استعادة الأسد سوريا ليس شأن روسيا

تحدث أحد أبرز “روس” نيويورك عن روسيا وأميركا وعلاقتهما، قال: “نحن والأميركيون نتعاون حالياً في تنفيذ قرارات مجلس الأمن وخصوصاً التي منها تتعلق بضرورة حصول تسوية سياسية في سوريا وضرب الإرهاب. حمايتنا لبشار الأسد حصلت بطلب من إيران عندما شعرت إنه سينهار. انسحبنا لكن لا تزال لنا قوات وقاعدة جوية وأخرى بحرية”. علّقت: قال الرئيس الأسد أنه سيستعيد السيطرة على سوريا كلها. هل ستساعدونه في ذلك؟ أجاب: “ماذا يعني ذلك؟ نحن سلاحنا ومدفعيتنا ونيراننا موجّهة كلها ضد “داعش”. علّقت: جيش الأسد يشعر بالتعب وربما بالانهاك. وهو قيد إعادة التأهيل الآن ويتلقّى التدريب الذي يحتاج إليه والسلاح. كما أن ميشيليات إيران وفي مقدمها “حزب الله” تساعده.

فهل يستعيد المناطق التي خرجت عن سيطرته وهل ستساعدونه في ذلك؟ أجاب: “نحن مع حل سياسي في سوريا لا مع حل عسكري. نساعد في ضرب “داعش” والإرهاب. أما استعادة الأسد المناطق الأخرى فلا شأن لنا بها. المهم تنفيذ قرارات مجلس الأمن”. سألت: ما رأيك في الفيديرالية التي اقترحها حلاً لسوريا أحد المسؤولين في موسكو أخيراً؟ أجاب: “هذا أمر يقرِّره السوريون”. علّقت: كيف يقرّرونه وملايين منهم نازحة ومهجرة داخل سوريا وفي الدول المجاورة لها كما في العالم؟

علماً أن الذين يقيمون في مناطق سيطرة الأسد قد يؤيدونه. ردّ: “هذا تفسيرك أو تفسيركم أنتم. نحن نقول لا شأن لنا بذلك. الشعب السوري يقرِّر، والمهم عملية سياسية وحلّ سياسي”. علّقت: هناك انطباع في واشنطن ونيويورك كما في المنطقة أن مؤتمر جنيف الحالي المخصص للبحث عن حلّ سياسي للأزمة السورية لن يسفر عن نتيجة وأن مؤتمرات كثيرة أخرى ستعقبه لأن لا مجال لحلول الآن. ردّ: “لم نقل أن هناك حلولاً سريعة. هذه قضية تحتاج إلى وقت لكي تجد حلاً لها. المهم تطبيق قرارات مجلس الأمن. ما جرى في ليبيا لم يشجعنا في روسيا، كما لم يشجع أحداً. كانت الدول في المنطقة مستقرة لكنها فرطت. وليبيا كانت مثالاً على ذلك. سايكس – بيكو (نظام إقليمي) فرط، من فرطه؟”. ماذا عن علاقات روسيا مع دول الخليج العربية؟ سألت. أجاب: “نحن والخليج علاقتنا جيدة. لا تمتلك دوله العربية خطة. إنها تريد الحصول على مساعدة من الآخرين. نحن لم نقدّم هذه المساعدة. لا وجود لخطة جدّية عندها. وقد تكون لَعِبت المنافسة داخل العائلة المالكة (السعودية) دوراً في ما يجري وليس الخطط الغائبة. هناك تنافس بين ولي ولي العهد محمد بن سلمان وابن عمه ولي العهد محمد بن نايف. بن نايف ذكي وشاطر. نحن نتعاون مع دول الخليج كلها”.

اقرا ايضًا: السوريات لسن في مجلس الشعب.. إنهن يجمعن الجثث
علّقت: تسود في السعودية عقلية نحن نشتري حمايتنا بفلوسنا من الخارج، أي ندفع لتوفير هذه الحماية الخارجية، هذا لا يمشي أو ربما لم يعد يمشي. هل طلبت إيران من روسيا حماية الأسد عندما شعرت أنه ينهار، أو هل كان الحاج قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” هو من زار موسكو وأجرى محادثات حول هذا الموضوع؟ تهرّب من الجواب قائلاً: “أنتم في الشرق ولبنان خصوصاً عندكم الكثير من الـSpeculation أي التحزّر والتخمين”. علّقت: “قد يكون في جوابك شيء من الصحة، لكن لا تخمين في ما قُلتُه. أنا لي صداقات مع الجميع وأحظى باحترامهم وقد سمعت الكلام الذي قُلتُه من منابعه ومصادره. على كل لنتحدث عن تركيا. ما رأيك في تحركات رئيسها أردوغان وسياساته؟ أجاب: “هذا تصرف تركي بل عثماني قديم”. علّقت: خيَّب أردوغان آمال السوريين الثائرين على الأسد بعدما توقعوا منه مساعدة جدية. وتركيا خسرت في هذا المجال. ما هو مستقبلها في رأيك؟ أجاب: “لا أدخل في هذا الأمر. ما قلته عن السعودية ومصر (خيبة كل واحدة من الأخرى التي ورد ذكرها في أكثر من “موقف”) صحيح. جنون العظمة سيطر على أردوغان. أسقط طائرة وقتل اثنين من مواطنينا. نحن ساعدناه كثيراً، وأقمنا علاقات جيدة وودِّية جداً معه، لكنه لم يقدِّر ذلك”. سألت:

هل تعتقدون بوجود ازدواجية في تعاطي السعودية وتركيا مع موضوع الإرهاب؟ يقول كثيرون إنهما تموّلان “داعش” و”النصرة” وغيرهما. وهما تنفيان ذلك.

والآن هما جزء من الحرب على الإرهاب. هل انتهى هذا التمويل في رأيك؟

بماذا أجاب؟

(النهار)

السابق
ما لا تعرفعه عن الـ «يورو 2016»
التالي
هزيمة «داعش» قد تتحول انتصاراً أجوف