لمصلحة من فبركة الأخبار الكاذبة عن إيران؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عن مظاهرات احتجاجية جابت شوارع مدينة إصفهان الإيرانية تطالب الحكومة بالانسحاب من سوريا.

وذكر موقع “العربية- فارسي”، أن المسيرة التي دعا إليها تنظيم الحرس الثوري لإحياء “يوم القدس العالمي”، الذي أقره مرشد الثورة الإسلامية الإمام الخميني في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، منذ انتصار الثورة، في عموم المدن الإيرانية، تحولت في مدينة إصفهان إلى عاصفة من الاعتراضات الشعبية، على التدخل العسكري في سوريا، ردّد المتظاهرون خلالها شعار “انسحبوا من سوريا وفكروا بحالنا نحن”.

لكن بالعودة إلى موقع يوتيوب، تبين أن تاريخ ظهور هذا الفيديو، أول مرة، كان في 3 تشرين الأول – أكتوبر، من العام 2012، ومن خلال التدقيق في مشاهد الفيديو، يظهر أن الشوارع التي مرت فيها المسيرة الاحتجاجية هي في العاصمة طهران وليس في إصفهان، فمن زار طهران أو عاش فيها، يستنتج فورا أن المتظاهرين انطلقوا من ساحة “توب خانه” باتجاه تقاطع فردوسي – منوتشهر، وقد ظهر بالفيديو لافتة تشير إلى اسمي الشرعين المذكورين.

أما عند التدقيق في الهتافات التي أطلقها المتظاهرون، يتضح أنهم يهتفون أولا، ضد رئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد، فيقولون بالفارسية “أحمدي هوش باش، ما مردميم نا اوباش” أي “أحمدي عد إلى رشدك نحن بشر لا أوباش”، وهذا يثبت أن المظاهرة ليست جديدة.

إقرأ أيضاً: إيران.. أصفهان تهتف بيوم القدس: اتركوا سوريا

لكن، ما سبب خروج هؤلاء المتظاهرين، الذين هتفوا ضد تدخل بلادهم في سوريا؟ بالعودة أيضا إلى تواريخ الأزمات السياسية والاقتصادية التي تفاقمت في أواخر عهد أحمدي نجاد، وأدت إلى بروز حركات اعتراضية واسعة في الشارع الإيراني، يتبين أن هذه المظاهرة هي واحدة من عشرات المظاهرات التي نظمها تجار بازار طهران والصرافون المجازون فيها، احتجاجا على سقوط قيمة العملة الإيرانية مقابل الدولار، حيث سجل التومان الإيراني حينها أدنى مستوياته إزاء العملات الأجنبية، كذلك سجّل اختفاء العملات الأجنبية من سوق الصرف، مما دفع المتضررون المباشرون من هذا السقوط، أي تجار الذهب والفضة والصرافين وغيرهم، إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية يومية، واجهتها الحكومة الإيرانية كالعادة بأشد أنواع العنف والقمع والاعتقالات العشوائية.

سوريا ايران

ولا شك أن هذه الشريحة من الناس، مثلها مثل كل أطياف الشعب الإيراني، اعتبرت أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد سببها الأول هو التدخل العسكري في سوريا، أو بمعنى آخر صرف أموال الشعب الإيراني على المجهود العسكري وتسليح ميليشيات موالية لنظام الملالي، من أجل توسيع رقعة هيمنته على المنطقة، لذلك كان حاضرا وبقوة هتاف “انسحبوا من سوريا وفكروا بحالنا نحن”، الذي يقابله بالفارسية “سوريه رو رها كن، فكرى بحال ما كن”، إضافة إلى هتافات أخرى تدور في الفلك ذاته.

إقرأ أيضاً: مواقف ايرانية تعارض سليماني بشأن البحرين: ماذا فعلتم بموسوي وكروبي؟

ولا بد من التذكير هنا، أن مسيرات يوم القدس في طهران وإصفهان والمدن الأخرى، لم تشهد أي شغب، أو أي هتاف ضد من يحيي هذه الفعالية، أي مؤسسات مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي وتنظيم الحرس الثوري ونسور التيار المتشدد، لأن الشعب الإيراني فقد إيمانه بكل القضايا الثورية، أمام تراجع أوضاعه المعيشية. كما أن هذه المسيرات الموالية للنظام، بحسب مراقبين، لم تكن هادرة أو مليونية كما هي العادة، إنما اقتصرت على فئة من النوستالجيين الثوريين والمستفيدين والمتسلقين والمتمولين، لا تكاد تصل إلى 16% من مجموع الشعب الإيراني.

السابق
رسالة مؤثرة من حسين يوسف إلى نجله… أين أصبح ملف العسكريين؟
التالي
صراع بين ماغي بو غصن وباميلا الكيك.. والأخيرة تعلق: نجوميتها على حسابنا