الحساب يوم الحساب.. أيها المثقفون والمتعلمون

مستغرب أن نسمع كلاماً فيه من التهديد والوعيد لآخرين فقط لأنهم مختلفون او يخالفوننا الرأي في زمن باتت حرية المعتقد والحرية الشخصية فيه أمراً بديهياً وفي بلد متعدد الأديان والطوائف والمذاهب والانتماءات. والمستغرب أكثر أن يصدر مثل هذا الكلام على ألسنة مثقفين ومتعلمين وليس من أشخاصٍ بسيطين وجاهلين.

اقرأ أيضاً: مدوخا بين المقاومة وعبد الرحمن علوش‏

بات هذا الموضوع يتكرر في أكثر من موقف ومن قبل عدّة أشخاص لا ينقصهم العلم ولا الفهم ولا الثقافة، واللافت أن هناك من يؤيِّدهم ويجاريهم في حكمهم وفي محاولة محاسبتهم لمن يرونهم فاسدين ومفسدين.
أن يكون هو مؤمن فهذا شأنه، أن يمارس عادات دينه وتقاليد مجتمعه هو أمر لا يعيبه، أن تكون له معتقداته وآراؤه وأفكاره فهذا حقّه، ولَه كامل الحرية في ممارسة الدين كما يراه مناسباً له.

الطائفية

ولكن أن يفرض ما هو عليه ويحاول إسقاطه على الآخرين فهذا لا يليق به كإنسان، فكونه إنساناً والآخر مثله لا يحق له التدخل به ولا محاسبته على عبادته وتديّنه وإيمانه وتطبيقه للشعائر والممارسات الدينية، ببساطة كونه لا يملك هذه الصلاحية ولا إنسان غيره يملكها.
ان التطرّف الذي يمارسه البعض ومحاولة فرض آرائه وخياراته على الآخرين بالدين، يقابله تطرف معاكس أقلّه من أجل الكيديّة ودفاعاً عن الحرية، وهذا ليس بالضرورة خياراً بل في هذه الحال يكون ردّة فعل انتقامية لا تصب في مصلحة الطرفين.
إن الله عزّ وجلّ وضع أمامنا أسس الدين وفرائضه، نهانا عما يسيء إلينا وأباح لنا ما يرى لنا خيراً فيه، وقال اختاروا وأنتم مسؤولون عن خياراتكم والحساب يوم الحساب.

 

السابق
الخروج البريطاني الى مستحيل البقاء
التالي
بعد انكشافها… كيف ستنقذ الأحزاب نفسها؟