«حزب الله» في سورية… إلى أين وإلى متى؟

لم يعد يخفى على أحد أن «حزب الله» يخوض معركته في سورية التي يعتبرها أَهمّ وأَوْجب من معركته ضد اسرائيل لان قيادته ترى ان محاربة التكفيريين في سورية، من تنظيم «داعش» الى «جبهة النصرة» أَفْعل وأَخف وطأة عليه وعلى بيئته الحاضنة من ان تكون المعركة داخل لبنان، من شماله الى جنوبه مروراً بالعاصمة بيروت.

وتقول مصادر قيادية لـ «الراي» ان «حزب الله يعتبر ان الحرب في سورية هي حربه اكثر مما هي تخص النظام السوري، لان التكفيريين لم يعلنوا ان وجهتهم هي لبنان بعد سورية، بل هم أرسلوا الانتحاريين وانشأوا الخلايا الناشطة التي تحاربها وتلاحقها الاجهزة الامنية اللبنانية والغربية لان استقرار لبنان يدخل في حسابات الدول الغربية التي رأت ما حصل في ليبيا وفي العراق وفي سورية، وان تدخلاتها الحمقاء أنتجت دولاً فاشلة بلا سلطة مركزية، وان الوضع الذي أُوجد أطلق حالة من الفوضى العارمة هدّدت الجميع».

ويشرح المصدر لـ «الراي» ان «حزب الله دفع اكثر من 1400 شهيد ونحو 8000 جريح في الحرب السورية. وهذا العدد ليس بقليل اذ ان كل عنصر وقيادي يسقط في سورية يدوي صداه داخل المؤسسة التي اصبحت قوية لانها تستمدّ استمراريتها من الشعب ومن البيئة التي اقتنعت بان التكفيريين يهدفون – كما صرح علماؤهم – لإنهاء الشيعة من الوجود كلياً. الا ان حزب الله مستعدّ لعدد مضاعف من الشهداء مرة ومرتين وثلاث مرات الى حين إبعاد الخطر التكفيري عن شعبنا وأبناء لبنان وكسْر امتداده الى ما وراء الحدود السورية».

إقرأ أيضًا: حزب الله يهاجم حاكم مصرف لبنان ويعتبر مواقفه «مريبة»!

ويقول المصدر ان «حزب الله موجود في العاصمة السورية وحولها وفي حمص وحماة ودرعا وان قوته الدائمة الموجودة في سورية يفوق عددها 15000 عنصر وقيادي على امتداد الجغرافيا السورية، وان تواجده في أماكن مثل حلب يقتصر على بعض الخبراء، وكذلك في دير الزور والفوعة وكفريا ونبل والزهراء وشمال حلب، إلا ان قواته الأساسية قد أعادت انتشارها الى حين يقتنع الحليف الروسي ان الولايات المتحدة ترغب في إضاعة الوقت ولا تريد فصل جبهة النصرة عن الفصائل المسلحة الأخرى لان لا مصلحة لها بإنهاء الوضع السوري الذي بدأ يتجه لمصلحة دمشق».

ويضيف المصدر نفسه ان «روسيا ستعيد تدخلها في سورية الى ما كانت عليه الامور ما قبل وقف اطلاق النار ولكن بشكل تدريجي وليس بالقوة النارية التي استخدمتْها خلال ستة أشهر وأحدثت فيها فارقاً مهماً على المسرح العسكري السوري. والواضح لدينا ان روسيا تريد التدخل بشكل أَخفّ لان الكرملين بانتظار الرئيس الاميركي الجديد ليبني على سياسته الجديدة تجاه سورية ويقرر إما المضي بالمصالحة والضرب الانتقائي وإما العودة الى الضربة الحديدية التي استخدمها لدفع المسلحين الى ما وراء الحدود الأمنية والاستراتيجية في اللاذقية وريفها وحلب وريفها ودمشق ودرعا وأريافها. واليوم نلاحظ ان روسيا تستخدم قواتها الجوية لضرب أهداف محددة ضد المسلحين المنضوين تحت سقف واحد مع القاعدة في سورية، الا انها لا تطلب عملية عسكرية واسعة مؤلفة من قوى مشاة تستثمر الجهد الجوي، ما عدا الجبهة التي تتجه نحو مطار الطبقة العسكري».

إقرأ أيضاً: حزب الله يعلنها مقاومة ضد رياض سلامة

ويكشف المصدر ان «روسيا تخشى ان تستولي قوات سورية الديموقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة على مطار الطبقة العسكري الضخم لتنشئ عليه قاعدة جوية ثابتة لعشرات السنين المقبلة، ومن هنا أتى الدعم الجوي الكثيف من روسيا لتَقاسُم المنطقة مع اميركا وكي لا تتركها وحدها في الشمال الشرقي لحلب والرقة، قلب المعقل الرئيسي لداعش».

(الراي)

السابق
تمزيق صور الخميني وخامنئي في محافظات عراقية جنوبية
التالي
هدية الممانعة الى نتنياهو عربون صداقة وتعاون