لماذا كان التحريض على «بنك لبنان والمهجر» دون سواه؟‏

ما إن دوى الإنفجار ليل أمس، واتضح أنّ المستهدف منه هو بنك لبنان والمهجر، حتى بدأ إعلاميون وناشطون يستعيدون تهديدات طالت هذا المصرف منذ بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على حزب الله.

لبنان والمهجر هو أكثر المصارف تشددًا في فرض العقوبات المالية وفي إغلاق الحسابات الحزبية، وقد واجهته حملة تحريض في اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعض منابر الممانعة وأقلامها.

فها هو صحافي الأخبار حسن عليق يكتب عبر صفحته فيسبوك قبل الإنفجار بيومين “لأخذ العلم بنك لبنان والمهجر (blom)، لصاحبه سعد الازهري، هو الأكثر اندفاعاً بين المصارف لتطبيق العقوبات الأميركية. يصرّ هذا المصرف على تنفيذ ما يطلبه الأميركيون، وما لا يطلبونه أيضًا“.

 

ويكتب أيضاً في عدد السبت 11 حزيران الصادر عن الجريدة نفسها تحت عنوان “حزب الله للمصارف وسلامة: كفى تآمراً”، ” تضيف المصادر: «كما ان الإسترسال في تطبيق عقوبات عنصرية من جانب بعض المصارف (بنك لبنان والمهجر، على سبيل المثال لا الحصر)».

الضاحية

هذا وقبل أربعة أيام من تاريخه أشارت جريدة الأخبار أيضاً في مقال لـ “محمد وهبة” تحت عنوان “حزب الله: مصارف متواطئة ومواقف سلامة مريبة”، أن “ثاني أكبر مصرف لبناني (بنك لبنان والمهجر) هو بين بضعة مصارف أقفلت حسابات، فيما تراجعت مصارف أخرى عن محاولتها“. 

هذه المواقف التحريضية ضد القطاع المصرفي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وضد مصرف لبنان والمهجر على وجه الخصوص تبناها موقع “الضاحية دوت كوم “بدوره الذي وصف في منشور له المصرف بأنّه “اسرائيلي أكثر من اسرائيل”.

هذه المعطيات جميعها حوّلت انفجار أمس إلى تحريض حتمي، فتوّجت أصابع الاتهام الأولية من عدد من السياسيين والمتابعين للممانعة واضعين هذا التفجير الذي لم يصب أحدا إلا المصرف في قالب الرسالة القاسية لصاحب بنك لبنان والمهجر سعد الأزهري ولحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والذي يتعرض بدوره لهجوم مكثف من الممانعة سياسة وجمهوراً.

الخبير الإقتصادي ومستشار وزير الاقتصاد البروفيسور جاسم عجاقة، أوضح لـ”جنوبية” فيما يتعلق بالتحريض على بنك لبنان والمهجر وتشدده بالعقوبات على حزب الله أنّ “من المبكر استباق التحقيقات ومعرفة من المسؤول“.

وأضاف “الرسالة لم تصل، بل وصل عكسها، التفجير حثّ أكثر المصارف التجارية على تطبيق العقوبات، ومنح مناعة أكثر، وهذا يبرر أنّه من الممكن أن يكون هناك طابور خامس قد نفّذ هذا التفجير“.

إقرأ أيضاً:  كيف سيتصرف لبنان بعد رسالة تفجير «لبنان والمهجر»؟

وأردف عجاقة أنّ “نتيجة لهذا الانفجار، وصل دعم سياسي للقطاع المصرفي، وهذه المرة الأولى التي يدعم بها العديد من رجال الطبقة السياسية هذا القطاع، وكان هناك دعم خارجي من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي هناك استمرار بملف العقوبات ولن يكون هناك تأثيراً على مجراها“.

وأشار أنّه “طالما لم نعرف من المنفذ لن نستطيع أن نحدد سبب استهداف لبنان والمهجر حتى وإن كان أكثر من أغلق الحسابات أو لأسباب أخرى، لذا لا بدّ من انتظار التحقيق“.

إقرأ أيضاً: تهديد ايراني لمصارف لبنان يستبق تفجير لبنان والمهجر

وعن تأثّر القطاع المصرفي سلباً في حال حدوث انفجارات أخرى، أكد “أنّه في حال استهدفت انفجارات أخرى القطاع المصرفي، لن يكون هناك من نتائج، فالمصارف لديها خطط الاستمرارية، فإن انفجر المبنى او احترق او دمّر هناك أماكن أخرى يستمرون منها بشكل طبيعي“.

وتابع “إن حدث أو لم يحدث لن يغير ذلك شيء في الواقع، ولا منفعة من الاستمرار بهذا الأمر“.

وأضاف عجاقة أنّه “من ناحية التشغيل لا يمكن أن يطال أحد المصرف فهو يعمل على الشبكة الالكترونية التي تمتد بين جميع فروعه ولا إشكالية لديه أن يعمل من أيّ فرع،

وكذلك حجم القطاع المصرفي يبلغ أربعة أو خمسة أضعاف حجم الاقتصاد اللبناني“.

وأشار “أنّه لو وقف لبنان كله يمكن للمصارف أن يموّل لبنان لخمس سنوات دون أيّ اشكالية“.

كما أوضح أنّه “لن يكون هناك أيّ تداعيات على القطاع السياحي أو غيره من القطاعات فالانفجار لم يؤذِ أحدا إلاَ الزجاج”.

السابق
تضاعف أعداد الضحايا من الأطفال والنساء في سوريا
التالي
مواقع التواصل انفجرت اتهامات بعد تفجير لبنان والمهجر!