نصرالله: وداعاً الخميني

الإمام الخميني

للمرة الاولى منذ تأسيس آية الله الخميني يوم “القدس” عام 1979 ألغى “حزب الله” فعاليات هذا اليوم الذي يقع في آخر يوم جمعة من شهر رمضان. ولم يلغ الحزب المسيرات الحاشدة فحسب، بل ألغى أيضا تجمعا في قاعة مغلقة في الضاحية الجنوبية لبيروت مكتفيا بإطلالة تلفزيونية لأمينه العام السيد حسن نصرالله. وإذا كان تبرير الحزب لإلغاء هذه الفعاليات بأسباب “أمنية”، فإن أسبابا أقسى مرّ بها سابقا الحزب، لا سيما عندما وصلت العمليات الانتحارية الى قلب الضاحية، ولم تدفعه الى مثل هذا الالغاء.
في فترة قصيرة أطل نصرالله في مناسبتين وكأنه يسبح عكس التيار الايراني المحافظ ولو بدا في الشكل أنه يسبح معه. في المناسبة الاولى عندما تحدث عن تمويل إيراني كامل لحزبه في مواجهة العقوبات المصرفية الاميركية وهو أمر يراه المراقبون “محرجا” لطهران التي تجاهد للعودة الى النظام المصرفي العالمي وفق المعايير الاميركية ومن بينها عدم تورط الجمهورية الاسلامية في أي نشاط إرهابي من بينه دعم منظمات تصنّفها واشنطن إرهابية كحال “حزب الله”. وفي هذا السياق، التقطت صحيفة “كيهان” الايرانية هذه الاشارة فأوردت تحت عنوان: “البيت الابيض: تخلّي إيران عن حزب الله يوصلها للاسواق العالمية” أن المتحدث بإسم البيت الابيض اريك شولتز ذكر”أن دعم إيران لهذا الحزب يخلق لها مشاكل في السوق الدولية”. واكتفت الصحيفة بوصف الموقف الاميركي بأنه “معزوفة جديدة”.
المناسبة الثانية لنصرالله كانت امس في يوم “القدس” التي أعلى فيها النبرة ضد إسرائيل، في وقت كانت الرياح تجري بما تشتهيه سفن تل أبيب. فالحليف الرئيسي لإيران والنظام السوري، أي روسيا هو اليوم في “شهر عسل” مع إسرائيل. وإزداد هذا الشهر “عسلا” بالاتفاق الجديد بين تركيا وإسرائيل الذي مهّد سريعا لعودة المياه الى مجاريها بين أنقرة وموسكو.

اقرا ايض|ًا: في رثاء «يوم القدس العالمي»
في معلومات مصادر مواكبة لمواقف موسكو، أن الاجتماع الذي استضافته طهران وجمع وزراء دفاع روسيا وإيران وسوريا تميّز برسالة نقلها الوزير الروسي الى نظيريه الايراني والسوري انطوت على تحذير شديد اللهجة من مغبة أي عمل عسكري يستهدف إسرائيل. وتزامنت هذه المعلومات مع معطيات تفيد ان “حزب الله” نفّذ تدابير واسعة النطاق على الخطوط في مواجهة إسرائيل والتي جاءت في مرحلة شهدت اغتيال القائد العسكري البارز للحزب مصطفى بدر الدين، لكن هذه التدابير انتهت من دون أثر. ومما يعزّز هذه المعطيات، أن الرئيس بشار الاسد في مقابلة مع قناة “أس بي أس” الاوسترالية لم يأت ولو لمرة واحدة على ذكر إسرائيل”.
ماذا بقي من يوم “القدس” الذي أطلقه الخميني قبل 37 عاما؟ وكالة أنباء مهر الايرانية للانباء أوردت بيان الحرس الثوري الايراني يؤكد “ظهور علائم تحرير القدس وزوال إسرائيل خلال 25 عاما”. حتى ذلك الحين، أي بعد ربع قرن، لسان حال نصرالله: وداعا الخميني.

(النهار)

السابق
لبنان والخطر والأخطر منه!
التالي
وداعاً أيّها الحزب؟