كيف سيواجه «المستقبل» قضم ريفي لـ«الساحة الزرقاء»؟

كتب غسان ريفي في” السفير”: كيف سيواجه «المستقبل» قضم ريفي لـ«الساحة الزرقاء»؟

تعيش قيادة «المستقبل» في طرابلس حالة إرباك سياسي لا مثيل لها، وذلك غداة النتائج الصاعقة التي أفرزتها الانتخابات البلدية، ولا سيما سقوط لائحة «التحالف السياسي العريض» الذي كان الرئيس سعد الحريري جزءا أساسيا منه في مواجهة لائحة المجتمع المدني التي دعمها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي. يمكن القول إن النتائج البلدية جعلت الحريري يدرك تماما أن المياه كانت تجري من تحت قدميه ومن تحت أقدام قياداته الطرابلسية من دون أن يشعر أحد منهم بذلك، ومن المفترض أن يكون هذا الإرباك الناجم عن تمدد ريفي، المحور الأساس في اجتماع المكتب السياسي لـ «تيار المستقبل» الذي سيُعقد برئاسة الحريري في غضون الأيام القليلة المقبلة، وسيناقش كل الخيارات المطروحة، وانعكاسات كل منها على التيار وجمهوره، خصوصا أن أياً من هذه الخيارات لن يكون سهلا، لا سيما في ظل الأزمة المالية التي تتفاقم يوما بعد يوم، وتمسك التيار بخياراته الوطنية سواء على صعيد ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، أو الحوار مع «حزب الله». ويشير مطلعون على أجواء التحضيرات لاجتماع المكتب السياسي، إلى أن التيار لا يستطيع تجاهل ظاهرة أشرف ريفي خصوصا في ظل طموحاته السياسية الكبيرة،. ويضيف هؤلاء أن التيار لا يستطيع أيضا مهادنة ريفي أو التعاون معه أو حتى التحالف، «لأن ذلك يُعتبر بمثابة الهزيمة السياسية للرئيس الحريري شخصيا، ويفتح الباب على مصراعيه ضمن «تيار المستقبل» أمام بروز حالات مماثلة، وكذلك لا يستطيع التيار فتح الحرب على ريفي ومواجهته، لأن ذلك سيمده بالمزيد من التعاطف الشعبي». وتقول مصادر «مستقبلية» لـ «السفير»: «لقد خسرنا معركة بلدية طرابلس بسبب عوامل كثيرة، لكن هذا لا يجعلنا خاسرين سياسيا أمام ريفي أو غيره، كما أن ظاهرته لا تخيفنا، خصوصا أن الشعارات التي يرفعها لا نختلف عليها معه، بل هي من ثوابتنا وثوابت قوى 14 آذار التي لا نحيد عنها، ونحن متمسكون بها الى أبعد الحدود، لكننا أيضا متمسكون بأمن وطننا واستقراره وهذا ما لا يمكن أن نساوم عليه، وبالتالي من حق ريفي أن يعمل بالسياسة وأن يطمح الى زعامة، ونحن علينا أن نعود الى أهلنا وناسنا وهذه العودة وحدها تعيد كثير من هذه الظواهر الى حجمها الطبيعي».

السابق
200 طلب طعن بخصوص الانتخابات البلدية
التالي
المشنوق للحريري: هذه روايتي.. وليست إدانتي!