بالأرقام: سوريا مقبرة الجنود الروس..

ما زال الغموض يلف عدد الجنود الروس الذين لقوا حتفهم في سوريا، منذ بدأت روسيا حملتها العسكرية في 30 أيلول الفائت، ففيما اعترفت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 12 على الأقل، أكّد صحافيون مستقلون ومدوِّنون أنّ العشرات لقوا مصرعهم هناك، مشددين على أنّ موسكو لم تفصح عنهم. فكم بلغ عدد الجنود الروس الذين قُتلوا في سوريا تحديداً؟

في تقرير لها، قارنت مجلة “دايلي بيست” الأميركية بين الحملة العسكرية الروسية في كلّ من أوكرانيا وسوريا، مشيرة إلى أنّ موسكو لا تعترف بمقتل جنودها في الأولى، فيما تصنف جنودها الذين يلقون مصرعهم على الأراضي السورية بالأبطال وتقلّدهم الأوسمة. ولفتت المجلة إلى أنّ موسكو، في معرض كشفها عن ظروف مقتل جنودها في سوريا، تشير إلى أنّهم لقوا حتفهم خلال حراستهم المواكب الإنسانية، إرشادهم سلاح الجو السوري، أو التفاوض مع عدد من مجموعات المعارضة، إذ إنّ روسيا -رسمياً- لم تنشر جنودها على الأرض في سوريا.

وبحسب المجلة تضم لائحة الجنود الروسي المقتولين “رسمياً” في سوريا 12 إسماً، من بينهم منتحر و9 قتلوا خلال أدائهم واجبهم العسكري، واثنين في تحطم مروحيتين.

وفي ما يختص بالجندي المنتحر، كشفت المجلة أنّه يُدعى فاديم كوستنكو، مشيرةً إلى أنّه عسكري متعاقد خدم في قاعدة حميميم الجوية بصفة خبير فني، وأقدم على الانتحار في 24 تشرين الأول الفائت بسبب مشاكل عاطفية، إلاّ أنّ عائلته التي واظبت على التواصل معه، وتحدّثت معه في اليوم الذي توفي فيه أنكرت ذلك. كما نقلت المجلة عن صديق للجندي لم يكشف عن هويته قوله إنّ الدخان بدأ يتصاعد من القاعدة قبل الليلة التي لقي فيها كوستنكو حتفه، مفيداً أنّ 9 جنود آخرين قُتلوا جرّاء الحادثة نفسها.

ووفقاً للمجلة، تعددت أسباب وفاة الجنود الروس في سوريا، الذي خدم أحدهم في جهاز الاستخبارات الروسية سابقاً، فمنهم من لقي مصرعه متأثراً بجراحه بعد تعرّض مركز تدريب سوري لاعتداء بصاروخي تاو أميركيين في اللاذقية، ومنهم من قرر “فداء” تدمر بروحه، بعدما حاصره عناصر “داعش”، ومنهم من حال دون وصول سيارة مفخخة إلى مناطق مدنية في حمص.

أمّا في ما يتعلّق بالجنود الروس غير المعلنة وفاتهم، فنذكر منهم فاديم توماكوف، وهو جندي متعاقد في قوات وزارة الداخلية الروسية، توفي “في ظروف غامضة”. في المقابل، أشار مكتب جنود وزارة الداخلية الإعلامي إلى أنّ توماكوف خدم كطباخ وكجندي مسؤول عن إمداد القوات الخاصة روسية أو وحدة “سبيتناز” من العام 2002 إلى 2004، وإلى أنّه سرّح بعد انتهاء خدمته، على الرغم من أنّ موقعاً إخبارياً محلياً روسياً كشف أنّ توماكوف قُتل أثناء قتاله عناصر “داعش” في سوريا.

إقرأ أيضاً: إسرائيل وروسيا… أكثر من تفاهم… أقل من تحالف

في هذا الصدد، نشر موقع “Fontanka.ru” مقالاً كتبه دنيس كوروتكوف، ضابط سابق في الشرطة ومستشار في المجال الأمني، في آذار الفائت، أكّد فيه أنّ روسيا تستخدم المرتزقة في سوريا، مشدداً على أنّ عشرات الجنود الروس لقوا حتفهم على أراضيها.

فكما في أوكرانيا، تعتمد روسيا على المرتزقة في سوريا، لاسيّما على القوات السلافونية، وهي شركة تعاقد عسكرية خاصة أنشئت في العام 2013، علماً أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء المقاتلين انضموا إلى شركة تعاقدية عكسرية أخرى تُدعى “واغنر”.

كوروتكوف أكّد أنّه تم نقل جنود استخدموا في شرق أوكرانيا إلى سوريا، موضحاً أنّه حصل على سجلات 3 منهم من أصل العشرات. كما لفت إلى أنّ وزارة الداخلية لم تعلن عن وفاة هؤلاء لأنّهم ليسوا جزءاً من القوات المسلحة الرسمية، ذكراً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر مرسوماً سرياً قلدّهم بموجبه أوسمة بعد وفاتهم.

إقرأ أيضاً: لماذا يصمت حزب الله عن خسائره البشرية بسوريا؟

بالإجمال، عاد ثلث المرتزقة الـ93 الذين أرسلوا للقتال في سوريا إلى بلدهم، وذلك في كانون الأول من العام المنصرم، في إشارة إلى أنّ أغلبية حالات الوفاة حصلت بين كانون الثاني وشباط في معركة تحرير تدمر، وفقاً لكوروتكوف.

يُذكر أنّ بوتين أصدر مرسوماً في العام 2015 جرّم بموجبه كل من يحاول الإفصاح عن معلومات تتعلّق بمقتل جنود روس على أراضٍ أجنبية، وعلى الرغم من أنّ محامين وصحافيين مستقلين اعترضوا على خطوته هذه، وافقت عليه المحكمة الدستورية

(ترجمة لبنان 24)

السابق
«حزب الله» ينفي خبر أسر أمير «جبهة النصرة»
التالي
الممانعة في أبهى صورها: روسيات في مخيمات الشبيحة