هاشم السلمان في ذكراه الثالثة: وما زال القاتل قديساً!‏

هاشم السلمان
هي الذكرى الثالثة لاستشهاد الشاب هاشم السلمان، الذي قضي أمام السفارة الايرانية في بيروت برصاص متعمد لأنّه قرّر ورفاقه أن يرفعوا الصوت ضدّ ولاية الفقيه الايرانية التي دفعت حزب الله لكي يرسل شباب لبنان الشيعة الى سوريا لحماية نظام بشار الاسد الذي يقتل الشعب السوري منذ حوالي الخمس سنوات.

اعتصام سلمي بدعوة من حزب «الانتماء اللبناني» شارك فيه الشهيد سلمان رفضًا لقرار حزب الله في المشاركة بالحرب السورية، هاشم الذي اعتقد أنّ مشاركته في الاعتصام ستكون صرخةً بوجه من يساندون القاتل في سوريا، إلاّ أنّ القتلة الذين انقضوا على المعتصمين أخافوا صرختهم السلمية فقتلوا هاشم برصاصات غدرهم وأمام مرأى القوى الأمنية والجيش اللبناني الذين منعوا من الاقتراب من ساحة الجريمة من قبل حرس السفارة الايرانية وعناصر حزب الله.

مكان الجريمة والزمان والغاية والصور الموثقة للمجرمين كلها موجودة في ملف التحقيق وفي الاعلام وهي لا تحتمل أي تأويل أو ضبابية بأن الشخص أو الأشخاص المتورطين هم ينتمون الى تنظيم حزب الله. إلاّ أنّ الحزب عَمَدَ على حماية الجناة، وضغط من أجل فرض تعثر مقصود على  المسار القضائي لهذا الملف، على الرغم من أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد وصف ما جرى يومها بأنه «حادثة مرفوضة وغير مقبولة ومدانة » وقال: «انها  حادثة عفوية وقتل فيها شخص عزيز” معتبرا انه “قتل مظلوما أيا كان قاتله، وهذا الامر خاضع للتحقيق ويجب الا يضيع هذا الحق» إلاّ أنّ ما فعله على أرض الواقع في هذه القضية ومن خلفه السفارة الايرانية يؤكّد عكس ذلك فقتلة السلمان تحولوا الى «قديسين» في سلسلة «قديسي» حزب الله الذين ينفذون أجندته «الاجرامية» داخل وخارج لبنان.

إقرأ أيضاً: عن المناضل المخلص ركن آبادي.. والشهيد هاشم السلمان

وفي هذا السياق أكّد صلاح السلمان شقيق هاشم السلمان لـ«جنوبية»، أنّ «القضية لا تزال عالقة وممنوع ملاحقة الفاعلين المعروفين، قد تم ارسال مذكرات وكتاب الى جميع الاجهزة الأمنية ومن ضمنهم وزارة الداخلية إلاّ أنّه حتى اللحظة لم يتم التجاوب لتوقيف قتلة هاشم».

هاشم السلمان

وتابع السلمان «نحن متروكون لوحدنا، فهاشم استشهد من أجل وطنه، وهو ذهب ليعتصم أمام السفارة وهو يحمل رسالة خوف على شباب لبنان الذين أرسلهم حزب الله للحرب السورية، وما سيترتب على ذلك من  اشعال فتيل الفتنة في لبنان وتغذية التطرف، هاشم ذهب من أجل رفض قتال حزب الله في سوريا وقتله هناك للشعب السوري».

إقرأ أيضاً: هاشم السلمان ضحية حزب الله الإيراني… والشهيد حيٌّ في قلوب الناشطين

وأكّد السلمان أنّ «حزب الانتماء لم يفعل أي شيئ من أجل هاشم، بل أنّهم يستغلون قضية هاشم ويثيرونها في الخطابات والاعلام عندما لا يكون لديهم أي شيئ أو قضية ليتحدثوا فيها» وختم السلمان «نحن مستمرون في قضيتنا الى حين القبض على قتلة هاشم، وسنبقى نعلي الصوت في قضيتنا لأننا لا ننقل البندقية من كتف الى كتف كما كثيرون».

وحدهم عائلة هاشم السلمان لا تزال تحمل القضية وسائرة بها حتى الرمق الأخير على أمل أن تعود الدولة وتبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، لكي يلقى المجرم جزاءه .

السابق
كلمة الرئيس الحريري في بيت الوسط
التالي
سامحنا يا هاشم