اللبناني الشيعي في ألمانيا؟
التالي
نصرالله وأفول شخصية البطل