الجنوب يشيّع العشرات وحزب الله عالق في مطحنة حلب‏

"النعوش" الصفراء يتوالى مجيئها من سوريا، وخسائر حزب الله البشرية أصبحت فادحة ناهيك عن أعداد المفقودين والجرحى وبالرغم من مأسوية المشهد، فإن الحزب لا يزال ماضٍ في حربه السورية، وعالق في مطحنة حلب وريفها الجنوبي التي أصبحت معاركه بلا أفق ولا نهاية.

لم يُستثنَ الفتيان من النعوش “الصفراء” المحمّلة من سوريا إلى لبنان حيث تتوالى مسيرات تشييع قتلى “حزب الله” واحدا تلو الآخر من البقاع حتى الجنوب وآخرها مسيرة تشييع الفتى علي الهادي أحمد حسين (17 عاماً) وهو أصغر مقاتل جنده الحزب للقتال في الحرب السورية قبل أن يقضي نحبه منذ أيام في معارك ريف حلب.

اقرأ أيضاً: إيران تذكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

وبينما يسجل الحزب خسائر بشرية فادحة ومتعاظمة في صفوف مقاتليه خلال هذه المعارك حيث سقط له 33 قتيلاً من بينهم قياديون في ريف حلب الجنوبي على يد المعارض السورية المسلحة، فضلاً عن أسر وفقدان الاتصال بعدد آخر من عناصر الحزب، وعلى الإثر قالت “المستقبل” أنه علت صرخات الأمهات في وجه قيادة “حزب الله” جراء خسارة أبنائهم: “اتفقنا يتعلم إبني دين ويحارب إسرائيل وما اتفقنا يروح على سوريا.. شو إلنا بسوريا دم إبني برقبتكم”، على حد تعبير إحدى الأمهات الجنوبيات المفجوعات.

وعلى ما يبدو أن الانتكاسات العسكرية التي يتعرض لها “حزب الله” تفاقمت. فبعدما تردد عن الاشتباكات الدموية التي وقعت بين مقاتليه وقوات حليفه المفترض، نظام الأسد، في ريف حلب الجنوبي على خلفية اتهامات متبادلة بالخذلان، نعى الحزب خلال اليومين الماضيين أكثر من 20 قتيلاً قضوا في معارك مع قوات “جيش الفتح” المعارض في ريف حلب الجنوبي، تداول ناشطون لبنانيون قوائم بالضحايا تضم 23 اسما.

حزب الله

وقال مصدر معارض للحزب ومتابع لحركته، لـ”الشرق الأوسط”، إن “تكرار الإعلان عن وقوع قتلى، أثار المخاوف ضمن بيئة الحزب من أن مؤشرات المعركة لن تكون لصالحه، وستكلف الكثير من الضحايا في صفوف الجسم المقاتل”.

وفي حين أفادت “شبكة شام” أن عناصر المعارضة السورية يتقدمون إلى بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي التي هي المركز الأساسي لتجمّع للحرس الثوري الايراني بعد سيطرة فصائل جيش “الفتح” على بلدة خلصة وزيتان وبرنة، نقلت قناة “العربية” ليلاً أن حصيلة خسائر “حزب الله” والميليشيات الايرانية بلغت أكثر من 50 قتيلا بحسب المصادر، التي قالت إن قوات النظام و”حزب الله” وميليشيات أخرى منيت بنكسة قوية في ريف حلب الجنوبي.

اقرأ أيضاً: شريف شحادة لحزب الله «جميلتكم عحالكم وروحو بلطو البحر»!

وحاول الحزب تطويق تداعيات تلك الخسائر البشرية التي تركزت في مناطق جنوب لبنان، حيث دفع بقيادييه لمشاركة عائلات القتلى بالمواساة والعزاء. وتعد الدفعة الأخيرة من الخسائر، الضربة الأقسى التي يتعرض لها الحزب منذ معارك القصير في صيف عام 2013 حين استهل الحزب انخراطه في الحرب السورية، بهجمات واسعة على منطقة القصير بريف حمص الجنوبي والغربي، بمحاذاة الحدود اللبنانية، وتعرض فيها لخسائر بشرية كبيرة.

السابق
زريقات لـحاضنة «حزب الله»: ما رأيكم باعتماد طريق جنوب لبنان؟
التالي
هل تسبب القهوة السرطان