سببان جعلا البريطانيين يرفضون الاتحاد الأوروبي… فما هما؟

الاتحاد الاوروبي
بـ 51.9 % من الأصوات قررت بريطانيا "خلع" الاتحاد الأوروبي، هذا الحدث قوبل بالعديد من ردود الفعل السلبية بريطانياً و أوروبياً..

بعد تصويت غالبية البريطانيين (17,4 مليون شخص) لصالح خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 43 عاماً، أقدم رئيس الوزراء البريطاني على تقديم استقالته مصرّحاً أنّ بريطانيا بحاجة لقادة جدد.

اقرأ أيضاً: الخروج البريطاني الى مستحيل البقاء

وقد عمت صدى هذه المفاجأة المدوية العالم أجمع، خاصة وان الاستطلاعات كلها قبل ايام كانت ترجح فوز الداعين لبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الاوروبي.

بدوره، أكد زعيم المجموعة البرلمانية لحزب المحافظين أنّه لا بد من التكاتف بعدما حدد الشعب خياره.

النتائج النهائية للاستفتاء والتي أعلنتها اللجنة الانتخابية اليوم صباحاً، طرحت العديد من الجدل حول واقع بريطانيا الأوروبي، وحول الأسباب الذي دفعت أكثر من نصف الشعب للتصويت على خيار الخروج من الاتحاد. خاصة وان كاميرون الذي دعا للاستفتاء وكان في الماضي من المؤبدبن لفكرة الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، عاد واعلن ان من مصلحة البريطانيين البقاء في الاتخاد، والاسباب اقتصادية طبعا.

مستشار وزير الاقتصاد في لبنان البروفسور جاسم عجاقة، وفي حديث لموقع جنوبية حول الأسباب التي أدت لرفض الشعب البريطاني البقاء في الاتحاد الاوروبي، قال اول سبب “يتحمل كامل المسؤولية فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لان برنامجه الانتخابي قام على اساس الاستفتاء”.

والثاني ان “شعب بريطانيا هو شعب لديه شعور بالفوقية لا سيما وأنّ بريطانيا هي المملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وكان لدخول بريطانيا مع أوروبا هذا التوجه الاستعلائي إذ كان بحسبهم يقولون: من هم الأوروبيون لتتعامل الدولة البريطانية معهم.؟!

بريطانيا

وأشار عجاقة أنّ “بريطانيا دخلت الاتحاد الأوروبي عام 1974، وفي الثمانينات أقدمت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر على تخفيض المساهمة بموازنة الاتحاد الأوروبي واستمر الأمر”.

ولفت إلى أنّ “البريطانيبن كان لديهم نوعا من النفور والابتعاد عن أوروبا، وعلى الرغم من التعاملات وكل القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي كانوا تقريباً يعترضون عليها، إلا أنّهم كانوا أيضاً يلتزمون بها في حال التصويت، كذلك لم يدخلوا في عملة اليورو وبقيت عملتهم الباوند، إضافة لعوامل أخرى تظهر عدم انسجامهم”.

وتابع عجاقة ” في التاريخ الحديث لا سيما منذ العام 2007، حيث ترشح ديفيد كاميرون في مواجهة طوني بلير، في حينها قدم وعداً للبريطانين أنّه في حال تمّ التصويت له وفوزه سوف يدعو إلى استفتاء حول معاهدة برشلونة التي جاءت من بعد معاهدة انشاء الاتحاد الأوروبي، وبالفعل استطاع أن يحصد أصوات الناخبين إلا انّه لم يتمكن من الالتزام بوعده إذ أنّ الحكومة كانت قد تشكلت بمشاركة الوسطيين الذين يحبون أوروبا”.

وأردف “كذلك وعدهم عام 2015 في الحملة الإنتخابية أنّه إذا تمّ انتخابه سوف يدعو قبل العام 2017 إلى استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهذا ما حصل في 23 حزيران 2016”.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي واللبنانيون «انتقاماً لليدي ديانا» و «أعيدوا الفرز»

اذن، فان دايفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية ما حدث كما أوضح المستشار الوزاري عجاقة، فقد انتخب وجدد له على اساس الوعد باستفتاء حول الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، وهو بذلك يكون اول المروجين لهذه الفكرة ذات البعد القومي والنزعة اليمينية التي لا تخلو من “شوفينية” لازمت واشتهر فيها الشعب الانكليزي.

 

السابق
بعد انكشافها… كيف ستنقذ الأحزاب نفسها؟
التالي
إشاعات… وحزب الله يضاعف الاجراءات الأمنية في الضاحية