حلّوا عن سما اللاجئ السوري… يا عنصريين!

بداية عذراً على ما عنونا به النص، ولكن ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاعلامية، من حملة ممنهجة ضد اللاجئ السوري، تستأهل هكذا عنوان.

ما إن بدأ مسلسل التفجيرات في بلدة القاع، حتى أخذت أصابع الإتهام تتجه نحو اللاجئين السوريين، وتحوّل لاجئ المخيمات الى متهم ومُدان ومصدر للإرهاب، هذا اللاجئ الذي يفتقد في لبنان أقلّ حقوقه والذي يعاني من النظرة الاستعلائية لوزير خارجية قرر أن يفجّر عنصريته بالضعفاء.

جبران باسيل، الوزير البطل، لم يجد فسادا في لبنان، ولا سرقات، ولا تجاوزات يمكن معالجتها، فأصبح كلّ همه شيطنة اللاجئين السوريين والعمل على إعادتهم لبلدهم من أيّ بوابة كانت، هذا الهاجس الذي جعله يخترق البروتوكول ويترفع بمقامه عن لقاء بان كي مون لكون معاليه لا يستقبل موظفا أمميا سوف يوطن السوريين.

جهل باسيل، لم يتوقف هنا، بل تابع بتصريحه أنّ الإرهابيين قد أتوا من مخيمات اللاجئين، هذا الإعلان شكل مناخاً تعبويا دفع محافظ بعلبك- الهرمل، لمنعهم من التجوّل.

إذاً السوري مسجّل خطر، هذه الصفة برسم وزير الخارجية العتيد، ومن حثّ سبيله من اللبنانيين، وتحوّل هو الحلقة الأضعف في حرب 8 و 14، فيتابع حزب الله في القتل والتهجير فيما يتفنن اللبناني النزق هنا بالتمنين والاستكبار.

مع الإشارة أنّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قد صرّح أنّ الانتحاريين ليسوا من اللاجئين، ممّا يعني أنّهم قد تسللوا بطريقة غير مفهومة من مراكزهم في الجرود والتي يفترض أنّها مراقبة بواسطة الابراج الحديثة التي شيدتها بريطانيا للجيش اللبناني على حدود بلدة القاع مع سوريا.

والمعيب، في هذه العنصرية التي ترشّ سمومها ضد السوريين، أنّ لبنان بلد حروب وتشرد وتهجير، وشعبه ليس مرفها ومستقرا دائما حتى لا يدرك مأساة النازحين، كذلك لبنان هو من الدول التي تذوقت السوط السوري وسفكت دماء أبنائه بعهد حافظ الأسد، وأهينت كرامة شبابه بعهد الابن الطاغية.

إقرأ أيضاً: بلدية الهرمل: السوريون ممنوعون من التجوال في البلدة لمدة 72 ساعة

من يعيّر السوريين بالتفجيرات الأخيرة ويردّ السبب للاجئيه، هم أنفسهم حلفاء حزب الله حليف النظام السوري، المتهم بما يقارب 24 تفجيراً شهدتهم الساحة اللبنانية قبل الأزمة السورية والثورة، وهم من لم يحاسبوا الحزب لا على حربه ولا على تبعات القتال العبثي وانعكاساته في لبنان!

اللاجئ السوري، لم يأتِ الينا سائحاً، ولا كي يترفه ويتنزه، ونحن اللبنانيون قد بتنا في حالة قرف من هذا الوطن، فكيف بهذا النازح المعزولة حقوقه، والمجرد من أقلّ الأولويات الحياتية.

إقرأ أيضاً: بالصوت..عقصة لـ«جبران باسيل»: ما زال بتقرف من السوريين ليش متحالف مع نظامهم!

العنصرية ضد اللاجئ السوري، لم تتوقف عند ناشطين بل شملت إعلاميين و فنانين، والعديد من ناكري الجميل ممن تناسوا فضل الشعب السوري على لبنان عامةً وجنوبه خاصة في حرب تموز 2006، حزب الله وحاضنته المؤيده والسياسة الموالية له لم يطعنوا فقط الشعب السوري وإنّما تنكروا لمن فتحوا لهم بيوتهم وأطعموهم وآووهم!

وإليكم بعض المنشورات العنصرية:

السابق
الوفد الإعلامي اللبناني ينجو من انفجاري اسطنبول
التالي
28 قتيلاً بالعملية الانتحارية في مطار أتاتورك