والجنس اللطيف أيضا متوحش… في تنظيم داعش

تتواجد “كريمة عبد العزيز كرحوت”، العضاضة المتوحشة بتنظيم “داعش” في مخيم منطقة 18 كيلو غربي الرمادي، مركز الأنبار، غرب العراق، مع طفلي ضرّتها اللذين تنوي الهرب بهما إلى سوريا، تاركةَ خلفها زوجها القيادي الداعشي الكبير، لعلمها بنهاية أعمالها المتباينة بتعذيب النساء وإجبارهن على الزواج من الدواعش بالإكراه.

اقرأ أيضاً: «الرقة» عاصمة العالم

وكانت كريمة التي تعتبر من أخطر وأبرز نساء تنظيم “داعش” في الأنبار، خرجت من جزيرة الخالدية، بين العائلات المدنية التي كانت محتجزة كدروع بشرية يحتمي بها الدواعش من القصف والتقدم العسكري للقوات العراقية. وكشف أحد المصادر المحلية العراقية، من داخل مخيم 18 كيلو، حيث تتواجد “كريمة العضاضة” عن تفاصيل قصتها وجرائمها التي تسبب بإعدام عدد ليس بالقليل من النساء والرجال على يد تنظيم “داعش”، في جزيرة الخالدية الواقعة بين الفلوجة والرمادي.
ويقول المصدر إن “كريمة” زوجة المدعو “مبارك محمد عباس” أحد أهم قيادات تنظيم “داعش”، وهي امرأة في مطلع الأربعين من العمر، من سكان منطقة البوعبيد في جزيرة الخالدية التي كانت منطلقا لـ”قذائف جهنم” على قضاء الخالدية والمناطق القريبة لاستهداف المدنيين والقوات من قبل التنظيم الإرهابي.
وتسللت كريمة مع العائلات المدنية التي أمر تنظيم “داعش” بنزوحها من جزيرة الخالدية إلى منطقة الثرثار شمالي الرمادي، ومنها انتقلت مع العائلات بسيارات الجيش، إلى مخيم 18 كيلو، قبل أيام قليلة، ليفخخ التنظيم المنازل والشوارع والسيارات تجهيزاً لبدء معركة تحرير الجزيرة التي انطلقت معركة استعادتها على يد القوات العراقية، منذ السبت.
وكانت كريمة تشرف على اختيار الفتيات وإحضارهن زوجات لعناصر تنظيم “داعش” لعدم تمكنهم من اختيارهن بسبب النقاب الخافي لملامحهن، والمفروض عليهنَّ من قبل التنظيم، ولعدم تنقلهنَّ في الشوارع خوفًا من أن يتعرض لهن داعشي متحرش يتلصص على ثيابهن الفضفاضة، وأصابعهنَّ حال بانت، وهربا من الداعشيات الشرسات في عقوباتهنَّ المتباينة بين “عض النساء بأسنان من حديد، أو قرصهنَّ بأداة من الفولاذ” حال كسرن قواعد الخمار. ويرافق كريمة، طفلا “ضرّتها التي تركت زوجها بعد انتمائه لتنظيم “داعش”، وهما أحمد يبلغ من العمر سبع سنوات، وشيماء 13 سنة، تنوي الهرب بهما قريبا من خلال جزيرة الرمادي، الواقعة بيد التنظيم، وتسلك الطريق إلى سوريا بعد تلقيها اتصالات من أقارب لها أخبروها بتأمين منزل لها. ولفت المصدر، إلى أن لكريمة ابنة واحدة فقط اسمها “نور”، أجبرتها على التزوج من ثلاثة عناصر بتنظيم “داعش”، لكنهم قتلوا في معارك تحرير الأنبار بتقدم القوات العراقية.
كما خسرت كريمة أبناءها الأربعة الذين انضموا لتنظيم “داعش”، وقتلوا أيضا بتقدم القوات العراقية، وإثر الضربات الجوية للتحالف الدولي ضد الإرهاب وطيران الجيش العراقي في وقت سابق، أما زوجها يرجح هروبه إلى مناطق سيطرة التنظيم في سوريا.
وعمل كريمة كان ضمن استخبارات التنظيم، تتلصص على أفواه المدنيين النساء والرجال، وترصد عباراتهم التي يشتمون بها الداوعش والخلافة، وينتهي تعبيرهم عن معاناتهم الأشد بؤسا باعتقالهم وإعدامهم، كما تفتش النساء في الأسواق وتعض المخالفات للزي الشرعي المتمثل بالنقاب والخمار الأسود، بأسنانها بكل عنف ووحشية.
وأشار المصدر إلى عضاضة أخرى زميلة لكريمة، خرجت من جزيرة الخالدية، موجودة أيضا في مخيم 18 كيلو، اسمها “أديبة محمد عبد فارس” من منطقة البوعبيد في جزيرة الخالدية، خرجت مع العائلات المدنية. ولفت المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية جاءت تبحث عن أديبة في المخيم، لكونها من أخطر نساء “داعش” بسبب قيامها بتعذيب مئات النساء باستخدام صاعق كهربائي وإجبارهم تحت الضرب المبرح والعض على إرسال أولادهن وأبنائهم للانتماء للتنظيم الإرهابي، لكن العائلات لم تُبلغ عنها في المخيم خوفا من انتقامها منهم وشدة رعبهم منها.
وعمل أديبة متشابه بجرائم كريمة، من معاقبة النساء، وإجبارهن على الزواج من الدواعش، وتكريس أذانهن للتنصت لصالح استخبارات التنظيم، مقابل أموال طائلة ومصوغات ذهبية قمن بسرقتها من المدنيات وجمعنها من عمليات الخطف والنهب.
مصير نساء “داعش”
وتحرت مراسلة “سبوتنيك” في العراق، عن مصير زوجات قادة وعناصر تنظيم “داعش” في الأنبار المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد غربا، والتي تشهد عمليات عسكرية واسعة ومنتصرة للقوات العراقية على الإرهاب المتمثل بـ”داعش”.
وأكد مسؤولان من الأنبار في تصريحين منفصلين وهما راجح العيساوي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، ودلف الكبيسي المستشار الأمني للمحافظ المقال، أن زوجات وعائلات عناصر وقادة “داعش” المحليين، تم نقلها إلى مخيمات النازحين في عامرية الفلوجة وقضاء الخالدية، ولم يتم اعتقال أي امرأة أو طفل من ذوي الدواعش، لأن القانون يمنع الاعتقال بالنيابة، والتحقيق مع الزوجات والفتيات مؤجل حتى الانتهاء من رجال التنظيم.
وذكر مصدر محلي أن بعضاً من نساء تنظيم “داعش”، لاسيما العربيات والأجنبيات الجنسية، ينتقلن من مناطق العمليات العسكرية، إلى مدن أخرى تحت سيطرة التنظيم، ويهربن مع الدواعش إلى أقصى غرب الأنبار أو إلى الموصل معقلهم الأكبر والأخير بشمال العراق، أو إلى سوريا وتركيا.
وكشفت مصادر أمنية ومحلية عراقية، أن زوجات عناصر وقادة “داعش” خرجن من جزيرة الخالدية، ويحملن أموالا طائلة بالدولار الأميركي، وكميات كبيرة من المصوغات الذهبية تعود لأزواجهن الذين أمنوا هذه الكنوز عندهنَّ قبل هربهم إلى سوريا والموصل، من الأنبار التي خسروا سيطرتهم على أغلب مساحاتها التي كانت بقبضتهم. وأشارت المصادر إلى مصادرة 110 ألف دولار أميركي، مع 2 كيلو من الذهب، من إحدى زوجات عناصر تنظيم “داعش” خرجا من جزيرة الخالدية، قرب مخيم 18 كيلو، يوم السبت الماضي، بعد تفتيش حقيبتها من قبل القوات العراقية، أمام زوجها الذي تعرف عليه أحد مقاتلي حشد الأنبار وأخبر القوات عنه بإنه من التنظيم الإرهابي.
الأموال التي تحملها نساء التنظيم الإرهابي، هي رواتب العناصر والقادة، جمعت من المدنيين الذين تمت سرقة أموالهم وسحبها منهم بالقوة باختطاف أبنائهم وبناتهم وابتزازهم وتهديدهم بالإعدام حال تخلفوا عن دفع غرامة بحجة واهية من خرافة التنظيم، ومصادرة ممتلكات الناس النازحين وبيع عقاراتهم وسياراتهم وأثاثهم وحتى ثيابهم بنقلها من الأنبار إلى سوريا عبر طريق قضاء القائم، غرب المحافظة.
وتتزوج الداعشيات اللواتي يقتل أزواجهن بالتنظيم في المعارك، من زملاء آخرين لهنَّ في التنظيم، وللأجنبيات خصوصية في الاختيار، فلا يتزوجن إلا من يقع اختيارهنَّ عليه ويكون من رجال “العسكر” وليس من الشرطة أو الحسبة، لاسيما اللواتي في الموصل، مثلما تحدثت المصادر المحلية لمراسلتنا، عدا داعشيات استطعن الهرب إلى تركيا وسوريا، من الأراضي العراقية، بعد تقليل رواتبهنَّ إلى 50 دولار أميركي تقريباً، ومقتل زميلاتهنَّ في التنظيم الإرهابي، إثر ضربات طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في الموصل مركز نينوى التي سيطر عليها التنظيم في منتصف عام 2014.
الداعشيات وتهديد المستقبل إضافة إلى غاية تنظيم “داعش”، بتجنيد النساء وبالذات الأجنبيات والعربيات، تطبيقا لـ”جهاد النكاح”، يجعلهنَّ تهديداً لمستقبل العالم، بعد عودتهنَّ إلى بلادهنَّ مع أطفالهن بدائهم وعروقهم المشبعة بجينات الدواعش الوحشية تنشر خلافة التنظيم الذي يرغب نشرها عالميا بالأحزمة الناسفة وهجمات النار ومختلف الخلايا النائمة في بقاع الكوكب. وألمح شيخ عشيرة البوشعبان، مسؤول حشد الأنبار في قضاء الخالدية، محمد الهراط، لـ”سبوتنيك”، إلى أن الأجهزة الأمنية والحكومة المحلية، سابقا لا تتعامل مع النساء اللواتي يتورطن مع تنظيم “داعش”، قائلاً: “لكن في هذه المرحلة سيكون لنا شأن ثانٍ بسبب تعاون بعضهنَّ مع التنظيم في الخرق الذي حدث بمنطقة البوريشة شمالي الرمادي”.
ويقول الهراط، “في بادئ الأمر لم يكن لنا أي محاسبة مع نساء وأطفال “داعش” في الأنبار، لكون النساء تجبر تحت العنف، ولأننا لم نرد أن تشوه المعركة، لكن وجدنا عدداً من نساء “داعش” شاركن بضرب القوات العراقية عند تسلل عناصر التنظيم نحو منطقتي البوريشة وزنكورة، شمال الرمادي، الشهر الماضي، بعد نحو 100 يوم على تحرير المنطقتين على يد القوات من سيطرة الداوعش.

 

السابق
كيف نخرج سموم الجسم في شهر رمضان؟
التالي
شاهدوا آل باتشينو… البدين!