الخطاب الأخطر على الإطلاق سعد الحريري… كن حذراً

سعد الحريري يدين انفجار اسطنبول

11 حزيران 2016… لماذا ذكر هذا التاريخ؟ لأنه اليوم الذي ألقى فيه الرئيس سعد الحريري واحداً من أهم خطاباته على الإطلاق، منذ تسلمه الزعامة في ظروف دموية، وهذا الخطاب سيُشكل مرجعاً مستمراً لكل من يريد ان يتعرَّف أكثر فأكثر على هذا الزعيم الشاب.
نقول هذا الكلام لأن الميزات التي تضمّنها، كان يصعب ان تكون موجودة في مضمون خطاب واحد.
يبدأ الرئيس سعد الحريري بملاعبة الخطر فيجهر بما يُشكل هلعاً لدى المستمعين من حجم المغامرة التي يريد ان يباشرها، ويقول: أن الخطر الذي يسعى نحوي منذ سنوات سأسعى اليه ولن أخشاه، مهما تعددت وجوه الشر والجريمة.
هذا الكلام الكبير والخطير يؤشر الى ان الزعيم الشاب اتخذ القرار بالبقاء في لبنان وأنه يوجّه رسالة غير مشفَّرة الى خصومه وأعدائه مفادها: إذا كنتم تحاولون النيل مني بالتخويف، فإن هذه الورقة قد أحرقتها، ففتشوا عن ورقة أخرى.
لا يكتفي الرئيس الحريري بالمخاطرة الجسدية بل يذهب أبعد من ذلك بالمكاشفة السياسية، فيُعلن بالفم الملآن: أنا، سعد رفيق الحريري، رئيس تيار المستقبل مسؤول مسؤولية كاملة عن المسار السياسي للتيار والحريرية الوطنية، منذ تسلمي زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد الى الشوط الأخير من الانتخابات البلدية.

اقرأ ايضًا: انفجار كبير يهز بيروت: لا نريد أن يستشهد سعد الحريري
يقول هذا الكلام لأنه يُدرك تمام الادراك ان هناك متبرعين للقيام بأدوار ليست لهم، بل يكتفون بالنقد للنقد من أجل الوصول الى غاياتهم. ولذلك فهو يستطرد:
نعم، أنا المسؤول عن انني مشيت في آفاق الدوحة بعد اجتياح بيروت ب 7 أيار، لأن قراري كان وما يزال وسيبقى رفض اللجوء الى السلاح في النزاعات الداخلية. ولا أرضى ولن أرضى لو مهما حصل، ان يصبح تيار المستقبل ميليشيا مسلحة. نعم، انا المسؤول عن هذا الخيار، الذي أذكركم انه أوصلنا الى انتصار 14 آذار في انتخابات العام 2009 النيابية.
سعد الحريري… حماكَ الله.
أنت تقول ما لا يجرؤ أحد على المجاهرة به، وهذا النوع من الكلام هو الخطر في حدِّ ذاته، احياناً الأسرار تحمي حاملها، لكن حين تُكشف الأسرار فأيُّ حماية تبقى؟
***
يواصل المكاشفة فيقول: أنا المسؤول رغم هذا الانتصار في الانتخابات النيابية عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وعن القبول بالوزير الملك لنتجنب تهديد تعطيل المؤسسات الدستورية وجر البلاد الى دوامة الانقسام على صورة ما يحصل هذه الأيام.
يبلغ قمة الجرأة السياسية حين يقول: أنا من شربت كأس السمّ، أنا من ذهبت الى سوريا لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل، السعودية كانت تريد ان تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءا من لبنان.
أنني مسؤول عن معالجة الجرح تلو الجرح؟ والانقسام تلو الانقسام؟ والتهديد تلو التهديد؟ واصراري في كل المراحل بالعض على الجرح وكتم الألم في الصدر واعتماد سياسة تدوير الزوايا وفتح النوافذ في الجدران المسدودة حتى لا يسقط لبنان في المجهول ولا نقع جميعا في بحر الفتنة الذي تتلاطم فيه أمواج الغرائز من مختلف الأقطار الاسلامية؟
***
مجدداً نقول: سعد الحريري وفقك وحماك الله، لقد بلغت مرحلة من الخطر لم يسبقك اليها أحدٌ من قبل، وعليك منذ هذا الخطاب ان تكون في أقصى درجات الحيطة والحذر، ففي مقابل استعادة الحلفاء هناك عملية اكثار الخصوم والاعداء، ولا يسعنا سوى القول لك: حذار.

(الانوار)

السابق
القطاع المصرفي.. بين الحكمة والانتحار!
التالي
عقوبة النزاهة