وفاة صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم محمد علي كلاي

بعيداً عن مناكفات السياسيين اللبنانيين وهموم الانتخابات البلدية والاختيارية، فاجأ العالم رحيل البطل الأسطوري العالمي من الوزن الثقيل الأميركي الزنجي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 74 عاماً، بعدما تلقى اللكمة القاضية من خصم لا يقهر أسمه الموت، وذلك على أثر صراع طويل دام 30 سنة من جراء إصابته بمرض عضال للأعصاب أسمه “الباركنسون” أو داء “الشلل الرعاشي”.

كاسيوس كلاي هو الأسم الحقيقي لمحمد علي كلاي وذلك قبل اعتناقه الإسلام؛ محمد علي الذي وجد في دين الإسلام التسامح والمساواة والحقوق والتواضع، وعدم التفرقة بين الشعوب سواء أن كان باللون أو بالديانة، أعتنقها محمد علي عام 1965 بعد فوزه ببطولة العالم في الملاكمة وذلك عن قناعة وحكمة، خصوصاً بعدما تعرض العرق الأفريقي في أميركا من إضهاد وظلم وعبودية وعنصرية ضد اللون الأسود، على يد العنصريين الأمريكيين من اللون الأبيض.

إقرأ أيضًا: كيف علّق أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي على الإسلام!

محمد علي كلاي الذي واجه في مراحل حياته السابقة مشاكل عدة، منها مواجهته ضد الحكومة الأميركية وتدخلها في حرب فيتنام، واعتراضه على الخدمة الإلزامية في الجيش الأميركي والتوجه بالقتال في فيتنام بعدما كان يندد بها، ما سبب لاحقاً لمحمد علي ان يدفع ثمن مواقفه السياسية باهظاً، ومن جراء هذا جرد كلاي من لقبه وسجن ومنع من ممارسة الملاكمة مدة ثلاث سنوات ونصف السنة، ولكن في العام 1974 إستعاد محمد علي شعبيته القوية ولقبه الأسطوري وعرش الملاكمة كبطل للعالم من الوزن الثقيل، بعد فوزه على خصمه بالضربة القاضية الملاكم القوي فورمان.

إقرأ أيضًا: رحيل «محمد علي كلاي» الملاكم الذي هزم خصومه وسياسة اميركا

محمد علي صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم تزوج اربع مرات وله منهن 9 اولاد، سئل باحدى المرات في مقابلة تلفزيونية له من قبل معد البرنامج، “هل لديك حارس شخصي؟” فكان جوابه، “لدي حارس شخصي واحد، فهو لا يرى بلا عيون، ويسمع بلا أذن، يتذكر كل شيء بدون مساعدة عقل أوذاكرة، اذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، عليم بذات الصدور، وما يجول في الخاطر، هو الله، هو من يحرسني، وهو من يحرسك، هو المتعال.”

مات محمد علي وماتت معه أسطورة الملاكمة التي جسّدها من خلال قوة أعطاه إياه الله، مات نجم العالم للملاكمة ولثلاث مرات على التوالي بهدؤ، رغم الألم مودعاً العالم بعد إيمانه بعدما قال: “أن الله أراد من خلال إصابته بالمرض أن يظهر له أنه مجرد إنسان كغيره”. مات محمد علي بعدما كان يطير كالفراشة على الحلبة ويلسع بزنده الأسمر كالنحلة خصمه. مات محمد علي وانتقل إلى جوار ربه، رحمه الله في مثواه الأخير.

السابق
وثائق أميركية: مشروع الخميني لـ«ولاية الفقيه» حظي بمباركة البيت الأبيض
التالي
الإعلام السعودي يطالب الحريري بتوضيح حول كلام المشنوق