مستقبل علاقات تركيا مع مصر وسوريا

1 – الوصف المختصر لما يجري من تغيرات في السياسة الخارجية التركية هو: “انحناءة المنتصر أمام العاصفة الهوجاء”.

2 – لقد تمكن الأسد من خداع أمريكا وأوروبا بأن الثورة في سوريا ليست وطنية سورية، وأنها جماعات إرهابية تحارب الغرب والمسيحيين والأقليات، وأمريكا أو أوروبا وبعد أحداث باريس وبروكسل وغيرها أصبحت مقتنعة أو مستفيدة من هذا التصنيف الأسدي، وليس بالضرورة أنها مقتنعة به، لأنه يخدم أهدافها في إشعال سوريا بالحروب ومواصلة الاقتتال بين أهلها والمتورطين فيها من إيرانيين أو روس أو غيرهم، إضافة إلى استفادة العقلية اليمينية الأوروبية والأمريكية ضد الإسلام والمسلمين، فكانت إلى جانب الدعاية الأسدية والإيرانية الكاذبة.

إقرأ أيضاً: تركيا تعود الى الحضن الدولي… واميركا ترحّب

3 – هذا الانجرار الغربي والأمريكي والروسي والإيراني وراء هذه الأكاذيب جعل السياسة التركية أمام عاصفة هوجاء من الأكاذيب الأسدية والتزوير الإيراني لطبيعة المعارك والتقائها مع اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا، وبالتالي فلا بد من إبعاد تركيا عن معركة إعلامية مزورة للحقائق وافقت أهواء أمريكا وأوروبا، وأخذت تخطط للإساءة لتركيا من الداخل.

4 – السياسة التركية تدرك أن روسيا مخدوعة في هذه الحرب الطائفية، وإلا فما مصلحة روسيا بقتل الشعب السوري وهي تظن أنها تساعده، فروسيا قصيرة النظر أولاً، وتمكن الجاسوس الإيراني المشترك من توريط روسيا بالحرب بعد أن فشل فيها ثانياً، واستطاعت إيران ابتزاز أمريكا بمنع الدعم عن الثورة السورية بملفها النووي، ولكنها هي الخاسرة في النهاية.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تصالح تركيا وتحالف روسيا: سوريا هي الجبنة

5 – مواقف الدول العربية لم تكن على مستوى التحديات التي وقعت في سوريا، وهذا ألزم السياسة التركية التوقف عن أي خطوة لا يشارك فيها العرب قبلهم، ولولا الظلم الذي أحدثته إيران في سوريا بقتلها لأكثر من مليوني سوري وعراقي وعربي في الثلاثة عشر سنة الأخيرة، لأمكن القول بأن الفجور الإيراني انتصر على إرادة الشعب السوري والعراقي واليمني وغيره، ولكن لا يمكن اعتبار القاتل الظالم منتصراً في يوم من الأيام، والمحاكم العادلة قادمة في يوم من الأيام لا محالة.

6 – ليس في مصلحة مسيحيي سوريا البقاء إلى جانب نظام بشار في سوريا، ولا غيرهم من الأقليات كما يعاملها النظام الطائفي الأسدي، بل مصلحتهم إن لم تكن مع الثورة الشعبية السورية ضد استبداد وظلم أسرة الأسد، فالأصح أن تكون على الحياد وأن لا تكون مع الظلمة؛ لأن النهاية معلومة رغماً عن أمريكا وروسيا وإيران.

7 – على شرفاء الشيعة العرب والإيرانيين بما فيهم العلويون والجعفريون تبرئة أنفسهم من مظالم القتلة الأسديين وأتباعهم، تبرئة لشرفهم وسمعتهم في الدنيا، وبراءة الذمة والمسؤولية أمام الله في الآخرة.

السابق
وسائل إعلام سعودية تؤكد: ما من انتحاري في عسير
التالي
بالصوت كيف تناجي فتاة سورية العيد الواقف على ابوابها؟