لا معمل فرز في القرعية…وإقليم الخروب يغرق في نفاياته

وكأنّ سموم معمل ترابة سبلين وانبعاثات معمل الجية الحراري وترسبات مطمر الناعمة لما يمثلوا من أمراض وأضرار صحية وبيئية لم يكفوا الدولة، فتقاعست عن رفع نفايات الاقليم واستثنته من الخطة، مما أدّى الى تفاقم الوضع الصحي والبيئي في المنطقة بسبب انتشار وحرق النفايات في الشوارع.

منذ دخول لبنان في أزمة النفايات العام الماضي، وبعد ثمانية عشرة عامًا من تحمّل أبناء الناعمة خصوصًا وإقليم الخروب عمومًا نفايات محافظتي بيروت وجبل لبنان في مطمر الناعمة، ها هي الحكومة اللبنانية تستثني بلدات إقليم الخروب من خطة النفايات التي أقرّتها منذ ثلاثة أشهر، لتغرق شوارعها وبلداتها بالنفايات في ظلّ عدم قدرة بعض البلديات على رفع النفايات وإقدام بلديات أخرى على حرقها مما يزيد الوضع الصحي والبيئي سوءًا في المنطقة.

فبعد رفض أبناء الاقليم إقامة مطمر في بلداتهم و فشل المُفاوضات في التوّصل إلى موقع لإقامة مطمر لقضاءي الشوف وعاليه، على غرار مطمري الكوستابرافا وبرج حمّود، يستمر الحديث عن إقامة معمل للفرز لحلّ الأزمة مع تأكيد النائب محمد الحجار «تأمين هبة من الاتحاد الأوروبي لتمويل إنشاء مشروع معمل فرز ومعالجة للنفايات، ولكن على بلديات الاقليم تأمين الأرض المطلوبة لانشاء المعمل».

الناشط البيئي في إقليم الخروب محمد جنون أكدّ لـ«جنوبية» «أنّ المشكلة حاليًا هي في عدم الاتفاق على عقار بين البلديات من أجل انشاء معمل فرز عليها، فبلديات جدرا وبرجا والجية يرفضون أي طرحا مُقدما يتمثل باعتماد الأرض المحاذية لمعمل الجية الحراري، كموقع لإنشاء معمل الفرز، أو اعتماد أي عقار في نطاق بلداتهم لأنّ وجود معمل الجية الحراري يكفيهم لما يحمل من سموم وتلوث، مقابل اصرارهم على أنّ الموقع الأفضل لإنشاء معمل فرز في الاقليم هو في منطقة القريعة التي تقع في الطرف الجنوبي الغربي من بلدة الزعرورية».
ولفت جنون أنّ «أولى الخطوات وأهمّها حاليًا هو اتجاه بلديات الاقليم نحو الضغط على الحكومة من أجل ضمّ اقليم الخروب إلى خطة النفايات التي أقرتها منذ حوالي الثلاثة أشهر، وهناك مساعي تقوم بها بلدية برجا بالتعاون مع باقي البلديات من أجل تشكيل وفد يمثل كافة البلدات وتحديد مواعيد مع سياسيي المنطقة لحثّهم على طرح مشكلة نفايات الاقليم على الحكومة والضغط نحو شمول المنطقة بخطة وزير الزراعة أكرم شهيب».
وختم جنون «ما يحصل اليوم في الاقليم من استثناء بلداتنا من خطة النفايات هو عقاب بسبب توقيف ابناء الاقليم في 27 تموز 2015 لخطة انشاء مطمر في كسارة سبلين، وهذا الرفض هو نتيجة لعدم ثقتنا بالجهات التي تحاول زرع مشاريع مشبوهة في الإقليم».

المطامر
المطامر

إلاّ أنّ مصدر من اتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي أكّد لـ«جنوبية» أنّ «طرح إقامة معمل فرز في القرعية أمر مرفوض ونحن أبلغنا قرارنا لاتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي، لذلك نستغرب إستمرار إثارته من قبل بعض البلديات»، وأضاف المصدر «القرعية منطقة حرشية نادرة جدًا، وهي المتنفس الطبيعي الوحيد لنا في المنطقة ولن نسمح بالمسّ بها».

إقرأ أيضاً: أزمة النفايات حُلّت والحكومة تقرّ خارطة المطامر والحوافز

وختم المصدر «نحن في الاتحاد الجنوبي ببلدياته الست قطعنا شوطًا مهمًا لانشاء معمل تخمير وفرز، وسيتم انجازه قريبًا وبذلك ننتهي من أزمة النفايات بشكل صحي في بلداتنا وعلى اتحاد الاقليم الشمالي أن يحذوا حذونا في هذا الاتجاه».
استمرار الأزمة وتفاقم خطورتها سيعيد «حراك الاقليم» إلى الشارع مجددًا بحسب ما أكّدت الناشطة في الحراك الدكتورة حليمة قعقور لـ«جنوبية»، وأضافت «نحن نقوم حاليًا بسلسلة لقاءات مع رؤساء بلديات الاقليم لكي نعرف موقفهم من إقامة معمل فرز وللوقوف معنا في خطواتنا التصعيدية من أجل الضغط على الدولة التي استثنتنا من خطتها الشاملة» وأكدّت قعقور أنّ «هناك تحرك جديد سيحمل خطوات مفاجئة، المطلب الأول من الحراك هو ضمّ الاقليم الى الخطة، والثاني اقامة معمل فرز صحي وبيئي لحلّ أزمة النفايات».

إقرأ أيضاً: العائلات فرضت نفسها على المستقبل والاشتراكي في بلديات اقليم الخروب
ولفتت قعقور إلى أنّ «هناك إيعاز سياسي لبعض البلديات من أجل رفض تقديم قطعة أرض لانشاء معمل فرز عليها، فقبل الانتخابات البلدية كنّا قد اتفقنا نحن وبلديات بعاصير، برجا والجية على إقامة معمل فرز خاصّ ببلداتنا إن لم يتم الاتفاق على القرعية، إلاّ أنّ بلدية برجا عادت وبدّلت موقفها من دون أن نعلم أسباب هذا التراجع».

السابق
هل ستتحقق نبوءة «السيد نصرالله» ويبقى «ربعنا» على قيد الحياة؟!
التالي
نديم قطيش: ممثل ولي الفقيه اللبناني .. عميل