الشاعرة يُسْرَى البيطار… تكادُ من المحبة تسقُطُ..

كتاب
صدر للباحثة والكاتبة والشاعرة اللبنانية الدكتورة يُسرى البيطار (عضو مجلس الفِكْر لبنان؛ وعضو المجمع الثقافي العربي) مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان "أكاد من المحبة أسقُطُ"، (عن "دار الأمير للثقافة والعلوم") في بيروت – طبعة أولى 2016-).

تحتوي هذه المجموعة على ثمانٍ وخمسين قصيدة، ومن عناوينها: “أحلام”؛ “أزرار”؛ “إلى فلسطينيّ وراء خطوط العدوّ”؛ “بسمة”؛ “بوجهك خبِّئ عطوري”؛ “الحُبُّ الباقي”؛ “حُزْن”؛ “قريتي كفيفان”؛ “قصيدة الجنوب”؛ “قصيدتي لجبل حرمون وراشيا ووادي التّيم”؛ “قَهْر”؛ “كذَّاب”؛ “لم أنتظر بَوْحاً”؛ و”أكاد من المحبّة أسقُطُ”.

اقرأ أيضاً: رواية «ألواح» لرشيد الضعيف… عن مشاعر مدعاةً للخجل!؟

ونقتطف منها القصائد الثلاث الآتية:

داعبت وجهك

داعَبْتُ وجهَكَ في غيابِ المستحيل/ نادانِيَ الخَدُّ اليَسارُ/ أنا مِن هنالِكَ أهزمُ اللّيلَ الطويلْ../ كَفراشةٍ تعبَتْ من المصباحِ جئتُ إلى كتابالبَراري/ للعطرِ في الأزهارِ/ ورَحيقِ نُبْلٍ فائحٍ طَرباً على الخدِّ اليَسار/ ومن الشّفاهِ تشدُّني قُبَلٌ/ ومن اليمينِ يلُفُّني نسَمٌ عَليلْ/ ومن الجبينِ يضمُّني فجرٌ جميلْ../ رأسي الذي لا ينحَني أبداً.. حَنَيْتُ هناكْ/ وَقبِلْتُ تاجاً من رموشِ الياسَمينْ/ في ظلِّ عينَيْكَ الكَحيلْ../ أنا إنْ أمُتْ شَغَفاً/ فذاكَ على يَدَيْ رَجُلٍ قتيلْ../ أنتَ الذي/ إنْ قلْتُ: مُتُّ به/ فقُلْ: هذا قليلْ.

قريتي كفيفان

في شُرفةٍ للكَونِ أجلسُ/ في كفيفان الكَحيلهْ/ في جَوِّ أيلولٍ تراوِدُني الطّفولة/ فأعودُ عِشريناً وأكثرْ/ أغفو على النّسَماتِ/ أستلقي وأسهَرْ/ وأغُلُّ في أحلامِ قلبي المُستحيله!…/ هذي كَفيفانُ الحبيبةُ تعْتَريني/ عطرٌ من الجنّاتِ منها يحتَويني/ وردٌ مدى نيسانَ زَيّنَها/ وَذا أيلولُ بالألوان كَحَّلَها/ كفيفانُ التي هيَ/ علّمَتني أن أثورَ/ وأن أناضلْ/ وأَهُدَّ مَعقِلَ كُلِّ باطِلْ/ هيَ علّمَتني أن أُطيحَ بكلِّ أنظمةِ القبيلهْ.

أنا فوقَ شُرفتِنا أطِلُّ/ من خمرِ ذاكرَتي أعُلُّ/ وَأَعُلُّ مِن دمعات قلبي/ وأعُلُّ مِنْ كاساتِ حُبِّي/ وَتلذُّ لِي بَسماتُ وَجْنَتِكَ الجَميلهْ.

اقرأ أيضاً: كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

قصيدة الجنوب

ريحُ الشّمالِ، الكرومُ، الأرزُ، والقمُم/ ونبْضُ قلبي، وكلُّ العطرِ، والقلمُ/ سابقْتُها، سابَقتْني للجنوبِ هوًى/ هذا الجنوبُ العُلى، واشمَخْ أيا علَمُ../ هنا الترابُ جبينُ المجدِ في عِظَمٍ/ والزّهرُ روحٌ تصلّي، والنّدى نُجُمُ/ هنا البيوتُ سَماواتٌ مُرنِّمةٌ/ في كلِّ بيتٍ شهيدٌ، والمدى نغَمُ/ فإنْ تطلّعَ نحوَ الحقّ مُغتَصِبٌ/ إنّ القلوبَ يَدٌ، إنّ السّلاحَ دَمُ../ حَيَّيتُ أرضَ الجنوبِ الحُلْوِ، إنّ بها/ حضارةً للسّلامِ الحُرِّ تَرتسِمُ/ والحرُّ يرفضُ سِلْمَ الذّلِّ، يُعلنُها حرباً، وكلُّ شهيدٍ باسلٍ حَكَمُ../ كم دبلوماسيّةٍ أوْدَت بحقِّ شعوبٍ/ إذْ تدفّفَتِ الأموالُ تُقتَسَمُ/ وحينَ غابَ ضميرُ الكونِ في لُجَجٍ/ من المصالحِ حيثُ البُطْلُ مُزدحِمُ/ ذي جاهليّةُ عصرِ العلمِ، تقصفُها/ ثقافةُ الحقِّ حينَ الجيشُ يلتَحِمُ…

 

السابق
وسائل اعلام تابعة لإيران تتهم المخابرات السعودية بتفجيرات القطيف والمدينة!
التالي
قراءة «مستقبلية» في لقاء مكة: إقفال باب الاجتهادات