كي لا تنهار جبهة الاستقلاليين في حربنا الافتراضية

إنّ مايصدر عن مواقع التواصل الاجتماعي يشكل انعكاسًا عمليا للوضع المحلي والإقليمي، وقد مكنت الساحة التويترية بدورها الناشطين من إيصال الصوت والاعتراض والتضامن بهاشتاغ.

لا تنفصل مواقع التواصل الاجتماعي عن المشهدية السياسية والاجتماعية للبنان، بل يمكن القول أنّ لبنان آخر في شبكة عنكبوتية عالمية، ولحزب الله ومشروعه ورهانه وارتهانه إن للنظام السوري أو الإيراني، مساحة واسعة في هذا العالم الافتراضي كي يطلق انصاره تغريداتهم وتعليقاتهم.

ولا يغيب الحزب نفسه عن هذه الجبهات الافتراصية فيظهر جيشه الالكتروني المنظم والموّحد، كما يحضر نجل السيد حسن نصرالله جواد ناشطًا فعالًا عليها يشارك في اقتراح الهاشتاغ ويعمل على تفعيله ليتحوّل ‘ترند’.

الجبهة المجازية، السلطة الخامسة، القوى الافتراضية، ثلاث عناوين لهدف واحد وهو خط الممانعة ودعمه بالسوشيال ميديا.

في المقابل تظهر الجبهات المعارضة، منها ما هو حزبي، ومنها ما هو عفوي شبابي منطلق من ثوابت ثورة الأرز لا يغطيه أيّ تمويل ولا دعم ولا يتمتع بحصانة سياسية.
هذه الجبهات المستقلة والتي أسسها مجموعة من الشباب على اختلاف تنوعاتهم تعكس صورة لبنان الثورة وصورة الرابع عشر من آذار، منهم مجموعة ميديا هاشتاغ والتي لعبت في السنة الأخيرة دورًا فعالًا ومواجهًا لجيش حزب الله الالكتروني فكان الهاشتاغ والهاشتاغ المضاد هو ترند دائم بين الطرفين.

إقرأ أيضًا: حزب الله و لعنة السوشيال ميديا

إلا أنّ الانقسام السياسي الذي واجهته قوى 14 آذار مؤخرًا من انقسام الحريري – ريفي، المستقبل – القوات، المشنوق – الحريري، وغيرها من تطوّرات سياسية أصابت بيت ثورة الأرز، شكّلت ثقلاً على المغردين وعلى هذه المجموعة فتحوّل كل هاشتاغ ناقد إلى موضوع جدل وخلاف.

الجبهة المجازية
هذه المجموعة التي شكلّت خصمًا الكترونيًا قويًا لجمهور حزب الله، ولجبهاته، تدفع حاليًا فاتورة ما يعانيه بيت المستقبل وحلفاؤه من تنافرات وتقاطعات، ومن حروب تويترية لا سيما بين المستقبل والقوات والتي آخرها السجال الالكتروني الحاد الذي ترافق مع مباراة الحكمة والرياضي أمّا أوّلها فحدّث ولا حرج.

إلا أنّه ومع كل الانشقاقات، لا بدّ من العودة.
فالصفحات الاجتماعية لم تعدّ منبرًا للتسلية وال 140 حرفًا تويتريًا قد أثبت أنّه سلاح حضاري في وجه من يشرّع السلاح، وأنّ التغريدة تهز عرش الأسياد، وهذا ما شهدناه مؤخرًا في أكثر من إطلالة للسيد حسن نصرالله وجه بها نقدًا للناشطين الخصوم حاول من خلاله شيطنتهم.

إقرأ أيضًا: الناشطون يرفعون الصوت: #حزب_الله_يغتال_عرسال

لذا، نقول لهؤلاء، انه لا بدّ من التعالي عن الخلافات ضمن الخط الواحد، والعودة للعنوان الأوضح وهو “لبنان”، لبنان الذي يواجه مثقفوه وناشطوه بتغريدات، مشروع حزب الله، ويعكسون الحرية والديمقراطية والسيادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

غياب الجبهة المضادة لحزب الله، هو انتصار الكتروني لجبهاته المجازية، وهو أيضًا تنازل عن القضية.

فجددوا إيمانكم، وعودوا لثوابتكم، ما يجمعكم ليس السياسة والاصطفافات وإنّما الوطن والإيمان والإنسانية، والثورة على كل مظلوم ضد أيّ ظالم وطاغية.

السابق
حقائق لا تعرفها عن هيلاري كلينتون
التالي
«المسألة الشرقية»