دعوة الملك سلمان للحريري…هل وصلت رسالة المشنوق؟‏

حملت دعوة الرئيس سعد الحريري إلى مأدبة إفطار العاهل السعودي العديد من الدلائل والرسالات السياسية شكلاً ومضموناً وتوقيتاً، سيما مع التشنج الحاصل في العلاقة بين الحريري والسعودية في الفترة الأخيرة. فهل عادت المياه إلى مجاريها وما هي الرسالة السعودية من هذه الدعوة؟

عشية عيد الفطر لبّى الرئيس سعد الحريري السبت الفائت دعوى الملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى مأدبة الأفطار في حضور رئيس افغانستان محمد اشرف غني ورئيس الغابون علي بونغو وعدد من الامراء وكبار المسؤولين السعوديين.

وفيما لم تَصدر أيّ معلومات رسمية حول هذا اللقاء إلا أن الوقائع تشير أن وجود الحريري على مأدبة إفطار الملوك ورؤساء الدول وكبار الامراء ليس من باب المصادفة أو بمثابة زيارة روتينية، والأكثر من ذلك فإن جلوس زعيم المستقبل إلى جانب وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في هذا الإفطار، بعدما قيل عن فتور في العلاقات تداولته الصحف العربية ولبنانية طيلة سنوات، وهذا يشير إلى ان العلاقة بين الحريري والسعودية مستمرة ولم تتدهور إلى درجة يمكن ان تهدد بقطيعة في المستقبل بين الطرفين.

هذا اللقاء رأت فيه الأوساط المتابعة انه “يؤكد إعادة التموضع وانعاش العلاقة بين الطرفين والتأكيد أن الحريري لا يزال الحليف الأساسي لدى المملكة في لبنان.

النائب السابق مصطفى علوش علق على اللقاء بين الملك سلمان والحريري قائلا “الواضح أن هناك إيحاءات في الداخل اللبناني وخصوصا المحيطين بالوزير أشرف ريفي بأن هناك محاولات لإيجاد بدائل عن الحريري من قبل السعودية. هذا اللقاء يؤكد أن كل ما قيل “زوبعة في فنجان”.

مصطفى علوش

وتابع “لذلك فان حضور الرئيس الحريري بين رؤوساء الدول فيه انطباع أن الحريري له وضع مميز لدى السعودية ليس فقط على مستوى مكانته كرئيس حكومة”.

إقرأ أيضاً: رسالة الملك سلمان: الحريري هو الزعيم والخلاف معه خلاف مع المملكة

إلى ذلك لم يرَ علوش بأن للزيارة طابع يتعلّق بشأن ملف الرئاسة قائلاً “إن كل ما أثير عن الدعوة من استنتاجات ليس من الضروري أن يكون صحيحا وأن تكون للزيارة أبعاد رئاسية، ولا يمكن الربط بين طبيعة دعوة الحريري وهذا الملف”. وأصاف “هناك حراك متجدد مرتبط بسلة متكاملة تحمل الكثير من الجدل ويتطلب عقدها العديد من طاولات الحوار لذا لا نستطيع الاستنتاج أن هناك تقدم في الملف”.

وعن العلاقة السعودية – الحريرية والفتور مع ولي العهد، قال علوش “لا معطيات حسية عن وجود خلاف موثق بين ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وما تم تناوله مؤخرا هو عبارة عن استنتاجات من وقائع منذ سنوات لكن لا نستطيع جزمها”.

ولفت إلى أن “دلالات اللقاء وجلوس الحريري الى جانب بن نايف، هو للتاكيد أن متانة العلاقة بين الطرفين وحتى لو كان هناك خلافات فهذه رسالة مفادها أنه خلاف داخل البيت الواحد”.

إقرأ أيضاً: الملك سلمان والحريري.. أكثر من رسالة

كذلك رأى الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد أنه ” لم تنقطع زيارات الحريري إلى الرياض ولم تنقطع العلاقات مع الملك سلمان”. وتابع “لكن اللافت في هذه الزيارة كان أن الافطار بحضور رئيسين دوليين وكأن هناك إقرارا بدور سعد الحريري لدى المملكة ليس فقط على المستوى المحلي اللبناني”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد
الكاتب والصحافي راشد الفايد

وعن وجود الأمير بن نايف قال “هذا للتأكيد أن لا خلاف مع بعضهما البعض على عكس ما أشيع في الفترة الماضية”.

وعن سؤالنا حول ما إذا كان كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن السعودية مؤخرا هو سبب تسريع إعادة مد الجسور بين الطرفين قال أن “السعودية لا تحسن علاقتها أو تسوء مع أي طرف وخصوصا مع الحريري بحسب كلام أي جهة”. وأضاف أن “كلام المشنوق لم يغير في مجرى التعامل بين الطرفين سيما أن المشنوق أكّد آنذاك أنه كان يتكلم بإسمه، والملك قال حينها أن العلاقة مع الحريري مستمرة وبأعلى مرتباتها”. وتساءل فايد “لماذا إذا نحمل كلام المشنوق أعباء أو ايجابيات”.

وخلص فايد “الأكيد كان هناك عتب بين الطرفين ولكن العلاقات مستمرة”.

السابق
جيروزالم بوست: المانيا تأوي 300 من عناصر حماس و 950 من حزب الله
التالي
مي شدياق…شهيدة حيّة مرة ثانية