كلّما ثمل «نور» دعا للإسلام وتعصّب للمسلمين..

بيع الكحول في كفرمان

كلّما كان ” نور أحمد ” يزيد من قذف البيرة الى جوفه فإن مؤشِّر التعصُّب للإسلام كان يبدو واضحاً وهو يجري صعوداً على وجهه المستطيل كما على بياض عينيه، الذي كان يتحوّل بفعل ” السِّكْر ” الى اللون الأحمر.
كانت الحكومة الأفغانية ترسل المميّزين من الطلاب لديها للدراسة في تشيكوسلوڤاكيا، ومن بين هؤلاء كان نور أحمد الذي، وكما علمنا هناك، كان يحمل بطولة أفغانستان في ” الجيدو أو شيء من عائلتها “.
كان نور أحمد شيوعياً عندما يكون في وضعه الطبيعي، ولكنّه سرعان ما يتحوّل الى مسلم عندما يثمل، بل وصلت به الحال الى منع الطالبات الأفغانيات في سكننا الجامعي من الكلام مع الطلاب الذكور.
في إحدى الليالي، وبعد عودته من الحانة القريبة، شاهد إحدى الطالبات الأفغانيات برفقة طالب من أميركا اللاتينية. سالت دماء كثيرة قرب المدخل الرئيسي، بعد معركته مع حوالي العشرين طالباً من جمهوريات الموز تلك.
كنتُ في غرفتي رقم ” ٣٠٥ ” في السكن الجامعي في بلدة ” بودي برادي ” عندما بدأت المعركة الكبيرة بين الطلاب الأفغان، وعلى رأسهم نور أحمد، وبين الطلاب الأفارقة. عندما شاهدت سكاكيناً في أيادي المشتركين سارعت الى إقفال الباب… نصل سكين اخترق الباب الخشبي للغرفة… الضوضاء والصراخ استمر الى حين وصول الشرطة التشيكية الى المبنى.

إقرأ أيضاً: بروكسل… و تحدّيات الاسلام الصعبة!!!
كانت الشرطة وإدارة المعهد تتعاملان بهدوء ولطف مع “الطلاب الرفاق من العالم الثالث “، لذلك دعاني في اليوم التالي مدير المعهد ” الرفيق كاسكا ” الى زيارة نور أحمد ومحاولة تهدئته. قصدت غرفته في المساء وكان عائداً لتوّه من حانة ” زالوجنا ” القريبة. كانت الحمرة قد غطت بياض عينيه كما وجهه الضخم المستطيل، أمّا شعره فقد كان يقف وكأنّه مجموعة من الإبر السوداء المغروسة بشكل فوضوي. خلت حينها بأنّه كان أفرغ الى جوفه حوالي العشرين كأساً كبيراً من البيرة الممزوجة بشراب ال ” روم ” الرّخيص “.

إقرأ ايضاً: كيف سيبدو العالم بلا مسلمين؟
بدأت بملاطفة نور والكلام عن حياة الطلاب ومستقبلهم والدور الذي سنلعبه في بلادنا بعد التخرّج، الى أن وصلت الى صلب الموضوع: يجب علينا أن نتعايش كأخوة ورفاق، فكلّنا أبناء أحزاب شيوعية وتقدمية، وعلينا بالتالي أن نكون الطليعيين والقادة في المجتمع.
نظر إليَّ نور مطولاً ثمّ ” بسملَ وحمدلَ ” قبل أن يسألني عن إسمي:
” محمد “، جاوبته مع ابتسامة و” بلعة ريق “.
من أي بلد انت يا محمّد؟
من لبنان.
لبنان في قارّة آسيا إم في أفريقيا؟
آسيا.
نظر إليَّ نور مطوّلاً، وكانت رائحة الخمر الخارجة مع انفاسه تطيح بكلّ شيء أمامها، ثمّ ضرب يده، التي تشبه المجرفة، على الطاولة وهو يصرخ:
أنت مسلم… بدلاً من أن تدعوَ الى وحدة المسلمين وأبناء قارّة آسيا في هذا المبنى لمحاربة هؤلاء الأفارقة، جئت تدعوني للصلح معهم… أين أنت من الإسلام… أين أنت من إنتمائك الى قارّة آسيا؟
كانت لحظة الخروج من غرفة نور بالنسبة لي لحظة ” فرج “… ذهبت الى المدير وأخبرته عما حصل.
بعد عدّة أسابيع قرّرت الشرطة التشيكية طرد الرفيق المميّز نور الى بلاده.

السابق
مولود أيّ الأبراج سوف تتزايد عليه المشاكل اليوم!
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 15 حزيران 2016