محاصصة النفط نجحت …فغاب نظاريان وحضر باسيل!

بعد أكثر من عامين من المباحثات أبصر التفاهم النفطي بين حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" النور أمس، وذلك بعدما أعيد تحريك ملف النفط الذي ما زال حتى اليوم في دائرة التجاذبات السياسية والصراعات الشخصية والضغوط الخارجية التي تؤخر الاستفادة من ثروة نحن بأمس الحاجة لها في حين يمضي المسؤولين في إهمالهم بالبدء بعملية استخراج ثروته النفطية والغازية في المياه الإقليمية اللبنانية في الآونة الأخيرة.

وفي ظل هذه المراوحة، تصاعد الدخان الأبيض من عين التينة بشكل مفاجئ بعد التوافق السياسي على ملف النفط والغاز الذي أعلن عنه، أمس بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة بين وزير الخارجية جبران باسيل والرئيس نبيه بري في عين التينة، بحضور معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل وخرجوا باتفاق ثنائي حول ملف كانت قد جمدت مراسيمه التنفيذية في الحكومة منذ أكثر من سنتين لاسباب عدة كان من أبرزها الخلاف المستحكم بين الفريقين على مسائل عدة في هذا الملف، منها اولويات التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات المحددة للتنقيب بين المنطقة الاقتصادية الخاصة في الجنوب، أو في بلوكات ضمن المياه اللبنانية في مناطق أخرى.

إلا أن التوافق المفاجئ بين الفريقين، وعلى الرغم من أن النائب وليد جنبلاط أعرب اليوم عن إرتياحه له، إلا انه اثار استغراب ودهشة في الوسط السياسي سيما لجهة الاسباب التي سمحت بحصول هذا الاتفاق اليوم وكان يمنع حصوله في السابق بين هاتين القوتين السياسيتين، إضافة إلى حقيقة التسوية التي جرت، والأهم هو أين مجلس الوزراء من هذا الملف الحيوي إذ ظهر هذا الاتفاق الثنائي كأنه نهاية المطاف في ملف بهذه الاهمية، في حين تم اختزال الوزارات الأخرى أولاً والقوى والكتل المشاركة في الحكومة.

وفي هذا السياق، قال عضو كتلة حزب الكتائب النائب إيلي ماروني لـ “جنوبية” “بما أن حزب الكتائب يستعجل إنجاز ملف النفط وبما اننا حريصون عليه نحن نرفض أن يبحث بغياب رئيس الجمهورية”. وأضاف” نرفض أن هذه الحكومة التي يصفها رئيسها بفاسدة أن تنظر في الملف حرصا على المال العام، خصوصا أن النفط هو ضمانة للأجيال وحماية للوطن”.

النائب ايلي ماروني
النائب ايلي ماروني

وشدد ماروني “نرفض أن يشرف الفساد على ملف النفط، وما حدث أمس في عين التينة بين التيار الوطني وأمل واضح بشكل لا يقبل بالتشكيك أنه عملية محاصصة”. وتابع “وأمام هذا الامر تسقط كل الاعتبارات”.

إقرأ أيضاً: هل «يعوم»النفط على سطح الحكومة.. بإشارة دولية؟

وخلص ماروني “سنستمر برصد هذا الملف ونتمنى انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب مجلس نيابي جديد للإشرف على هذه الثروة التي هي بالفعل نعمة من الله حرصا عليه ولكي لا تذهب إلى جيوب بعض السياسيين”.

ومن جهة ثانية، علّق عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت على هذا الاتقاف بالقول “نحن لا نعلم ما هي مضامين الاتفاق الذي جرى وفيما اذ قام على مغانم معينة بين الطرفين”.

أحمد فتفت

وقال “اللافت كان غياب وزير الطاقة ارتور نظريان عن الاجتماع وقيام وزير الخارجية جبران باسيل بمهامه وهذا أمر مستغرب سيما أنهما ينتميان إلى الفريق السياسي نفسه”.
كما أضاف فتفت” ما حدث هو اتفاق بين الطرفين وهذا من حقهما لكن هذه المسألة تعود لمجلس الوزراء”.
وخلص “نحن مع اصدار المراسيم بشكل سريع، لكن لبنان تأخر كثيرا للاستفادة من الثورة النفطية بسبب المناكفات السياسية”. وتساءل “عن المنفعة للبنان بالاستفادة من هذه الثورة في ظل هذه الأوضاع، ومن هي الشركات التي ستتعامل مع لبنان لاستخراج النفط في ظل أسعاره العالمية “.

إقرأ أيضاً: باسيل وترامب والأسد

إلى ذلك، كشف مصدر وزاري لـ”جنوبية” أن هذا الاتفاق سيبلغ إلى الرئيس سلام. ولم يستبعد هذا المصدر ان تصدر مراسيم النفط في فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين، بدءاً من الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، والمخصصة للوضع المالي وسيسبق إدراج ملف النفط على جدول أعمال الجلسة عقد اجتماع للجنة الوزارية المخصصة لموضوع النفط والتي يرأسها الرئيس سلام، والمتوقع أن تتم الدعوة بعد ان يطلع من الوزيرين خليل وباسيل على النقاط التي تفاهما على إنهاء إشكالاتها في غضون الأيام القليلة المقبلة.

السابق
رصاص طائشٌ مجدداً…مناسبة خاصة أم خطاب السيد نصر الله؟!
التالي
الرئيس سعد الحريري يغادر بيروت…