«القدس للأنباء» تجول في سوق صبرا.. أبو الفقراء ومتنفس الجميع !

سوق صبرا بات معلماً يقصده التجار والمواطنون من مختلف الفئات والمناطق، لما امتاز به من تنوع وأسعار تناسب الجميع.
الحركة في هذا السوق تدب من ساعات الفجر الأولى، بسطات منتشرة في كل الزوايا، وأصوات باعة، ضجيج سيارات وتسابق على المشتريات، كل يبحث عن رزقه.

عرف سوق صبرا، كما يردد الجميع، بأنه “أبو الفقراء”، لأن أسعار بعض السلع فيه متهاودة، وتتناسب مع كل شرائح المجتمع، لقد أصبح ملتقى للمناطق والأحياء .. ومتنفساً حقيقياً لذوي الدخل المحدود.
يبدأ سوق صبرا منطقة الدنا في الطريق الجديدة، ويمر في مخيمي صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى محطة الرحاب، ما يجعله أطول سوق تجاري في بيروت.

“وكالة القدس للأنباء”، جالت في هذا السوق، والتقت الباعة والمواطنين والتجار، للتعرف إلى طبيعة حركة المبيع والشراء، وأوضاع الناس في شهر رمضان المبارك.

كان هناك إجماع بأن سوق صبرا لم يعد مجرد سوق عادي، إنه مرآة تعكس واقع الناس الإجتماعية والاقتصادية، كما تعكس مستويات الشراء والمبيع، فهذا السوق رغم كل المحن والظروف التي عاشها لبنان عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً، ظل صامداً وقادراً على الناس بكل احتياجاتهم، وبأسعار مقبولة.
وأكد الذين التقتهم “القدس للأنباء”، أنه رغم تدني الاسعار قياساً بالسنوات السابقة، إلا أن المبيع قليل، ويعود السبب إلى ظروف المواطنين الصعبة، وضعف الإٌمكانات.

أوضاع الناس سيئة وقدرتها الشرائية محدودة

وتحدث بائع الخضار، ديب عيسى، عن صعوبة أوضاع الفلسطينيين، بخاصة أصحاب الدخل المحدود، فقال:”الحياة صعبة بالنسبة للعالم وخاصة الفلسطيني ، والبلد أوضاعها كتير سيئة والبيئة الإجتماعية عنا كتير تعيسة، وبالنسبة للأسعار فهي مقبولة بس أوضاع الناس ما عم تسمحلها تشتري ، والوضع برمضان هالسنة كان سيئاً كثيراً على الناس كلها بدون استثناء”.

إقرأ أيضاً: أيام طبية مجانية رمضانية

ورأى بائع الخضار، أحمد المنسي بأن “الأسعار في رمضان رخيصة بس الأسواق تعبانة كتير على العالم لأنه ما معها مصاري، والزبون بيجي خالص لعندك بشوف الخضرة والفواكهة وبيتفحصها وبيمشي، كنت أبيع مائة قفص هلق يا دوب أبيع العشر قفاص، وكنت أطلع خمسين ألفاً وصرت أطلع عشرين ألفاً، والبياعين زي ما انت شايف كله غريب عالسوق كتروا البياعين والبضاعة رخصت والبيع قليل بهالشهر الفضيل”.

واعتبر بائع الفاكهة، أحمد الفرا أن “الأسعار تناسب الجميع هذه السنة وأفضل من السنة السابقة، وحركة المبيع أنشط ولا يوجد تلاعب بالأسعار، يعني مثلاً في السنة الماضية برمضان كان كيلو الخيار قد وصل إلى 2500 ل.ل، وهذا العام السعر 500 ل.ل، والبندورة بـ 7500 ل.ل وكذلك الفواكهة أسعارها أفضل، وكل بضاعة لها سعرها وهذا السوق لأبو الفقير، ولكن كل العالم بتقصده الغني قبل الفقير بسبب رخص الأسعار فيه”.

ويصادفك في هذا السوق تداخل المحلات التجارية مع بائعي اللحمة والخضار والحلويات والبهارات والألبان والأجبان، ما يثير الدهشة، غير أن الناس على ما يبدو اعتادوا على فوضى السوق بهذا التنوع.

وأوضح صاحب محل فروج في سوق صبرا، محمد اسكندراني ، أن ” حركة المبيع لا بأس بها لأن البضائع تأتي من خارج البلد، وأشار إلى وجود تلاعب في الأسعار من قبل حيتان المال التجار الذين يحاولون الضغط علينا، لافتاً أن” الشي الرخيص بيتقبله الفقير بس البضاعة الغالية ما بيقدر على ثمنها والله يعين العالم في رمضان”.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: الاختلاف حول هلال رمضان ابتعاد عن الهموم الح‏قيقية
وأشار صاحب محل ألبان وأجبان ، أحمد خصوان، أن “الفقير والغني يأكل من صبرا، لأنه أرخص شيء فالفقير الذي معه عشرين أوثلاثين ألف ليرة بحمل كومة أغراض والأسعار بتناسب الجميع وبيظلها أرخص من برا، يعني الشي اللي سعره 12000 ل.ل بتشتريه بـ 7000 ل.ل فسوق صبرا أبو الفقير”.

حركة إزدحام وبيع وشراء

معظم رواد هذا السوق هم من ربات البيوت، فهم يفيدون إليه لشراء حاجاتهم اليومية، إضافة إلى مشتريات أخرى، وتلاحظ وأنت تراقب حركتهن في الشراء بأنهن يفاصلنا البائع على الأسعار رغم تدنيها، وفي ذلك إشارة إلى ضعف الإمكانات لديهن وتعودهن على المساومة. بعضهن ينجح في تخفيض 250 ليرة لكن البعض الآخر يفشل بسبب تمسك التاجر بأسعار بضائعه.

ورأت الحاجة أم فؤاد حسون بأن “سوق صبرا هو المتنفس الوحيد للفقراء وخاصة في هذه الأيام الفضيلة ، يوجد رخص بالأسعار لكن الناس ما معها مصاري لحتى تكمل الشهر الفضيل ورغم هالشي يوجد بركة بهذا السوق، يعني بالمال القليل بتشتري كتير أشياء وبتمون بيتك ورمضان كريم على الجميع إن شاء الله”.

وأوضحت أم رأفت سليمان، بأن سوق صبرا يعني الكثير لدى السيدات بسبب الإزدحام وجو البيع والشراء، ورمضان له نكهة خاصة، بالإضافة إلى الرخص الموجود ونوعية البضائع، وبتلاقي الوحدة لو ما معها مصاري وبدهاش تشتري إشي بتروح عالسوق وصبرا برمضان أحلى من أي مكان”.

واعتبرت أم محمد خشان، بأن سوق صبرا فيه كل ما يحتاجه الفقير والغني، الأسعار كتير رخيصة بس ما في مصاري ونعيش رمضان كل يوم بيومه، وبيظل رمضان له نكهة خاصة في هذا السوق “.

(وكالة القدس للأنباء – خاص)

السابق
اشاعة وفاة خامنئي تنتشر في السعودية
التالي
داعش تعدم خمسة ناشطين اعلاميين معارضين للنظام