بعد حزب الله وأنصار الله…«حرس ثوري» لضمان خراب العراق!

دعا الجنرال الايراني محسن رفيق دوست، القائد السابق للحرس الثوري الى تشكيل "حرس ثوري عراقي" على شاكلة الحرس الثوري الإيراني.

قال محسن رفيق دوست في مقابلة له مع التلفزيون الإيراني: “في حال تكوين جيش الحرس الثوري العراقي نحن مستعدون للمساهمة بقوة في تشكيله“.وأردف القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني “الحرس الثوري الإيراني نموذج ممتاز وناجح ومجرب على المستوى الدولي، ويمكن أن يكون قدوة جيدة جدا لدول المنطقة“.

لا شك بان استراتيجية ايران في المنطقة ما زالت هي نفسها، دشنتها في التجربة الناجحة لتأسيس حزب الله في لبنان عندما استغلت ضعفه وتشتت ابنائه طائفيا، واحتلال جزء من ارضه من قبل اسرائيل، وهيمنة سوريا على الجزء الباقي وعلى القرار السياسي فيه.

حزب الله الذي تسلحه وتموله ايران منذ اكثر من 30 عاما، والتي زادت من وتيرة تسليحه بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 وذلك استعدادا لتوكيله مهاما إقليمية في سوريا واليمن والعراق، هذا التسلح  ضمن تفوقه على الجيش اللبناني وحافظ على وجوده العسكري الممتاز وعلى قواعد الصواريخ الايرانية الاستراتيجية الطويلة المدى التي نشرها في كافة الاراضي اللبنانية بحجة وجود خطر اسرائيلي، وهو تولى مهمة اضعاف الدولة اللبنانية بعد اغتيال الرئيس الحريري وانسحاب سوريا عام 2005، ليصبح القرار الامني والعسكري والسياسي بيده ويد ايران.

الحرس الثوري الايراني

هذه التجربة التي عدتها ايران ناجحة بالنسبة لها، فكررتها في اليمن وتمكنت من اختراق البيئة القبلية الطائفية فيه لتنشء ميليشيات أنصار الله المنبثقة من الأقلية الحوثية  التي دعمتها ايضا مالا وسلاحا  وتدريبا على نسق حزب الله، وهي تحالفت مع الرئيس السابق الطامع للعودة الى السلطة علي عبدالله صالح، وشنت حربا معه للعودة بالبلاد كما كانت قبل الثورة، والنتيجة هي ان الحرب ما زالت مستمرة وتفاقمت مع التدخل السعودي في اليمن دفاعا عن حدود المملكة الجنوبية.

إقرأ أيضاً: حلب مقبرة إيران: مقتل عقيد في الحرس الثوري

وفي العراق تم تشكيل “الحشد الشعبي” المكون من ميليشيات شيعية تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني على شاكلة قوات “التعبئة الشعبية الإيرانية” المعروفة باسم الباسيج.

كل هذه التجارب تعدها ايران ناجحة لسياستها لانها تؤمن  نفوذا لها في المنطقة وتقاسم مصالح بينها وبين الدول الكبرى، ولو أنها تحل وبالا وشؤما على تلك البلدان التي اخترقها هذا النفوذ، فلبنان وسوريا والعراق واليمن دول تزخر بالنفوذ الإيراني وكذلك بعدم الاستقرار والارهاب والحروب الدموية.

إقرأ أيضاً: بغداد في قبضة ميليشيات «الحرس الثوري»

وبالعودة الى العراق، ومن أجل منع عودة الوطن معافى من الانقسامات الطائفية بفعل الخطة التي وضعتها حكومة الدكتور حيدر العبادي، خصوصا بعد نجاح العبادي في بناء الجيش العراقي من كافة أطياف الشعب، وتمكنه من استرجاع مدن الرمادي وهيت والرطبة وغيرها من داعش دون دعم من “الحشد الشعبي”، وهو في طريقه الى استرجاع كامل مدينة الفلوجة بعد أيام، لذلك تعمد ايران والتابعين لها في العراق الى تصوير المعركة في اعلامهم وكأن الحرب طائفية وان الشيعة المدعومين من ايران هم من سوف ينتصرون على السنة المدعومين من السعودية!

ايران خائفة من تنامي قوة الجيش العراقي الموحد والقوي والقادر بفعل التسليح الغربي على قمع القلاقل والفتن في الداخل في المستقبل، لذلك تأتي هذه الدعوة من قبل الجنرال رفيق دوست لاستباق الامور وتجهيز ميليشيا أقوى من الجيش في العراق على نسق حزب الله في لبنان كي تضمن ضعف الدولة، وتكريس سيطرة طهران على القرار السياسي في بغداد.

السابق
هل السنّة العرب مستهدفون؟
التالي
هذا هو عمر متين منفذ الهجوم على ملهى المثليين في فلوريدا..