تركيا تعود الى الحضن الدولي… واميركا ترحّب

أميركا تركيا
هل فعلاً حصل اتصال أردوغان ـ الأسد؟ أم أنه فقط إشارة تنبيهية من أجل تهيئة الأطراف المتابعة للأحداث والمشتركة في الحرب السورية بشكل أساسي إلى تقبل عودة التقارب بين الرئيس التركي وبشار الأسد إن حصل لاحقاً، وهو ما تشير إليه العلاقات الروسية ـ التركية الجديدة.

بعد الانفجار الإرهابي الذي ضرب مطار أتاتورك في اسطنبول وراح ضحيته 42 قتيلاً و140 جريحاَ، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً مع بشار الأسد حسب ما نشرت صحيفة (اليوم) السعودية، ووصفت الاتصال (بالخيانة)، وبعد ساعات قليلة أعلنت الصحيفة أن موقعها على “تويتر” اخترق لمدة 20دقيقة، وليس لها علم بالاتصال. ونقلت الصحيفة أن أردوغان أشار في اتصاله إلى خطر إرهاب داعش على المنطق.

اقرأ أيضاً: أردوغان… والعودة للّعب مع الكبار

وصباحية يوم استيقظت تركيا على نهار جديد، خالٍ من التفجيرات ومليئ بالمفاجئات، وبالتزامن مع اتصال أردوغان بالأسد ـ حسب الصحيفة المخترقة ـ تحدث ناشطون معارضون عن إلغاء حملة عسكرية روسية كان مقررا لها أن تبدأ على مدينة حلب (معركة حلب الكبرى)، و تحدث بعضهم عن تقدم الجيش السوري وحلفائه على جبهات عدة في شمال حلب كانت تركيا تعتبرها خطوط حمرا.

ويشار إلى أن أردوغان الذي كان يُعتبر الحضن الدافئ والوطن الآخر للاجئين، إلا أن جيشه مؤخراً إطلاق النار مرتين على لاجئين سوريين حاولوا الفرار إلى تركيا وأرداهم بين قتيل وجريح معظمهم نساء وأطفال، مما يوضح لنا المشهد أكثر عن نية أردوغان المسبقة تغيير سياسته تجاه قضايا المنطقة.

وبالعودة إلى تطبيع العلاقات الروسية ـ التركية التي توقفت منذ نوفمبر الماضي بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية، رفعت روسيا العقوبات السياحية التي فرضتها على تركيا عقب الحادثة، خلال اتصال هاتفي بين بوتين وأردوغان.

اميركا تركيا

ورغم نفي أردوغان تقدمه بإعتذار رسمي إلى موسكو عن حادثة إسقاط الطائرة وإصراره على أنه قدّم أسفه لعائلة الطيار فقط، إلا أن موسكو أصرت بدورها من خلال الكرملين على أنه قدم اعتذارا رسميا لها.

إذاً أسئلة كثرة تراود متابعي أخبار تركيا في الأيام الماضية. هل فعلاً حصل اتصال أردوغان ـ الأسد؟ أم أنه فقط إشارة تنبيهية من أجل تهيئة الأطراف المتابعة للأحداث والمشتركة في الحرب السورية بشكل أساسي إلى تقبل عودة التقارب بين الرئيس التركي وبشار الأسد إن حصل لاحقاً، وهو ما تشير إليه العلاقات الروسية ـ التركية الجديدة.

ولماذا هذه الفرحة العارمة التي عبر عنها أردوغان بالصلح مع روسيا؟

حسب بيان المكتب الصحفي للرئيس الكازاخستاني نزارباييف الذي لعب الدور الرئيسي بإعادة العلاقات بين البلدين، إذ قال المكتب أن أردوغان يشكر نظيره الكازخستاني على “مساهمته التي لا تقدر بثمن وعمله الكبير من أجل تطبيع كامل العلاقات التركية – الروسية.

ومن الذي يحتاج الآخر فعلاً؟ هل روسيا بحاجة إلى تركيا من أجل تسهيل طلعاتها الجوية على الحدود، أم أنها قد تكون لعبة من تركيا لتحاول جذب الروس إلى صفها من أجل مساندتها في القضاء على الأكراد مقابل الاستغناء عن حصتها في سوريا. وأين أمريكا من كل هذه التطورات في علاقات الدول الإقليمية؟

اقرأ أيضاً: روسيا: نحو تفريغ الدور الإيراني في سوريا

لا شك أن أمريكا راضية عن تحسن العلاقات بين اسرائيل وتركيا، وخاصة بعد أن بعث رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين برقية تعزية إلى أنقرة عقب انفجار المطار. وإلى أين تتجه هذه التحالفات الجديدة؟ إلى نهاية الحرب في سوريا، أم إلى بدء لعبة حرب جديدة بتغيير مكان لاعب أساسي على رقعة الشطرنج .

 

السابق
ما اسم«وحش المحيط» الذي التقطت صورته الأقمار الإصطناعية؟
التالي
إذاعة الشرق لـ«جنوبية»: لم نطرد الموظف ايلي الحاج