تفاؤل عوني.. فهل ينسحب تقارب «بري – عون» على ملف الرئاسة؟

توجهت الأنظار بعد الاتفاق النفطي بين الاعدقاء بري- عون إلى الملف الرئاسي وفيما لو سيكون هذا التفاهم فاتحة فرج ونهاية لأزمة للفراغ الرئاسي.

بعد اتفاق بري – عون حول ملف النفط حرك ملف سدة الرئاسة وكثر الكلام عن توسع التفاهم بين الطرفين إلى الرئاسة الأولى وارتفاع حظوظ النائب ميشال عون، إلّا أنه سجل من رئيس مجلس النواب نبيه بري نفياً قاطعاً لوجود أي “تلزيم” رئاسي في أفق الاتفاق مع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون وتشديد الطرفين على كون الإتفاق النفطي يرتكز على منطلقات وطنية بحتة أوجبت الإسراع ببدء تلزيم “بلوكات” الجنوب والشمال النفطية حفاظاً على حقوق لبنان وتأمينها في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: هل يستطيع الجيش اللبناني حماية الحدود من إرهاب داعش؟

ونفت مصادر قريبة من بري لـ”النهار” ان يكون الاتفاق النفطي مطلع السلة المتكاملة التي تشمل الاتفاق على رئاسة الجمهورية، بل هو مدخل الى الاتفاق على قانون انتخاب نيابي بانت ملامح التوافق عليه من اللقاءين اللذين جمعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الاول والرئيس سعد الحريري، والثاني والنائب وليد جنبلاط، وتأكد خلالهما قبول مبدأ القانون المختلط بين النسبي والأكثري.

لكن “الحراك” الرئاسي في اوجه في ظل لقاء مرتقب للرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، وأخر للسيد حسن نصرالله والنائب سليمان فرنجيه، كما علم ان لقاء جمع الوزير باسيل والسيد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري.

وربطت مصادر بين مبادرة السلة المتكاملة التي طرحها الرئيس نبيه برّي على طاولة الحوار وقبلها، ومسارعة التيار العوني للإعلان عن نيته السير بمبادرة السلة، في حين عارضتها قوى أخرى، أو على الأقل تحفّظت عليها، لا سيما قوى 14 آذار. واعتبرت أن مبادرة برّي التي تضمنت الحاجة إلى تفاهم على سلّة متكاملة تشمل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووضع قانون جديد للانتخاب يجري على أساسه انتخاب مجلس نيابي جديد، وتشكيل حكومة جديدة، والتفاهم على وضعية المقاومة والعلاقة مع سوريا، وموقع لبنان العربي في المرحلة المقبلة، لم تكن منفصلة عن الحراك الدولي – الإقليمي حول لبنان في المنطقة.

النفط

إلى ذلك أوضحت مصادر مطلعة على لقاء بري ـــ باسيل أكدت إيجابية الأجواء التي أضافها هذا التوافق، وبالتالي أكّد ان التفاهم على ملف النفط «سيفتح كل المواضيع، وهو فتح بعضها بالفعل مباشرة. فإلى موضوع النفط الذي يحتاج الى متابعة في مجلس الوزراء، تطرق اللقاء الى مواضيع أخرى كانت موضع خلاف بين الطرفين لوقت طويل، من بينها خطة الكهرباء التي وضعها باسيل لدى توليه وزارة الطاقة، وملفا موزعي الخدمات والمياومين في شركة الكهرباء.

هذا وأكدت المصادر أن اللقاء بين رئيس المجلس ووزير الخارجية لم يتطرق إلى الملف الرئاسة. هذا ما تؤكده مصادر الطرفين، «إذ أنهما لا يختصران البلد. ناهيك عن أن الرئاسة تحتاج الى ثنائية عون ـــ الحريري بمقدار ما يحتاج النفط الى ثنائية عون ــــ بري».

اقرأ أيضاً: لمصلحة من تهديد الاماكن السياحية في لبنان؟

تفاؤل الرابية

من جهة أخرى، تؤكد مصادر في “التيار الوطني الحر” ان التحرك الجاري على الصعيدين الداخلي والخارجي ينظر إليه بكثير من الايجابية ما يُعزّز الاعتقاد بأن هناك أمراً يجري تحضيره، وإن كانت الاجواء لا تزال غير كفيلة بعد للإيحاء بأن الملف الرئاسي قد حسم. وقالت المصادر ان رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” العماد ميشال عون لا يزال متحفظاً عن الإفصاح ما إذا كانت في جعبته مفاجأة قد تحصل، سواء على صعيد احتمال عقد لقاء بينه وبين الرئيس برّي أو بينه وبين الرئيس الحريري، لكنها لفتت إلى أن الاجتماع بين الرئيس برّي ووزير الخارجية جبران باسيل قبل يومين ساهم في إزالة الكثير من العقبات السياسية، والعمل لإنهاء مرحلة من التباعد، متمنية أن يترجم الاتفاق على «بلوكات» النفط سريعاً، وأن ينسحب ذلك على ملفات أخرى.

السابق
الدولة والدويلة
التالي
ارتفاع حصيلة اعتداء الكرادة في بغداد إلى أكثر من 200 قتيل