ما لم يقله نهاد المشنوق.. بعد!

كتبت كلير شكر في “السفير”: ما لم يقله نهاد المشنوق.. بعد!

يتردد في الفترة الأخيرة في أروقة فريق المستقبل ، الكثير من كلام الاعتراض والعتب والتساؤلات حول معاني وأسباب التنازلات التي راح «تيار المستقبل» بشخص رئيسه يقدمها الواحدة تلو الأخرى من دون أي استراتيجية واضحة قادرة أن تحمل طروحات الحريريين الى برّ الانتصار أو الطمأنينة السياسية… بينما هناك من يرفع سقفه عالياً ليضرب كل ثوابت بيت الوسط، متناغماً بذلك مع الهمس المكتوم الذي يضجّ به الشارع السني، والشمالي تحديداً.وقد كبر حجم اعتراضات «المستقبليين»، وفق ناسهم، مع تعليق الهبة السعودية والذي وكأنه من باب معاقبة الفريق «الأزرق» وليس الآخرين، الى حين تصوير الحريريين على أنهم يلهثون وراء مكاسب انتخابية آنية على حساب قناعاتهم وثوابتهم. بهذا المعنى، يعتبر هؤلاء أنّ التزامهم السقف المرسوم سعودياً لا يعني ضعفاً من جانبهم ولا هي شطارة من جانب الآخرين اذا ما تخطوه.هكذا، صار كلام المشنوق مرآة لما ينبض به الشارع «المستقبلي» واجتماعاته الداخلية التي لا تخلو من الانتقادات والدعوات المتكررة لوقف المسار التنازلي. بهذا المعنى أعيدت الكرة الى ملعب السعودية، الحاضنة الاقليمية لهذا الفريق، ليبوح وزير الداخلية علناً بما يُقال بشكل خافت وصامت.حتى في الفترة التحضيرية للانتخابات البلدية ضجّت مكاتب تيار «المستقبل» بسيل من الاستفهامات حول أسباب التفاهمات المنوي عقدها بلدياً ومبرراتها. ثمة دوماً حال من اللا قناعة لدى قواعد هذا الفريق وقياداته الوسطية تواجه السياسات العليا التي تأتيهم من فوق. ولهذا قدّم المشنوق مقاربته على أنها نقد ذاتي، ودعوة مفتوحة لمناقشة خيارات فريقه وأدائه لمعالجة مكامن الخلل وتصحيح الاعوجاج اذا ما ثبت حصوله. لكن السرّ لا يزال في التوقيت الذي دفع المشنوق الى اخراج ما ينضح به الإناء الى العلن، بعدما كان يُطبق عليه ويحصر بالداخل فقط. ثمة من يسأل في هذا السياق: 1- هل استُفزّ المشنوق لدرجة خلع القفازات وقول الأمور كما هي مع أنّ مسيرة الرجل ونجاحه في اجراء الانتخابات البلدية، كأحدث اختبار يخضع له، قادرة على تحصينه ودفعه نحو الأمام للإشراف على الانتخابات النيابية؟. 2- هل تعاطي حلفاء «تيار المستقبل» الذي يمكن وصفه بـ «الإحتفائي» مع الفوز الذي حققه ريفي في طرابلس هو الذي أملى على «الحريريين» اخراج «مظلوميتهم» الى العلن لتصويب الأمور قبل اندفاعها أكثر؟ 3- هل ثمة يدّ اقليمية قد تحاول استثمار النتائج الطرابلسية للبناء عليها، مع أنّ الزرق يجزمون بأنّ الرياض غير معنية بما جرى في العاصمة الشمالية، تحضيراً لمعركتها واستثماراً لنتائج صناديقها.. وكان لا بدّ من التصدي لها استباقياً؟

السابق
العسيري يستقبل المشنوق: ساعتا «غسل قلوب»
التالي
تداعيات كلام المشنوق مستمرة.. والحريري سيفصح عن”كل شيء” قريبا