إيران تحارب حتى آخر شيعي‮ ‬في‮ ‬العالم

ليست مناطق الضاحية الجنوبية في العاصمة والجنوب والبقاع وحدها التي تتلقى يومياً جثثاً لشبان يافعين جيء بها من سوريا حيث سقطوا في مواجهة المعارضة السورية ضدّ النظام المذهبي العلوي السفّاح… أجل ليست وحدها فهناك مناطق أخرى وبلدان أخرى في مختلف أنحاء العالم تتلقى جثثاً في الأكفان لتدفن في مساقط رؤوسها، بينما «ينعم» النظام في التفرّج على شقاء ومآسي الآخرين، بمَن فيهم الذين يخوضون المعارك الشرسة دفاعاً عنه.
وإذا كان معروفاً على نطاق واسع أنّ إيران تجنّد الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا من مقاتلي «حزب الله»، ومن المقاتلين العراقيين الشيعة، فإنّ غير المعروف على نطاق واسع هو أنها تجنّد أيضاً الشبان الشيعة المغرّر بهم من أفغانستان وباكستان وسواهما من بلدان الشرق الأقصى.
وتفيد المعلومات المتداولة التي نشرتها «الشرق» وسواها من وسائط الإعلام مراراً وتكراراً بأنّ عدد مقاتلي الميليشيات العراقية (الشيعية) المقاتلة في سوريا في حدود 20 ألفاً، ومقاتلو «حزب الله» اللبناني في سوريا يلامس عددهم العشرة آلاف… أما المقاتلون الايرانيون الشيعة فنحو 5 آلاف مقاتل، بينما يبلغ عدد المقاتلين الايرانيين في سوريا نحو 7 آلاف…

اقرا ايضًا : هل ستتحقق نبوءة «السيد نصرالله» ويبقى «ربعنا» على قيد الحياة؟!
وهؤلاء يقاتلون جميعاً من منطلقين: طائفي وإغرائي، أمّا الطائفية فبالتحريض الذي مارسه نظام الملالي في إيران منذ مطلع قيام «الثورة» وبداية تضخمها في العام 1979… وأمّا الإغرائي فهو دفع 700 دولار للمقاتل الشيعي الافغاني أو الشيعي الباكستاني، وهذا مبلغ كبير قياساً الى الحال الاجتماعية والاقتصادية في ذينك البلدين، وهم مؤلفون من الافغان «الهزارة» والباكستانيين الشيعة.
وأفيد أنّ مقاتلي الجيش الحر (المعارض للنظام السوري) عثروا في ريف حلب وريف دمشق على جثث تعود الى جنسيات شرق آسيوية أخرى، وأيضاً على جثث من الحوثيين اليمنيين، وأفراد من الأفارقة.
وإذا كان كل فريق من هؤلاء المقاتلين الشيعة يتخذ له مكاناً واحداً (أو جبهة واحدة) ينخرط من خلاله في الحرب على الشعب السوري فإنّ «حزب الله» يوسّع حضوره بشكل لافت على مختلف الأراضي السورية من مناطق دمشق القديمة بالقرب من المسجد الأموي (الذي يحوي مقام رأس الإمام الحسين) ويجاوره مقام السيّدة رقية… أي من قلعة دمشق حتى باب شرقي، ناهيك بريف دمشق، وفي منطقة السيدة زينب بالذات وإلى الجنوب الشرقي منها حيث المطار الدولي وهو المعبر للمقاتلين الشيعة الى سوريا… إضافة الى أنّ المطار في حماية الميليشيات، ويتمدد مقاتلو الحزب شمال البلاد وبالذات حيث بلدتا نبل والزهراء، وكذلك في كفريا والفوعة، كما كان لـ»حزب الله» مشاركة في معارك درعا (…).
وباختصار يمكن القول إنّ إيران تجتذب الشبان الشيعة من مختلف أنحاء المعمورة بالإغراء المادي والترويج الديني المذهبي… ويبدو أنّ إيران ستظل تحارب في سوريا والعراق واليمن وربما فتحت جبهة جديدة في البحرين… حتى آخر شيعي.

(الشرق)

السابق
صقر يدعي على مجهولين في ملف الإنترنت
التالي
سوريا ما بعد الأسد.. ما بعد أوباما