روسيا: نحو تفريغ الدور الإيراني في سوريا

العام الماضي وقع الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إتفاقية تعاون إقتصادي بالتزامن مع إشتداد وطأة المعارك بين الأكراد والجيش التركي في مدينة ديار بكر التركية، وإتهم الاكراد تركيا بتمويل المجموعات المتطرفة لإستهداف المناطق الكردية والسماح لهم بالتسلل عبر الحدود إلى داخل المناطق الكردية السورية بينما لم تنف إيران الإتهامات الموجهة لها من بعض الأترك حول تقديمها الدعم المالي والعسكري لقوات سوريا الديمقراطية (الكردية) إلى جانب الدعم اللوجستي المقدم من الجيش الاميركي.

اقرأ أيضاً: حزب الله يعترف ويخسر: نحن مرتزقة لإيران

يزيد التقارب “الروسي، التركي، الإسرائيلي” المخاوف لدى إيران وحزب الله حول رؤية كل طرف منهم لمستقبل المنطقة خصوصاً بعد تضارب أهداف روسيا العسكرية في سوريا والطموحات الإيرانية التي على وشك الإنتهاء بعد أن بدأت قوات حزب الله تتلقى نيران صديقة وكان اخرها ما حصل في جبهة ريف حلب الجنوبي.

قتلى ايران في خان طومان

ويبالغ حزب الله بالتعتيم الإعلامي حول عدد الخسائر البشرية والمعنوية التي مني بها في الآونة الأخيرة على وقع معركة حلب. كذلك فإن القبعات الخضراء الإيرانية لم تحصد إلا الخيبة في خان طومان على يد المعارضة السورية المسلحة.

روسيا أوكلت لنفسها لعب دور شبيه للدور الأميركي عبر تأمين التوازنات الضرورية لضبط أمن اسرائيل وتبديد حلم حزب الله الهادف لتحويل الحدود السورية – الإسرائيلية إلى منطقة تنطلق منها عملياته المستقبلية.

وأثبت بوتين ليل البارحة جدارته في كسر جدار الخلاف بين إسرائيل وتركيا وقدم أردوغان نواياه الحسنة عبر إعتذاره لروسيا والتنازل لإسرائيل والسير قدماً بوجه النفوذ الإيراني في المنطقة.

وللآن لم يجد كل من حزب الله وإيران مفراً من القيد الروسي القابض على زمام الامور مع إستمرار موسكو بتعنتها في رفض توفير الغطاء الجوي لأي معركة لا تلبي أبعادها الإستراتيجية.

منذ دخول روسيا إلى أرض المعركة والنظام السوري يتصرف بأريحية مقابل الأدوار الروسية الساعية إلى تحجيم دور إيران وأذرعها العسكرية. وكان النظام السوري قد تكبد هو الاخر العديد من الخسائر الناجمة عن مغامرات الحرس الثوري مع الخشية من دفعه إلى حرب مع إسرائيل تكون الأراضي السورية مسرحا لها.

وفي إنتظار الدور الذي سيلعبه الدب الروسي على ساحة الصراع الكردي – التركي بخلق المزيد من العوائق بوجه مشروع الاكراد الإنفصالي المدعوم من اميركا وطهران. سيستمر النظام السوري بالتعاون مع القيادة الروسية في محاصرة قوات قاسم سليماني والسيد حسن نصرالله عبر عدم السماح لهما بإستخدام الحدود السورية للهجوم على المستعمرات الإسرائيلية من قبل الإيرانيين والحزب.

اقرأ أيضاً: ‫#‏اوقفوا_ارهاب_روسيا

وقد تحمل الأيام المقبلة المزيد من المشاكسة الروسية بوجه القيادة الإيرانية خصوصاً في منطقة القنيطرة المحاذية لإسرائيل والمتواجد بها حزب الله منذ مطلع الـ2013، كنتيجة أولية للقاءات التي جمعت نتنياهو وبوتين في روسيا مؤخراً ولتحركات أنقرة للتصالح مع تل أبيب.

السابق
بعد تفجيرات القاع: كيف حمى حزب الله لبنان من الإرهاب؟!
التالي
الأقزام ضاعت بين فرنجية وباسيل..