حزب الله شريك في إهداء كرامة اللبنانيين إلى العدو الصهيوني

دبابة غنمها الجيش السوري من الجيش الإسرائيلي في لبنان في العام 1982، أهدتها سوريا لروسيا وتم وضعها في المتحف العسكري الروسي في موسكو، ليهديها مؤخرًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. فيما حزب الله حليف الاثنين النظام والروس يراقب هذه الواقعة من موقعه المقاوم دون أيّ تعليق.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، ويلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الثانية خلال شهرين. زيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون بين الكيان الصهيوني وروسيا الإتحادية في سورية. ولن ينسى نتنياهو، بطبيعة الحال، أن يشكر صديقه على الهدية الثمينة التي قدّمها له. أي تلك الدبابة الاسرائيلية التي وقعت في قبضة مقاومين لبنانيين وفلسطينيين في السلطان يعقوب بالبقاع في مثل هذه الأيام قبل 34 عامًا. وهي بمثابة هدية من الرئيس الأسد وحلفائه المقاومين، باعتبارهم قدموها هدية للقيادة الروسية التي وجدت من المناسب أن تعاد لإسرائيل.

الهدية الروسية تعكس الأجواء الإيجابية في التعاون على المستوى السوري. لم يحصل أيّ خطأ في التنسيق بين الدولتين. الطائرات الروسية تتحرك لتقصف عملاء اسرائيل من التكفيريين والطائرات الإسرائيلية تتصيد من تراه مناسبًا من “المقاومين”. وبطبيعة الحال اسرائيل تستهدف من هم حلفاء الروس، لكن لا يمنع ذلك أن يكون التعاون بين الدولتين الإسرائيلية والروسية في أحسن احواله. والمقتولون من الملمين، والعرب عمومًا. ولا مشكلة بين الروسي والإسرائيلي. تحت ظلال هذا التعاون وفي أفيائه قتل سمير القنطار ومصطفى بدر الدين. أكيد تمت تبرئة اسرائيل من دم بدر الدين، لكن باعتبار التكفيريين هم أداة اسرائيلية، بحسب المفوه في حزب الله الوزير حسين الحاج حسن، فلا فرق إن كان اغتاله تكفيري او اسرائيلي.

إقرأ أيضًا: حزب الله: الإنصياع لروسيا أو الهزيمة الكاملة

ليس هذا فحسب، بل نجح الروس إلى حدّ بعيد في وقف العنتريات الحزب اللهية على حدود الجولان، وأبدى حزب الله وإيران لاحقًا التزامهما بعدم الأضرار بالمصالح الاسرائيلية. فقد أبلغت القيادة الروسية مجموعة شروط عسكرية وقواعد تلتزم بها تحركات حزب الله في الميدان السوري. وما دام رصاص حزب الله لا يقتل جنودًا اسرائيليين، فليس هناك من أزمة مع قتال حزب الله في سورية. ليس من مشكلة لدى اسرائيل حين يقاتل حزب الله وحتى إذ يطور كفاءاته القتالية في حلب وفي دمشق وريف حمص. ذلك أنّ هذه الكفاءات التي يكتسبها مقاتلو حزب الله، من أبرز مميزاتها، أنّها كفاءات تتنامى مع خطاب إيديولوجي وبناء شخصية جديدة، لا ترى في العمق أنّ العدو هو اسرائيل، بل العدو الحقيقي هم أولئك الذين يحاولون سبي زينب، عليها السلام، مرتين  وأولئك التكفيريين الذين صاروا في وعي مقاتلي حزب الله هم الخطر الاول.

نتانياهو وبوتين

نتنياهو في موسكو والعلاقة الإسرائيلية الروسية تسير من حسن إلى أحسن. إذ شكلت هذه العلاقة أحد أسباب توفير عناصر الصمود للنظام السوري. فروسيا أحسنت بناء جسور من العلاقة مع اسرائيل من خلال الميدان السوري، ونجحت روسيا في تنظيم الخارطة العسكرية والسياسية بين كل الأطراف ذات المصلحة في بقاء نظام الأسد. من إيران وأداتها في سورية حزب الله والميليشيات العراقية والافغانية، روسيا نجحت في بناء عناصر الثقة على جبهة دعم الأسد، بين إيران وإسرائيل، وبواسطة سورية.

إقرأ أيضًا: بوتين يهدي نتنياهو دبابة إسرائيلية غنمها مقاتلون في لبنان

لذا يمكن فهم الصمت الإيراني ولطافة حزب الله وعدم التعبير عن أيّ غضب حيال التنسيق بين روسيا واسرائيل في الميدان السوري. لذا ليس من المستبعد أن تكون هدية روسيا إلى اسرائيل أمرًا كانت إيران وحزب الله على علم به. وقد يكونا راضيين عن هذه الفكرة. هذا ما يفسره الصمت من جهتيهما. أو عدم شعورهما بجرح أصاب كرامة المقاومة ووجدانها. لم يشعر أحد من عتاة المقاومة، والمتفجعين عند أيّ كلمة توجه ضدها، أنّهم كانوا معنيين بإدانة التصرف الروسي في الحد الادنى. هذا ما يجعل سهلاً القول أنّ الخطوات الروسية تجاه اسرائيل هي مطلب إيراني وحزب اللهي.

الدبابة التي مات آلاف اللبنانيين تحت ضرباتها، غنمها مقاومون فلسطينيون ولبنانيون وصادرها الجيش السوري “الممانع” في لبنان. وسكت حزب الله عن إهدائها للقاتل الإسرائيلي. سكت عن هدر كرامة اللبنانيين ودمائهم. والساكت عن الجريمة، شريك فيها.

السابق
مجددًا عناصر ميليشيوية تحاول اقتحام مجمع شمس الدين بالقوة
التالي
صوموا تصحوا…ولكن ليس في زماننا!