تشومسكي لروحاني: احتجاز «زعماء الثورة الخضراء» غير قانوني ولا انساني

تشومسكي
يخضع زعيما المعارضة الإيرانية الشيخ مهدي كروبي وزوجته فاطمة، وكذلك مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، للإقامة الجبرية في مكانين منفصلين في العاصمة الإيرانية، منذ أكثر من خمس سنوات، بعد دعوتهما مناصريهما إلى التظاهر تأييدا لثورات الربيع العربي.

نفى محمد تقي كروبي نجل زعيم المعارضة الإيرانية الشيخ مهدي كروبي الذي يعيش رهن الإقامة الجبرية منذ أواخر شباط 2011، شائعة وفاة والده (79 عاما) التي تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام.

وأكد كروبي الابن أن والده يمر بظروف صحية ونفسية حرجة، لكنه مازال على قيد الحياة، وخبر وفاته عار من الصحة، وكان مدير مستشفى “شهداء تجريش” الذي قيل إن كروبي الأب قد فارق الحياة فيها، بعد نقله إليها من مكان إقامته الجبرية في شمال طهران، قد كذب هذه الشائعة رسميا في حديث أدلى به إلى موقع “إيلنا” الإخباري.

اقرأ أيضاً: خامنئي يعتبر ان الاقامة الجبرية خدمة لقادة المعارضة

ويخضع زعيما المعارضة الإيرانية الشيخ مهدي كروبي وزوجته فاطمة، وكذلك مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، للإقامة الجبرية في مكانين منفصلين في العاصمة الإيرانية، منذ أكثر من خمس سنوات، بعد دعوتهما مناصريهما إلى التظاهر تأييدا لثورات الربيع العربي، مما دفع رموز السلطة آنذاك إلى اتهامهما بمحاولة جر إيران إلى الفتنة، وقامت قوة أمنية بعد ساعات من إعلان دعوتهما بمحاصرة منزليهما واقتيادهما مع زوجتيهما إلى سجن “حشمتيه”، ثم منه إلى مكاني إقامتيهما الحاليين، وهم جميعا ممنوعون من التواصل مع العالم الخارجي حتى مع أفراد عائلاتهم، ويعانون ظروفا نفسية وصحية غير إنسانية.

مناصرو زعيمي الحركة الخضراء التي انبثقت اعتراضا على تزوير الانتخابات الرئاسية في حزيران 2009، التي أسفرت عن تنصيب محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية رغما عن إرداة الشعب، مازالوا منذ أكثر خمس سنوات يطالبون الحكومة الإيرانية بعقد محاكمة علنية لهما وإصدار الحكم العادل بحقهما، لكن لا آذان رسمية صاغية.

مؤخرا، وجه كروبي رسالة خاصة إلى رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، أعرب له فيها عن قناعته أن “حل قضيته ليس بيده”، لكنه طالبه في الوقت ذاته أن يقنع “الحاكم المستبد بمحاكمته علنا، حتى يُعرف من هو الخائن”، وكان مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي قد وصف في أحد خطاباته المعترضين على نتائج انتخابات 2009، خصوصا قادة الحركة الخضراء ب”الخونة”.

منذ أيام، وتزامنا مع الذكرى السنوية السابعة للانتفاضة الخضراء، وجهت 70 شخصية أكاديمية عالمية من بينها الباحث والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي، رسالة إلى روحاني استنكرت فيها “صمت روحاني وعدم اهتمامه بالسجن غير القانوني لكروبي وموسوي ورهنورد”، وألقى الموقعون على الرسالة مسؤولية رفع الحصار عن الشخصيات المعارضة الثلاثة على الحكومة الإيرانية، واعتبروا أن “الإصرار على اعتقال الزعماء الثلاثة، بدون محاكمة، منذ ما يقارب الست سنوات وفي ظروف صحية سيئة، سلوك غير أخلاقي وغير إنساني”.

ايران

وأوضح الموقعون على الرسالة أنهم يخاطبون روحاني بالذات بصفته “مدافع عن حقوق الإنسان”، مذكرين إياه بأن “لا يوجد في أنظمة حقوق الإنسان في العالم كله، وفي الفقه الإسلامي أيضا، من يجيز اعتقال مواطنين بسبب الاختلاف في الرأي، أو تركهم بلا محاكمات، بدون مسوغ قانوني”. وطالبوا روحاني ب”الإسراع بحل هذه القضية عبر عقد محاكمة علنية عادلة”، كونه تعهد أثناء حملته الانتخابية بالعمل على “حل ملفات المعتقلين السياسيين، بطريقة منصفة” .

في المقابل، لم يصدر حتى الآن عن رئاسة الجمهورية، أي تعليق بخصوص هذه الرسالة، التي نشرتها مواقع إيرانية معارضة، ووصلت إلى مسامع رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني. وفي حين تلقفها حسين مهدي كروبي بكثير من الترحاب، إلا أن رده كان مشوبا باليأس، حيث أكد أن “حل هذه القضية بعيد المنال”، أعلن نائب طهران المحافظ المعتدل علي مطهري، بصريح العبارة أن “مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي هو الذي يرفض محاكمة كروبي وموسوي”.

يعتب جمهور الحركة الخضراء كذلك الموقعون على الرسالة الآنفة الذكر، على الرئيس حسن روحاني، لأنه “لاذ بالصمت بالنسبة إلى هذه القضية الإنسانية”، والعتب مرده إلى أن روحاني أثناء حملته الانتخابية وعد أكثر من مرة، بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالعمل على إيصال هذه القضية إلى خواتيمها السعيدة، حال فوزه برئاسة الجمهورية.

اقرأ أيضاً: «المعتدل» حسن روحاني يشيد بـ «بطولات» قاسم سليماني

بعد مرور ثلاث سنوات على رئاسة روحاني مازالت قضية كروبي وموسوي وزوجتيهما تراوح مكانها، بل إن المعنيين بها ازدادوا غطرسة. وها هو روحاني وفريق عمله آثروا الاستقالة منها، بعد أن اصطدموا بجدار التعنت الأمني الذي يحكم إيران فعليا. ويؤكد مقربون من روحاني أن حل قضية زعيمي الحركة الخضراء ليس بيد “الدولة”، بل بيد أجهزة أمنية معروفة للجميع، وليس من المسموح حلها عبر القنوات السياسية أو الضغوطات الإنسانية، لأنها قضية أمنية من صلب اهتمامات الأمن القومي الإيراني.

 

السابق
بالصورة: جبهة النصرة تأسر عنصر لحزب الله..
التالي
عودة حماس الى ايران بشرط: فقط فلسطين!