برّي.. الحريري واعتداله ضرورة

نبيه بري

حضرت مفاعيل النقاشات التلفزيونية والمقابلات التي تصدرت الاهتمامات السياسية،  لدى زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري إلى عين التينة، انطلاقاً من الحرص السعودي – اللبناني المشترك على الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، وفي ضوء الدعم الذي يتلقاه رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري من كل من رئيس المجلس نبيه برّي ورئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط، بالنظر إلى الموقع الذي يمثله رئيس تيّار “المستقبل” من قوة اعتدال من الضروري أن لا تتعرّض إلى أي وهن أو ضعف، نظراً لدور تيّار “المستقبل” في ترسيخ الاستقرار، سواء عبر المشاركة في حكومة “المصلحة الوطنية” أو الحوار الثنائي مع حزب الله، أو المشاركة بفعالية في طاولة الحوار الوطني من أجل إنتاج قانون جديد للإنتخابات، تعمل اللجان النيابية المشتركة بعد انتهاء الدورة العادية للمجلس على تكثيف الاجتماعات بهدف التوصّل إلى نقاط مشتركة من أجل إقرار قانون جديد والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة وإظهار الأحجام الحقيقية للقوى السياسية، بعيداً عن المزايدات والحسابات الخاطئة غير الواقعية والموهومة.

وحسب أوساط بري وفق “اللواء” في معرض تقييم الانتخابات البلدية في طرابلس والضجة التي أثارتها التصريحات الأخيرة للوزير نهاد المشنوق، أن اعتدال الحريري هو مطلب لبناني يتجاوز الطوائف والمناطق في هذه اللحظة الإقليمية والدولية الصعبة التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها لبنان. ووصفت هذه الأوساط إعتدال الحريري بأنه ساعد كثيراً على إقامة الحوار مع “حزب الله” وأن رئيس تيّار “المستقبل” ليس في وارد الانجرار إلى مواقف تصعيدية أو التراجع عن الإنفتاح.

وفي هذا المجال يقول قطب في 8 آذار لـ”الديار” ان بري الذي يدرك ماذا تعني العواصف الهوجاء واين تصل بالمنطقة، ينظر الى الحريري على انه ركيزة اساسية ليس فقط من ركائز الاستقرار في لبنان بل وركيزة اساسية من ركائز بقاء لبنان. واذا كانت ظروفه تفرض عليه ان يجاري محوراً اقليمياً معيناً، فهذا يندرج في اطار قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، مبتعداً كلياً عن لعبة الشارع، وهكذا يتواجد وزراؤه ووزراء “حزب الله” تحت سقف واحد، كما ان تيار المستقبل والحزب يعقدان جلسات حوارية لها تأثيرها في الحد من الاحتقان السياسي والمذهبي الذي يعصف بالبلاد. ويشير القطب الى ان بري يرى في الحريري “حليفاً استراتيجياً” في السياق الخاص بحماية لبنان من الحرائق، واذا كان هناك من يقول ان ايران اكثر دولة في العالم لها مصلحة في بقاء النظام الحالي في المملكة العربية السعودية لان البديل، حتماً، هو الخليفة وسواء حمل اسم ابي بكر البغدادي، ام اسم ابي بكر الحجازي، فان رئيس المجلس النيابي يعتبر ان من مصلحة الجميع، وليس فقط “حزب الله” ان يبقى الحريري الرقم واحد داخل الطائفة السنية لان البديل من طراز ذلك الوزير “الذي يؤجج النيران في الشوارع والحارات”.

هكذا ينقل ايضا عن عين التينة وفق “الديار”: “الحريري الاول و… الاوحد”. واذا كان هناك من ينظر الى زيارة دمشق على انها قفزة في المجهول، او تنازل يصل الى مستوى الفضيحة السياسية، فان مصادر عين التينة رأت فيها، في حينه وكما ترى الان، خطوة تاريخية ولا يقدم عليها سوى رجل دولة، ولقد اظهر الحريري انه رجل دولة فعلاً…

السابق
«إستوت» والجنرال رئيسا قبل آب..؟
التالي
إنفجار يهز إسطنبول قرب موقف للحافلات ومعلومات عن وقوع اصابات