دار الأيتام الإسلامية…لماذا تغاضت عن مغتصبين؟‏

عادت قضية الناشط طارق ملّاح مع دار الأيتام الاسلامية مجدداً إلى العلن، وذلك بعدما قرر ملاح مع شابين آخرين ان يعكروا صفو حفل دار الأيتام السنوي الرمضاني الذي اتخذ من ساحة الشهداء مقراً له عندما هَمَّ هؤلاء الشبان باعتلاء المنصة أثناء تأدية النشيد الوطني رافعين لافتات كتب عليها: "دار المجرمين بحقّ الأطفال". فما جرى؟ وما صحة تعرضهم للإعتداءات الجنسية عندما كانوا اطفالا نزلاء في دار الايتام ؟

حمل الناشط طارق ملّاح وثلاثة شبان آخرين كانوا قد  تعرضوا للاغتصاب والاعتداءات الجنسية في دار الأيتام الاسلامية وهم صغار، قضيتهم  أمام  الحاضرين من سياسيين ومعنيين بشؤون دار الأيتام في الحفل الرمضاني السنوي، إلا أنهم لم يتمكنوا من ايصال صرخاتهم بعدما تم نزع اللافتات من بين يدي ملّاح ومن ثم إنزالهم من عن المنصة التي يعتليها النائبين عاطف مجدلاني وعمّار حوري ومحافظ بيروت زياد شبيب و مدير عام دار الأيتام الوزير السابق خالد قباني ثم طردهم إلى الخارج.

ما حدث كان كفيلاً بإنهاء الحفل بعد أقلّ من ثلاثين دقيقة، فيما كان من المقرر أن يبدأ في تمام السابعة وكان من المفترض أن يمتد لأكثر من ساعة. وعلى الفور غادر قباني ومجدلاني وحوري على الفور.

ما حدث لم يمرّ مرور الكرام  إّذ خلق بلبلة لدى الرأي العام خصوصًا بعدما نشرت صور على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر فيها القوة التي مورست على الشبان لطردهم من الحفل.

وقد صرح الناشط طارق ملاح لـ “جنوبية” أن “الحفل كان فرصة لإعادة إحياء القضية وتذكير الرأي العام بها وخصوصاً في شهر رمضان الذي تمعن الدار في استغلال الأطفال خلاله، عبر حملاتها الإعلانيّة التي تبغي جمع التبرعات” لافتا إلى أنه “لم يستفد هو وغيره من الأطفال منها يوماً”.

دار الأيتام

وتابع “كنت على علم بالاحتفال وكوني تعرضت لإعتداء جنسي وبرفقة ضحايا آخرين دخلنا إلى الحفل حاملين اللافتات”. واعترض ملاح على تعبير اقتحام بالقول أن “الحفل كان في ساحة عامة وهي ساحة الشهداء“.

كما أكّد ملاح إلى “تعرضه للضرب والاعتداء من قبل شرطة بلدية بيروت وتم حملهم وطردهم من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي” قائلاً إنه “لا يكترث بالضرب الذي تعرّض له وبأنهم لن يتراجعوا، ولن يصمتوا”.

واعرب ملاح عن استغرابه “لصمت دار الأيتام والقييمين عليها على هذه المسألة سيما أن قضية الاغتصاب أصبحت أكيدة قائلا لا أدري “ان كانوا يتغاضوا وصامتين عن القضية أو أنهم لا يستطيعون فعل شيء”.

وأشار إلى أنه “كان يراهن على قباني المعروف بأنه شخص خيّر ولكن لم يصدر شي منه الى الآن”. متوعدا بأنه “سيكون هناك العديد من التحركات خلال شهر رمضان في سبيل المطالبة بحقوقهم”.

إقرأ أيضًا: حكايا أيتام في المدارس الداخلية بلبنان

رفض مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان  دار الايتام الاسلامية د. خالد قباني التعليق عما جرى في اتصال لـ”جنوبية” قائلاً إن “القضية لدى القضاء وانه سيترك القضاء يتخذ مجراه”.
أما محافظ بيروت زياد شبيب الذي ظهر  بشكل موثق ينتزع اللافتة من أيدي ملاح فور اقتحامه هو وأصدقائه المنصة اوضح لـ”حنوبية” أنه “تفاجأ بقدوم 3 شبان حاملين لافتات واقتحامهم المكان أثناء تأدية النشيد الوطني اللبناني”. مؤكدا أنه “لم يكن يدري فعلا من هؤلاء الشبان ولا يعلم شيئا عن قضيتهم ولم يكن المقصود ردعم بسبب هذه القضية، إنما كل ما في الأمر أن مشهد الاقتحام أفقده أعصابه سيما أنه تم مقاطعة النشيد الوطني المقدس”. وأضاف “طريقة التعبير لم تكن صحيحة وانه لا يجوز التقليل من هيبة الدولة بـ”حركات معيبة أثناء تعبيرنا عن حبّنا لوطننا”. مشددا على أن “النشيد يجب أن يحترم”. كما نفى شبيب أن “يكون عناصر شرطة البلدية قاموا بضرب ملاح ورفيقيه

ولفت شبيب إلى أنه “لم يكن على علم بتفاصيل قضية ملاح  وأنه من بعد الحادثة اطلع على القضية  وانه تأسف لما قرأه”.

إقرأ أيضًا: فضائح جنسية ضدّ الأطفال بلا محاسبة.. من دار الأيتام الإسلامية إلى SOS

وقال إن “كان هناك ظلم لا بد ان ينالوا حقهم ولكن ليس بهذه الطريقة الاستعراضية وعلى القضاء أن يأخذ مجراه “. معربا “عن استعداده لاستقبالهم والسماع لهم ومساعدتهم. وأضاف “لو قدموا  إلي  قبل لم أكن لأتردد بتقديم أي مساعدة”.

فيما يتعلّق بقضية الاغتصاب في دار الأيتام، فمنذ عشرين عاماً، أودع طارق الملاح في دار الأيتام الإسلامية. كان عمره تسع سنوات عندما تعرّض للاغتصاب من قبل ثلاثة «شبّان» (هم أطفال أيضاً في الدار تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاماً). بقي الملاح يتعرّض للاغتصاب حتى الـ14 من عمره، حينها قرر «الهرب». طوال خمس سنوات لم يتجرّأ الطفل/الشاب على الشكوى أو الإفصاح. ومنذ سنتان تقريبا قرر ملاح هو ومجموعة من رفاقه في الدار الذي تعضروا للمصير نفسهم كشف القضية إلى العلن من أجل تحصيل حقهم.

السابق
بعد فشل عون وفرنجية…رئاسة الجمهورية نحو شخصية مستقلة
التالي
مسؤول سعودي للمشنوق: لولانا لكنت في سجن تدمر‏