الحريري وميقاتي في خندق واحد ضد اشرف ريفي

يبدو أن الجرة انكسرت ولا مكان "للصلح" بين الرئيس سعد الحريري ووزير العدل المستقيل أشرف ريفي، الرسالة وصلت أمس من الحريري إلى مسامع ريفي في معقله، " حلّ عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري".

في وقت كان ريفي لا يتهاون بتوجيه رسائل تتضمن هجومًا مبطنًا على الحريري في أي مناسبة، إختار الأخير الصمت وعدم الردّ. وكانت الزيارة الاولى لزعيم المستقبل  الى مدينة طرابلس بعد الانتخابات البلدية بمثابة الكلمة الفصل، لما تضمنته من رسائل مبطنة وواضحة موجَهَة للمتمرد على تيار المستقبل.

وفي كلمة بدا أنها رد على ريفي قال «إذا كان لديك رأي مختلف، بأنه يجب أن نكسر شباك الطائرة، أو نفجّر عبوة بقمرة القيادة، أو تريد أن تقتل القائد، أو تريد أن تقفز من الطائرة من علوّ 30 ألف قدم؟ يا أخي أنت حرّ برأيك، ولكن أرجوك، حلّ عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري».

أضاف: «وبالمناسبة، لكل من أصبحوا فجأة خبراء محلّفين برفيق الحريري والحريرية ومبادئها، فقط تذكير صغير: في كل مرة سئل رفيق الحريري ما هو أهمّ شيء في هذه الدنيا؟ ما كان جوابه؟ الصّدق! نعم: الصّدق. وما هو أساس الصّدق؟ الوفاء! نعم: الوفاء… فقط للتذكير. وأنا أكيد أنكم لم تنسوا».

هذا الكلام جاء في معرض الردّ على ريفي الذي دعا الحريري سابقا بعد اعلان نتائج انتخابات طرابلس، “العودة لمبادىء الشهيد الحريري”.إذا من الواضح أن الزيارة التي قيل في البداية أنها بداعي لمّ الشمل في التيار لم تفِ بالهدف، إنما أكدت أن لا عودة للمياه إلى مجاريها.

هذا في المضمون أما في الشكل فإن زيارة الحريري حملت أبعادا كثيرة خصوصًا أنه في اليوم الأول تقصد الحريري طوي خمس سنوات من الحرب السياسية المفتوحة مع الرئيس نجيب ميقاتي، فبعد التحالف البلدي زاره في دارته في الميناء، فضلا عن مشاركة ميقاتي في الافطار الذي أقامه الحريري غروب أمس في معرض رشيد كرامي الدولي بغياب ريفي. هذا ما يستدعي التساؤل هل ينسحب تحالف الحريري – ميقاتي البلدي نيابيًا بمواجهة الخصم السياسي المشترك ريفي؟

الحريري - ميقاتي
في هذا السياق، أوضح النائب السابق وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش لـ “جنوبية”  أن “زيارة طرابلس كانت لإعادة تصويب البوصلة وإعادة التواصل مع الناس ولم الشمل معهم، وليس مع من حاول الاستيلاء على إرث الشهيد رفيق الحريري”.

إقرأ أيضاً: غسل قلوب على مائدة الحريري في طرابلس؟
وأضاف “ريفي لديه الحرية أن يسعى ليكون زعيما على طرابلس أو الشمال أو حتى الشارع و”الحي” الذي يقيم فيه”. مشيرا “لكن عندما يحاول ريفي اغتصاب خيارات الشهيد وسعد والمستقبل، من حق سعد المواجهة  والقول أن ليس لريفي الحق في التعدي على ارث والده الشهيد وان الحل ليس بالخطابات عالية السقف والوهم”.

وفيما يتعلق بردّ الحريري قال علوش “الردّ كان واضحا ومهذبا ولطيفا. وإنه عمليا أراد الحريري القول “ما تمد إيدك على ارث الحريري”. وأضاف “لو لم يرد الحريري على ريفي أمس من طرابلس لكان الناس تساءلت عن الرد لأنه  يظهر في حال عدم الرد أن الحريري موافق على مواقف ريفي”.

إقرأ أيضاً: هل يتحالف الحريري وميقاتي نيابياً في مواجهة ريفي؟

وعن دلالات زيارة ميقاتي في دارته والتوجه السياسي القادم  أجاب “المؤكد أن الاستحقاق النيابي بعيد، لكن الهدف هو السعي إلى الاستقرار السياسي والتقليل من الحروب غير المجدية قبيل الاستحقاقات الأخرى نظرا لخطورة المرحلة والاوضاع المشتعلة في الجوار”.

خلص علوش بالقول “عمليا إن كان الخيار في الاستحقاق النيابي التحالف أو التنافس مع ميقاتي، هذا لا يلغي المنطق الاساسي وهو تأمين الاستقرار في ظل اللهيب الحاصل في المنطقة”.

السابق
استفتاء بريطانيا.. واسباب عودة العصبيات الانعزالية الى اوروبا
التالي
الخطوة الحريرية الأولى طرابلسياً.. خيبة!