فضل الله في خطبة العيد: بالحل السياسي نحمي الوطن

ألقى السيد علي فضل الله خطبتي عيد الفطر المبارك من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بعدما أم حشود المصلين الغفيرة الذين غصت بهم ساحات المسجد الداخلية والخارجية ومما جاء في خطبته:

“يأتي إلينا العيد ورايات الحزن تلف واقعنا، بفعل ما يجري في أكثر من بلد في العالم العربي والإسلامي، وفي باقي أنحاء العالم، حيث يسود منطق تدميري يضرب في كل مكان، ومواجهة هذا الإرهاب التدميري ومعالجته، لا يمكن أن تتم إلا بتضافر كل الجهود والطاقات وتعاونها في هذا المجال، ومن خلال التوقف عن توظيفه واستثماره. فهناك من يستثمر في هؤلاء الإرهابيين، وإن كان يعلن الحرب عليهم، ما داموا يخدمونه في تنفيذ مشاريعه أو في حربه في مواجهة الآخرين. علما أن التجارب السابقة واللاحقة، أثبتت أن الذين دعموا هذا الإرهاب أو يدعمونه، هم الذين عانوا وسيعانون منه، لأنه لا يقبل إلا منطقه رافضا أي منطق مختلف”.

وتابع “لا يكفي في هذه المرحلة إصدار بيانات استنكار تدين هذا الإجرام، بعد أن طاولت نيرانه الجميع، بقدر ما يحتاج الأمر إلى مشروع موحد وفاعل، يقوم على وضوح في الرؤية، ويخرج من حالة المزايدة والاستثمار إلى أخذ القرار، قرار المواجهة على جميع المستويات الاجتماعية والدينية والثقافية والأمنية والسياسية.  ونحن نرى ضرورة أن يواكب هذا القرار بالعمل للاسراع على تبريد الجبهات الإقليمية الساخنة، بما يساعد في إطفاء نار الحروب الداخلية، بعدما بات التوتر الإقليمي يشكل الغذاء والحاضن لكل ما نعانيه من استنزاف لقدراتنا وإمكاناتنا وطاقاتنا”.

وأضاف “بات واضحا الأبعاد الخطرة لما جرى أخيرا في بلدة القاع على مختلف المستويات، وما كشفت عنه التحقيقات، والتي أكَدت انّ الساحة اللبنانية في دائرة الاستهداف. الأمر الذي يعني أن الغطاء الذي حمى لبنان في السابق قابل للخرق والتمزيق في أي وقت، ولا سيما أن لا دولة موجودة في لبنان، حيث المؤسسات بين الفراغ والتعطيل وشبه التعطيل، والمؤسسة العسكرية التي يقع عليها العبء الكبير، ونقدر جهودها، محكومة بتوازنات هذا البلد، وبمحدودية قدراتها التي تقيد حرية حركة الجيش، وتمنعه من تحقيق أهدافه، ما يتطلب الإسراع في إيجاد الحلول السياسية التي تضمن استقرار الوضع اللبناني، وتمهد لتقوية المؤسسات العسكرية والأمنية وتفعيل دورها للخروج من الواقع الذي تعانيه. ومن هنا، فإن القيادات اللبنانية مدعوة إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات”.

وختم فضل الله “نتوجه إلى الله سبحانه أن يحمي هذا البلد وكل بلاد المسلمين، ونتوجه بالتحية الصادقة الخالصة إلى كل المقاومين والمجاهدين الذين يحمون حدود الأمة وكرامتها”.

السابق
اعلامية من المستقبل للحريري: نتوسل اليك لم نعد نقوى على الصمود!
التالي
هذا هو سيناريو تفجير المدينة المنورة