الحريري في إفطار المهن الحرة: معركتنا مععمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة

استنكر الرئيس سعد الحريري بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع مساء اليوم في منطقة فردان، وقال خلال رعايته غروب اليوم حفل الإفطار السنوي الذي أقامه قطاع المهن الحرة في “تيار المستقبل” في مجمع بيال: “إن معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة، وهي معركتنا نحن، وستكمل، ولبنان سيتنصر في نهاية المطاف، وكل أنواع الإرهاب لن تخيف اللبنانيين، وجميعنا سنكون في مواجهته ولبنان سينتصر في النهاية”.

وأضاف: “أود أن أشكركم على هذه الدعوة، وأنا فخور بكم كقطاع المهن الحرة، فقد كنتم أول نواة لتيار المستقبل في لبنان، ولا زلتم قطاعا رئيسيا في التيار. واليوم أجدد التأكيد أن التيار أمانة ومسؤوليتنا أن نحافظ عليها ونحميها مهما كانت التحديات، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته، فأنا من دونكم لا أستطيع الوصول إلى مكان، لذلك يجب أن نعمل سويا.

المهن الحرة تشكل أساسا من أسس بناء مجتمعنا، فيها المثقفون والمتعلمون وهي الأساس في حماية حقوق المواطن وحرياته ورعاية كل تفاصيل حياته، كما تسهم في تقديم الحلول التشريعية والإنمائية والإعمارية والعملية والصحية والبيئية، ومن واجبنا أن نكون دائما منفتحين على هذه الحلول.

وفي الإحدى عشرة سنة الماضية، مررنا في مراحل صعبة للغاية، وكانت السهام تُوجه ضدنا دائما، سواء في الاتهام أو التهديد أو القتل أو التفجير، وأخيرا بالمزايدات. ولكن طريقنا واضح. رفيق الحريري في مرحلة من المراحل وُجهت له نفس السهام والتهديدات، ولذلك سنكمل هذا

المشوار لأننا نؤمن أن هذا البلد يجب أن نضحي من أجله ونقدم له كل شيء لأنه بلدنا والبلد الذي أحبه رفيق الحريري.

في المهن الحرة هناك الشباب، الذين هم مستقبل لبنان، ونحن بصدد وضع خطة وطنية للنهوض الاقتصادي وسنضعها معكم إن شاء الله، لأن هذا البلد يجب أن ينهض قريبا.

أنا متأكد أن لحظة انتخاب رئيس جمهورية ستكون لحظة الفرج للبلد، وسنكون بحاجة إلى كل الشباب والشابات والمهن الحرة لكي نقوم بالبلد، وهناك الكثير من العمل الذي يجب أن نقوم به بالكهرباء والمياه والمستشفيات والبنى التحتية، لأنه خلال السنوات الأخيرة من الفراغ الرئاسي رأينا كم تدهورت المؤسسات وتدهور الاقتصاد، وفي نهاية العام 2010 كان النمو الاقتصادي حوالي الـ9%، فيما هو اليوم تحت الصفر، وكل ذلك بسبب عدم وجود قرار في الدولة وبسبب غياب رئيس للجمهورية. وليس هناك سوى فريق واحد يعطل الدولة ككل، وهو “حزب الله”، الذي لا يريد رئاسة جمهورية ويضع الكرة في ملعب العماد ميشال عون، فمنذ لحظة اغتيال رفيق الحريري وهذا البلد عرضة للتعطيل”.

حضور الافطار

وكان حضر الافطار النواب أحمد فتفت، سمير الجسر، أمين وهبي، جان أوغاسبيان، خصر حبيب، رياض رحال، عاطف مجدلاني، محمد الحجار، محمد قباني، الوزراء السابقين ريا الحسن وحسن منيمنة، النواب السابقين انطوان أندراوس، مصطفى علوش وغطاس خوري.

كما حضر مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري وأعضاء من الامانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، وفي الشمال فهد مقدم، نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، نقيب الأطباء ريمون الصايغ، نقيب الصيادلة جورج صلي، نقيب مهندسي الشمال ماريوس بعيني، مدراء عامون، ممثلون عن نقباء للمهن الحرة، نقباء سابقون، منسقو المهن الحرة في بيروت والمناطق، وكوادر القطاع.

واستهل الافطار بتقديم من منسق المهن الحرة في البقاع محمد طه، ثم ألقت منسق عام قطاع المهن الحرة في “تيار المستقبل” بشرى عيتاني، كلمة أكَّدت فيها أنهم “لن ينالوا من قوة الارادة فينا ومن عزم ايماننا”، مُردفةً: “قد نتعسر هنا وننكسر هناك لكننا معك دائما ما نتعلم من دروسنا وننطلق من انكسار الى انتصار”.

وتابعت عيتاني: “نقولها بالصوت المدوي من القلوب قبل الحناجر: سنبقى معك على العهد الذي قطعناه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الوصول الى الدولة المدنية الحديثة. في كل مرة هي بيروت التي تجمعنا، العمل هنا نُقيض الفراغ هناك”، لافتةً إلى أنَّ “بيروت عاصمة حاول الكثيرون اخضاعها لكنها تبقى عصية على الاسر والاعتقال، منيعة ضد الوصاية والاحتلال”.

وقالت: “مدينة الرابع عشر من اذار برغم دخان السابع من ايار هي الضوء الصاعد وسط منطقة تلفها الظلمات. كل عام وانتم بخير، كل عام ولبنان بألف ألف خير”.

أضافت: “بعضهم ينسى وبعضهم يحاول ان ينشر ظلالاً من التردد والخوف وسط ضباب التساؤلات لكنه قامة لا تنكسر، قمرنا هنا، شمسنا هنا، وليس للغيم بيننا من مكان وكل شيء في هذه الامسية الرمضانية يحملنا منك واليك”.

وتوجهت الى الرئيس سعد الحريري، بالقول: “فيا سعد رفيق الحريري.. ليشهد الله في هذه الليالي المباركة أننا سنُكمل المسيرة معك مهما غلت التضحيات، ولن نسمح لاحد بتعطيل مشروعنا الوطني في الوحدة والاعمار والانماء مهما كان ضجيجهم عاليا، قرقعة صوت أو قرقعة سلاح”.

وقالت: “نعم مختلفون حتى يصبح المدى لاجيالنا اوسع من ساحات السيوف والسلاح. نعم مختلفون لاننا نريد مواطنة لبنانية حقة، وانتم تريدون جزرا طائفية ومذهبية وكانتونات، العبور الى الدولة لا يحتمل لغة الغرائز والعصبيات والهويات الضيقة والمنطق الذي اخذنا الى التفكك والانهيار والحروب الاهلية سنوات وسنوات. لا يحتمل العقول المغلقة على مساحة الحارات والازقة والاحياء من اجل مقعد بلدي هنا او مختار هناك”.

أضافت: “الطريق الى بيت الوسط لا يحتاج الى مزايدات ودروس لابن الشهيد في حماية إرث الشهيد، بعد كل ما قدم من عظيم التضحيات. مدينة ترتقي فوق الاذى والجراح والعذبات هي

بيروت.. النشيد.. الزمان.. الاغنيات.. هي بيروت الحلم.. الروح.. الحياة.. الذكريات.. هي بيروت نبض العروبة ومساحة الحريات.. هي بيروت ساحتنا وواحتنا عاصمة الشهداء والحقيقة والعدالة”.

وأكملت في السياق عينه، “انها عاصمة رفيق الحريري وسعد الحريري حدود خلاص لبنان. ومن بيروت نقول: نعم نحن مختلفون عنكم في عشقنا للبلد.. ومستقبل البلد وانتم المغامرون بالبلد ومستقبل البلد.. مختلفون.. في هوية البلد وعروبة البلد.. وانتم الساعون الى غربة الولد في البلد.. مختلفون في مواجهة قوى الظلم والعدوان.. هي الدولة التي لا تقبل ان يضع احدهم يده على قرارها الوطني يبدأ برفض المحكمة الدولية وينتهي بتقديس الجناة”.

وختمت: “العبور الى الدولة لا يستوي بالسيدة المنقوصة ولا يستقيم مع الامن بالتراضي والسلاح المتفلت. والعبور الى الدولة أخيراً هو بالوقوف الى جانب اهلنا الضحايا منهم والمشردين في سوريا وليس بامداد الطاغية بخيرة شبابنا على مذبح الاستبداد. ان الطريق الى المستقبل يبقى بالابتعاد عن حروب الاصوليات ونبذ التطرف والارهاب وكل ظواهر التكفير والاستبداد على حد سواء”.

________________________________________________________

السابق
انفجار كبير يهز بيروت: لا نريد أن يستشهد سعد الحريري
التالي
هل فهم صاحب بنك لبنان الرسالة من التفجير؟