في انفصام تام جسّد هذا المسلسل العروبة على أنّها همجية، وسخّر الشخصية لنقل تقاليد وعادات لا تشبه البيئة الحاضنة.
“نمس” و “تنكة”، شخصيتان مثال للعاطلين عن العمل، ولمن يستعطفون الحسنة من كل عابر، أما الحارة فلا تشبه “الحارة” ولا أهلها!
إقرأ أيضًا: نجم باب الحارة الجزء الثامن عبر فيسبوك: نادم كل الندم على مشاركتي في المسلسل
هذا المسلسل الذي لم يكتفِ القيمون عليه بتبديل الأبطال بطريقة لا منطقية ومغلوطة بالتفاصيل ومليئة التناقضات التي التمسها المشاهد من خلال إعادة شخصيات الأموات و تنافر الأحداث، وإنّما لجأ في هذا الجزء إلى مفارقة لاذعة بين الواقع والصورة، فنقل للمشاهد البيئة الشامية على غير ما هي عليه.
في مقابل التصوير الرديء للقيم الإسلامية وللحضارة الشامية، واستحداث شخصية حلبية ساخرة في ذمّ لما يعانيه أهالي هذه المنطقة على أرض الواقع من حصار، تظهر شخصية “سارة” اليهودية السمحة والراقية والتي تعرّف قيم الإسلام أكثر من أهله، والتي تتبع قيم الرسول و وصاياه.
إقرأ أيضاً: خمس شخصيات غيّبها الموت عن«باب الحارة» من هي؟
سارة التي فرض المسلسل حضورها كشخصية محورية، بهوية يهودية وأخلاق عربية ، ما هي إلا الصورة الملمّعة التي يفصل المخرج بها بين اليهود كدين وبين اسرائيل الدولة حليفة الروس الذين يقصفون الشعب السوري “وهم أهل باب الحارة” كما يحاول تصوريهم بسام الملا على أنّهم متخلفين ودواعش.
باب الحارة في جزئه الثامن، بلا باب ولا مفتاح، وأهل الحارة ليسوا ساكنيها هم الجلب الذين أراد المخرج والكاتب فيه أن ينقلوا صورة مشوّهة للإسلام والعروبة يؤثرون بها على المجتمع، فيتحوّل ابن البلد الى متطرف وارهابي يجوز نحره!