هل أخطأ الإعلامي حسين شمص؟

نصٌ نشره الإعلامي حسين شمص عبر صفحته فيسبوك، مقال رأي عنونه بـ"حان الوقت لإقفال طريق حلب أمام الشباب اللبناني؟!"، وأعاد نشره موقع جنوبية، عرّضه لحملة إعلامية و لتحريض وتهديد مباشر، ولاتهامه بأنّه كافر وداعشي، كما عرضه كذلك لمحاولة قطع رزقه والضغط على الاصدقاء المقربين من الحزب لأخذ موقف منه.

حسين شمص شخصية إعلامية ملتزمة، وهو ليس ممن سماهم السيد حسن نصرالله بشيعة السفارة، ولا يتقاطع مع 14 آذار، وليس بجندي قلم لدى حزب الله، كلّ ما في الأمر ضاق صدره ذرعاً بدموع الأمهات وبفجيعة عنوانها “تعداد الشهداء” لا سبيل لها لأن تتوقف إلاّ بإغلاق طريق حلب أمام الشباب اللبناني.
بدايةً أزمة الحزب وحاضنته مع الإعلام والنقد البناء، يمكن رصدهما من العنوان، فالإعلامي لم يحدد طائفة للشباب ولم يخاطب الشيعة ولا الحزب وإنّما خاطب الشباب “اللبناني”، أولاً، ومن ثم خاطب وجدان جيرانه ورفاقه وأصدقائه ثانياً.
لم ينتقد شمص الحرب كعنوان بل تمسك بسوريا العروبة التي لا بد من تنقيتها من التطرف، ولم ينتقد الحزب كتنظيم ومشروع وإنّما انتقد التضحيات التي يقدمها هذا الحزب دون سواه وفاتورة الموت الباهظة المدفوعة من وجع الضاحية والجنوب في ظلّ التقاطع الإيراني – الروسي من جهة والحلف الروسي – الاسرائيلي من جهة ثانية.
مع الإشارة إلى أنّ الإعلامي شمص هو أكثر من يدافع خلال إطلالاته الإعلامية بشراسة وأسلوب متميز عن خط المقاومة.
صرخة الإعلامي عبر صفحته ليست تشهيراً ولا تحقيراً ولم تمس إلا الجاهل بسوء، صرخة شمص هي صوت لا بدّ من سماعه من كل مسؤول لبناني ولا سيما حزب الله.
بدلاً من انتقاد شمص، وتخوينه وتهديده، يجب العمل على إعادة هيكلة الماكينة الإعلامية الحزبية، وعلى سماع الصوت الداخلي والأخذ بمعاييره وبأرائه.

حسين شمص، لم يهن الشهداء، لم يقلل من شأنهم، ولم يتاجر بأضرحتهم، مقالته حرفاً حرفاً حريصة على هذه القدسية، ولم تخدش تفاصيلها.
من يهن الشهداء، هو من يعمل على تعدادهم، ومن يقدّم المزيد في حرب مكشوفة، حرب الحليف بها عدو، والغطاء بها ممزق بألف رصاصة صديقة.

إقرأ أيضاً: حسين شمص اخر ضحايا «الأمن الذاتي»

هل أخطأ حسين شمص لأنّه تعب ثقافة الموت بين أبو علي بوتين، وبين استراتيجيات لم تعد الحاضنة اللبنانية تفقه تفاصيلها، أو أيّ مدى زمني لحل سياسي كل ما ولد، كان مبتوراً وعليلاً.
هل أخطأ لأنّه انتقد لا الشهادة، وإنّما طريق الموت العبثي، لأنّه لم يرد لأبناء مدينته أن يصبحوا أسرى الموت وصور الموت وقوافل التشييع.

الإعلامي حسين شمص
الإعلامي حسين شمص

الإعلامي حسين شمص لم يخطئ، ولكن أصحاب النفوس المريضة المرتهنة لا تملك إلا النفاق فوجدوا به مادة لتقديم الولاء السياسي، أو لتغذية مفاهيم العداء، ومن هؤلاء طه حسين والذي كما صرّحت مصادر هو جريح بالحزب ويعمل في الهيئة الصحية الاسلامية.

إقرأ أيضاً: المستقبل: تهديدات بالقتل والاعتداء لحسين شمص وعلي الأمين

التهديد الذي أرسله طه حسين برسالة بريدية أعلنه الإعلامي حسين شمص عبر صفحته فيسبوك وتضمن”ليك يا حسين عم ابعتلك هالرسالة لتستفيد منها بأيّ وقت كعلم وخبر بكتير وضوح.

نيابة عن كل شهيد أو جريح أو مجاهد بعرفه مش حوفر فرصة لكل اذى معنوي وجسدي بحقك. وكل حدا بشد عمشدك ان كان بالمجلس او بالحزب او بالحركة”.

هذه الرسالة الواضحة والصريحة دفعت شمص لتقديم شكوى رسمية ضد طه حسين، إلا أنّ الأخير لم يتوقف فنشر عبر صفحته مؤخراً تأكيداً على التهديد معلناً تبينه والنية في الإقدام عليه.

“بلغني اليوم أن الإعلامي المدعو حسين شمص قد تقدم بدعوة قضائية ضدي بتهمة التهديد بالقتل. رغم أني لم أتبلغ بالدعوة رسميا بعد إلا أني واستباقا لمحاولات “المصلحين” أقول: ” حضرة المحقق، نعم أنا قمت بإرسال رسالة تهديد على بريد المدعو حسين شمص. حسابي لم يكن مسروقا. ولم تكن الرسالة من فعل طابور ثالث او خامس. لا أدري ما هي العقوبة القانونية لفعلي ولكن يكفيني تعويضا أن تقر عين ام شهيد. ويكفيني تعويضا أن يخجل أصحاب المواقف البطولية على الشاشات دعما للمقاومة وأن يوقفوا جلساتهم العلنية في المطاعم مع هذه النماذج الطاعنة بأهل المقاومة “.

 

السابق
نبش قبور آل الأسعد في الجنوب: أموات يستقوون على أموات
التالي
بالصور: ميشال عون أب الجمهورية ويحتفل!