«سحور» الحريري – جعجع يفتح صفحة جديدة بينهما

انشغلت بيروت امس باللقاء الذي جمع الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري برئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ليل الأربعاء – الخميس، باعتباره جاء في لحظة أمنية – سياسية بالغة الدقة، وتتويجاً لمسارٍ بين الطرفين أعاد ترميم الجسور التي اهتزّت خصوصاً على خلفية الانتخابات البلدية الأخيرة بما عرّض هذه العلاقة التحالفية ضمن إطار قوى 14 آذار لـ «انتكاسة» تراكمتْ مسبّباتها ولا سيما نتيجة الافتراق في مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية حيث اختار كل من الرجلين دعم مرشح من 8 آذار، الاول اي الحريري بتأييده النائب سليمان فرنجية والثاني بترشيحه – الردّ للعماد ميشال عون.

وأتى اجتماع الحريري – جعجع بناء على دعوة الى سحورٍ وجّهها زعيم «المستقبل» الى رئيس «القوات» في دارته في «بيت الوسط». وقد استمرّ اللقاء نحو 3 ساعات وتمّ التطرق خلاله بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للحريري الى «الهجوم الارهابي على بلدة القاع وإدانته بشدّة والوقوف خلف الجيش والاجهزة الامنية لمحاربة الارهاب وحماية الوطن ورفض مبدأ الامن الذاتي على ان يقتصر دور الاهالي مساعدة ومؤازرة القوى الأمنية»، كما تناول البحث «إنهاء الفراغ الرئاسي والتأكيد على ان الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس وتأمين النصاب، وفي هذا الاطار فُتح المجال للمزيد من التشاور مع كل القوى السياسية».

وبحسب البيان جرى «التأكيد على قانون الانتخاب المقدم من الطرفين مع الحزب الاشتراكي والتشاور مع القوى الاخرى بغية الاتفاق على قانون جديد»، كما تمّ «الاتفاق على اعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية».

ورأت دوائر سياسية عبر «الراي» ان لقاء الحريري – جعجع اكتسب أهمية خاصة لأنه أعقب الحدَث المحوري الذي تمثّل في تفجيرات بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية والحاجة الى تدعيم «شبكة الأمان» الوطنية خشية استغلال مثل هذه العمليات لإحداث شروخ طائفية من جهة، كما انه جاء في غمرة مساعي تحقيق اختراق في المأزق الرئاسي وفق إطارٍ للحلّ حدّده الرئيس نبيه بري و«حزب الله» من خلال طرح «السلّة الكاملة» التي تجعل الإفراج عن الرئاسة متلازماً مع تَوافُق على قانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وتوازناتٍ، ما يستلزم تقدُّم 14 آذار في اتجاه هذا الطرح بموقفٍ موحّد يمنع اي استثمارٍ للفراغ في الرئاسة الاولى باباً للالتفاف على اتفاق الطائف.

وحرص رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي الذي حضر السحور على تأكيد «ان الشوائب التي سادت العلاقة بين الجانبين انتهت، وجرى التفاهم على ان اي اختلاف حول ملف لن يتحول خلافاً، وان»سين – سين»(سعد الحريري وسمير جعجع) باقية وهي ضمانة وطنية ولن تهتزّ».

(الراي)

السابق
الحوثي في «يوم القدس»: إيران خيرة المسلمين
التالي
إحدى العملية الارهابية كانت تستهدف الضاحية أو الحمرا أو الجميزة