مارلين خليفة تغادر السفير: اصحاب الصحف لا يأبهون…

أعلنت الصحافية مارلين خليفة عن مغادرتها “السفير” أيضًا، وكتبت ما يلي: “شكرًا لكم قرائي.. بعد 12 عاما أمضيتها في صحيفة “النهار” وقرابة الـ10 أعوام في صحيفة “السفير” التي أغادرها الآن لا أجد بين يدي سوى قصاصات ورقيّة وأرشيف واسع من الورق الذي انتهت فاعليته في لبنان.

أما أصحاب الصحف التي عملت فيها فلا كلام لديهم حين يغادرهم صحافي، ينتقل الكلام لمدراء المال. عند المغادرة نكتشف بأن أصحاب الصحف في لبنان لا يأبهون لكلّ “السكوبات” التي أتعبتنا لننشرها في صحفهم ولا للمصادر التي عانينا للوصول الى بعضها للظفر بمعلومة تنشر خبرا أو مقالة، ولا للمشاكل التي خضنا الكثير منها دفاعا عن أولوية المعلومة التي يجب أن تصبّ في الصحيفة التي نعمل فيها فقط لا غير، لا شيء يذكرك به أصحاب العمل حين تغادر سوى المبلغ الذي سيدفعونه لك قبل التخلّص منك نهائيّا.

إخترت مهنة “البحث عن المتاعب” بسبب برنامج إذاعي للشهيد جبران تويني على إذاعة “صوت لبنان” أو “راديو مونتي كارلو” (لم أعد أذكر)، أعجبت بجبران صحافيا شجاعا يقول كلمته ويمشي كما أعجبت بمؤسس صحيفة “الحياة” كامل مروة وسليم اللوزي ورياض طه وسمير قصير وسواهم ممن ذهبوا شهداء … ولم أكن أعلم ما الذي ينتظرني في مهنة يبدو أنها لا تخرّج سوى شهداء مع إختلاف طرق قتلهم.

ولمّا حطيت في “السفير” بعد حرب تموز 2006 كان الأمر عرضا قبلته بسبب تبدّل مزاج “النهار” بعد اسشهاد جبران الذي كان سندا للفريق الذي شكّله وقد افتقدت هذا السند حين استشهد.

ولطالما سئلت من قبل الزملاء كيف تعملين في “السفير”؟ فهي ليست بيئتك أنت بنت “النهار”؟ وكان جوابي دوما بأن من يختار المهنية حزبا يستطيع العمل في أي مكان ويمكنه أن يحافظ على ذاته ولا ينجرف في ما لا يريد.

وهذا الذي حصل، علما بأن الصعوبات التي واجهتها في “السفير” ولا سيّما في الأعوام الأربعة الأخيرة كانت جمّة وخصوصا مهنيا، ولكنّ والحمد لله تمكّنت من الحفاظ على ذاتي ولم أخسر شيئا من صدقيتي ومن علاقاتي مع جميع الفئات اللبنانية دون استثناء وبالطبع مع السلك الدبلوماسي العامل في لبنان الذي تمكنت من أن أكوّن فيه بعض صداقات أعتزّ بها.

إقرأ أيضاً: باب الحارة السوري: يفجر الغضب السعودي على mbc‏

وبمناسبة مغادرتي مؤسسة صحافية جديدة أريد أن أشكر جميع من واكبوني في عملي وكلّ من تعاونت معهم وأن أشكر قرّاء أوفياء كانوا مكافأتي الوحيدة… الى هؤلاء أعترف بأنّ قلبي كان يطير فرحا حين أطلع على كمّ “النقرات” التي تشير الى عدد قراء مقالاتي.

وأخيرا، تبيّن لي بعد 22 عاما في الصحافة بأن المهنة تزول وأرباب العمل يلهثون وراء مصالحهم، أما القارئ فهو وحده الوفي لنا نحن الكتّاب. بعد 22 عاما لم أخطىء حين رددت مرارا أمام من نصّبوا مدراء للأقسام التي عملت فيها بأنّني لا أعمل سوى عند القرّاء. لذا أشكركم قرّائي على أمل اللقاء المتجدد في منابر جديدة”.

السابق
معارك كر وفر وجيش الفتح استعاد السيطرة على القرى الثلاث
التالي
المرصد السوري: مقتل 25 من عناصر حزب الله في خلصة في أكبر خسارة بشرية منذ معارك القصير