القاع تنذر الضاحية… تخوّف من انغماسيين في ليالي القدر

قفز الهاجس الأمني مجدداً الى الواجهة في لبنان، بعد المعلومات التي تم تداولها في الايام القليلة الماضية عن محاولة ادخال سيارة اسعاف مفخخة الى الضاحية الجنوبية لبيروت، ما استدعى إجراءات امنية مكثفة لعناصر حزب الله والقوى الامنية، لترتفع حالة الاستنفار الى ذروتها بعد تفجير القاع امس، وتتحول معها الضاحية الجنوبية لبيروت الى ثكنة عسكرية كبرى.

تفجيرات القاع لم تكن خارج حسابات القوى الامنية والحزبية باستهداف مناطق لبنانية خلال شهر رمضان وفي اخر 10 ايام منه وتحديداً خلال احياء ليالي القدر، الا ان القدر اختار ان تفشل تلك العملية الانغماسية والتي كانت بحسب مصادر امنية تستهدف بعلبك لا الضاحية الجنوبية.
مشهد تفجيرات القاع أعاد اللبنانيين بالذاكرة الى حقبة سوداء ظن البعض انها ولت الى غير رجعة، خصوصاً ان تفجير الامس كان عن طريق انغماسيين ما عزز فرضية احتمال ان تكون سيارة الاسعاف التي تم تداولها بأنها مفخخة ليست اشاعة، مع الحديث ان القوى الامنية وحزب الله طلبا من الصليب الاحمر وجميع سيارات الاسعاف التابعة للمراكز الصحية اعطاء تفاصيل عن تحركاتها في الضاحية.

عمليات انغماسية في الضاحية
مصادر امنية اشارت في حديثها الى “البلد” ان هناك تقاطع معلومات منذ بداية شهر رمضان عن عمليات انغماسية في الضاحية. تقاطعت تلك المعلومات بين جهاز امن المقاومة والقوى الامنية عن امكانية حدوث خرق امني خلال احياء ليلة القدر الكبرى، في البقاع او الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما الفرضية الاقرب بعد تفجير القاع كانت البقاع، لأنه من غير الممكن ان تقوم مجموعة من الانتحاريين بتفخيخ انفسهم والقدوم من البقاع الى بيروت وسلوك جميع الحواجز الامنية.

إقرأ أيضاً: بعد التفجيرات المسائية… لماذا القاع؟!
واضاف المصدر ان الاجراءات الامنية المتبعة في الضاحية طبيعية بعد تقاطع المعلومات عن صدور امر بالتفجير في الضاحية، كاشفاً ان الخوف كان من الاختراق عبر 3 طرق منها سيارة الاسعاف التي تم الحديث عنها، او عبر احد الانتحاريين بلباس امني او الفرضية الثالثة وهي بطاقة تسهيل مرور مزورة، مستبعداً في الوقت نفسه فرضية الاسعاف خصوصاً مع انتشار تسجيل عبر مواقع التواصل يحذر من سيارة للصليب الاحمر محملة بالمتفجرات على جسر المطار متجهة الى الضاحية موضحاً انه من غير المنطقي ان يتم اعطاء تعليمات من قبل جهاز أمني عبر الواتس اب. وطمأن المصدر الى ان الوضع الأمني ممسوك رغم كل التحديات التي يحاول تنظيم داعش فرضها على الساحة اللبنانية بعد تلقيه ضربات قاسية في سورية والعراق، مشيراً الى ان التنظيم يحاول فتح ثغرة في لبنان للقول انا ما زلت هنا وقادر على القيام بعمليات انتقامية خاصةً في بيئة حزب الله.

اغلاق الضاحية
مداخل الضاحية اغلقت بشكل كامل في الايام الماضية، خصوصاً في فترة المساء، لترتفع الجهوزية في الاماكن المخصصة لاحياء ليالي القدر الى ذروتها، وبعد تفجير القاع ارتفعت الاجراءات الامنية في فترة الظهيرة امس، لتتحول مداخل الضاحية الى صفوف متراصة من السيارات، وتدقيق كبير في الاوراق الثبوتية للمارين من قبل حزب الله والقوى الامنية مع تواجد بعض الكلاب البوليسية في عدد من نقاط التفتيش خوفاً من مزيد من الانغماسيين المحتملين او تواجد شبكات رصد او عملية اختراق امني كما حصل في تفجير برج البراجنة.
تلك الاجراءات تسببت بزحمة سير خانقة وصلت من نقطة المشرفية الى مشارف شارع اسعد الأسعد في منطقة الشياح، بينما تحولت نقطة كنيسة مار مخايل الى اشبه بتظاهرة للسيارات ليتحول الحديث بين بعض سائقي السيارات انه بإمكان الانتحاري ان يفجر نفسه بين السيارات ليتحول معها التجمع الى كتل نارية بعد التفجير.
ورغم ان التدابير الامنية كانت خانقة الا انه لم يشهد اي تذمر يذكر من قبل المواطنين، معتبرين ان تلك الاجراءات هي لحمايتهم خصوصاً انه كان هناك غضب في بعض مناطق الضاحية من التساهل الكبير من قبل بعض القوى الامنية على الحواجز، حيث غاب التدقيق في الهويات والاوراق الثبوتية للنازحين، كما اشار البعض الى ان عناصر القوى الامنية لا يهتمون الا بهواتفهم الذكية، وكأنهم موظفو “reception ” للمنطقة.

إقرأ أيضاً:الارهابيون يحيون ليلة القدر بالدم
ولأن الضاحية هي اكثر من تعرف لغة الدم وقساوتها رأى احمد من سكان البرج ان الاجراءات رغم قساوتها في بعض النقاط الا انها محل ترحيب فهي لحماية اهل المنطقة، ومن يتذمر عليه اما البقاء في المنزل او تجنب المنطقة في الايام القادمة، معتبراً ان لا احد من العناصر الامنية فرحًا بوقوفه طوال النهار تحت اشعة الشمس وفي شهر رمضان ويعرض حياته للخطر في حال مرور اي انتحاري، وفي المقابل يتذمر البعض منه اكان من القوى الامنية او الحزبية فالجميع يد واحدة لحماية الجميع.

اجراءات استثنائية
بعض سكان الضاحية خصوصاً في حارة حريك اشاروا الى ان حزب الله” نفذ في الايام السابقة اجراءات امنية استثنائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبرين ان الحزب يبدو انه كانت لديه معلومات امنية بأن امراً ما يتحضر للضاحية الا ان القدر شاء ان يكتشف امر الانتحاريين في القاع من قبل مواطنين بالصدفة، الا انه رغم تفجير الانغماسيين لانفسهم الا ان الاجراءات زادت بشكل كبير في فترة الصباح ما يعني بحسب الاهالي ان هناك اكثر من خلية نائمة تنوي القيام بعمليات امنية. بينما رأى جمال ان الاجراءات يجب ان تتشدد على المعابر غير الشرعية وعلى الطرقات المؤدية الى بيروت وتفعيل دور شرطة البلدية الى جانب القوى الامنية خصوصاً في القرى البقاعية المحاذية لمناطق الاشتباك السورية.

(علي عواضة)

السابق
كيف تفاعل الناشطون مع تفجيرات القاع وكيف استثمرت في السياسة؟
التالي
هذا ما كان يخطط له الإنتحاريون: مراكز دينية خارج بلدة القاع!