صوموا تصحوا…ولكن ليس في زماننا!

"ليس منّا من بات شبعان وجاره جائع" عبارة جاءت في حديث النبي محمد (ص) تحمل في طياتها الكثير من المعاني والقيم الانسانية فكيف مع قدوم شهر رمضان شهر البركة والخير.

لعلّ أهم القيم الرمضانية هي كونه فرصة للإحساس بجوع وحاجة الفقراء عبر التقشف والزهد في الطعام والشراب، وكذلك فان الطب اثبت صحة قول الرسول الكريم “صوموا تصحوا” لان الجسم بحاجة لراحة دورية من ثقل الطعام الدسم الذي يترتب عليه الاصابه بامراض شتى.

غير انه وعلى مر السنوات يفقد شهر الفقراء رمزيته وأسمى قيمه ليصبح رمزا للبذخ والتبذير دون الالتفات للفقراء والمحتاجين فينشغل المرء بنفسه وبإعداد الموائد العامرة بكلّ ما لذَّ وطاب، ولكن ينتهي الإفطار ولا تزال الموائد غنيَّةً بالأطباق والأطعمة، التي يكون مصيرها غالباً في سلّة القمامة، فيما هناك من ينام جائعا وربما يكون من أقرب الناس، ولا يملكون قوت يومهم وما يفطرون عليه.

رمضان
رمضان

في هذا السياق، تحدث الشيخ عباس حطيط لـ”جنوبية” عن فوائد وأهمية الصوم فقال إن “الصوم له فائدتان فائدة جسدية ونفسية.

وفيما يتعلق بالموائد والافطارات قال انه “من الواضح ان العوائل والأقارب والأصدقاء كانوا في الماضي يلتفون حول المائدة وهذا ما كان يترك أثرا ايجابيا على صلة الرحم لكن، الملاحظ أن الزمن اختلف في وقتنا هذا فزادت العلاقات الرسمية بين الأقارب والأخوة حتى بدأت تظهر في المجتمع مع ظهور الخلافات بسبب البعد وعدم الاجتماع حول ولائم المائدة “.
إقرأ أيضًا: كم ساعة سيصوم المسلمون ومن يصوم اقل في هذا الشهر؟
وعن ابتعاد الشريحة العظمى من الصائمين عن روح الزهد والتقشف الذي هو غاية اساسية للصوم قال  الشيخ حطيط” أنه هناك مشكلة أيضا لا تقل أهمية عما سبق تتعلق بالاكثار من الطعام في شهر الصوم فيقوم الناس بشراء الحاجيات وما لذ وطاب  في شهر رمضان”. وتابع “مع العلم أن الغاية من هذا الشهر الفضيل هو تنظيف الجسد وتأديب النفس. وهذا يعني أن الفائدة المتوخاة لا يحصل عليها  الصائمون اذ يقول الحديث الشريف ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه”.

ويحذّر الشَّيخ حطيط من الإسراف في تحضير الموائد الرمضانيّة، بحيث تكون هناك مبالغة في كميات الطّعام التي تحضّر، وبالتالي، تبقى هناك كميّات كبيرة على هذه الموائد. ويوضح قائلاً: “يتفنّن الكثيرون من النّاس في صناعة أصناف وألوان من الطّعام، وما لذ وطاب من الحلويات، فيما البعض يعيش في الفاقة والحاجة والحرمان، ولا يملكون قوت يومهم وما يفطرون عليه”.

إقرأ أيضًا: أسواق لبنان تصرخ: لا رمضان أنجدنا ولا العيد أنقذنا

كما لفت حطيط أنه “يضاف إلى هذا المشهد الموائد التي تقام في المطاعم ، والَّتي تلقى في نهاية المطاف المصير نفسه وهي ظاهرة تستحقّ الوقوف عندها، وبخاصّة مع المبالغة في تقديم الأطباق الرمضانيَّة من جهة،  إلا انه في النهاية ترمى في النفايات بدلا من اعطائها للأيتام والفقراء والمساكين. في وقت يقول الامام الصادق”انما فرض الله الصيام ليجد الغني معنى في الجوع فيرفق بالفقير”. وتابع “هذه الفلسفة تعني أن الانسان يميل إلى ما يشعر به أكثر من الوعظ”.

وخلص الشيخ حطيط إلى أن “القيم التي يقوم عليها شهر رمضان تفتقد في ايامنا، وأهمها مجالسة الفقراء والبحث عنهم ومساعدتهم لكن حالة التكبر أصبحت تسود المجتمع”.

السابق
حزب الله شريك في إهداء كرامة اللبنانيين إلى العدو الصهيوني
التالي
أسرة الأسعد تقاضي الأخبار